تُقاس السياسة بمكاسب وخسائر، وفي ذلك صار محور الاعتدال العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، عنوان تجربة مليئة بالنجاحات.
فأولاً: استطاع هذا المحور أن يقود قاطرة الدعم الدولي والعربي والإقليمي لمصر، بعد فشل التجربة الإخوانية المقيتة في الحكم، والتي أسقطها الشعب المصري بثورة 30 يونيو 2013، والتي وصل بعدها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع ليعبر عن رغبة المصريين الحقيقية.
ثانياً: شن هذا المحور العربي حرباً على الإرهاب العابر للحدود، ووضع حداً للخطاب المتطرف، وأصدر عدداً من قوائم الإرهاب لملاحقة كل من ثبت تورطه بدعم الإرهابيين بالمال أو الفكر.
ثالثاً: أعلنت المملكة العربية السعودية في 2015 إنشاء التحالف العربي بقيادتها، بغية مكافحة الإرهاب الحوثي في اليمن، واستعادة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، الذي يعترف المجتمع الدولي به رئيساً شرعياً لليمن.
رابعاً: وجد الإخوان أنفسهم محاصرين بشكلٍ غير مسبوق تاريخياً في البلدان كافة، بعد أن أعلن قادة دول الاعتدال العربي برامجهم التنموية السلمية، للنهوض بشعوبهم وتغيير المشهد العربي الخليجي نحو مزيد من التطور والسلام المستدام.
خامساً: لم تجد الدول الأوروبية بُداً من الالتحاق بركب دول الاعتدال العربي، خاصة فرنسا والنمسا وألمانيا، حين بدأت تلك الدول ملاحقة جماعة الإخوان الإرهابية وإغلاق مقراتها وتجفيف منابع تمويلها، والحرص الأوروبي على الشراكة مع دول السعودية والإمارات ومصر في مجال تدريب الأئمة والخطباء الموجودين على أراضي الاتحاد الأوربي.
سادساً: تمسكت دول الاعتدال العربي بموقفها حيال الأزمة الليبية، عبر الخطوط الحمراء التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وضرورة رحيل المرتزقة الأجانب.
سابعاً: وقفت دول الاعتدال العربي إلى جانب تونس، عندما أعلن الرئيس قيس سعيد قراراته الدستورية التاريخية بتجميد عمل البرلمان، ما أدى إلى إسقاط حكم الإخوان، ممثلين في حركة "النهضة"، برضا ودعم شعبي، ومن ثمّ سارت دول الشرق والغرب في الطريق، الذي سلكته دبلوماسية دول الاعتدال العربي الرصينة.
ثامناً: تراجعت تركيا في الآونة الأخيرة عن كثير من أجنداتها الأيديولوجية حيال المنطقة العربية، بفضل سياسات المحور العربي الحكيمة، وباتت تركيا تخطب وُدَّ السعودية والإمارات ومصر علناً، وأكد ذلك مواقف الرئيس التركي الأخيرة.
تاسعاً: شهد العراق نقلة نوعية في وصْل ما انقطع من علاقاته مع عمقه العربي، بعد الاستقبال المهيب لرئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، في السعودية والإمارات، وتوجهت الوفود السعودية والإماراتية والمصرية إلى بغداد، من أجل مساعدة ومساندة الدولة العراقية والشعب العراقي الشقيق.
عاشراً: تجربة دول الاعتدال العربي في شكلها ومضمونها أضحت نبراساً للعمل العربي المشترك، ورافعة للشراكات الاستراتيجية، التي تخدم الشعوب العربية، وطريقاً معبّداً لتنسيق الجهود الاقتصادية والخدمية لأي دولة، سيما أن السعودية والإمارات بالذات تتقدمان كل يوم، بشهادة المؤشرات الدولية الموثقة، في مجالات متعددة، وتنافسان أغنى وأرقى دول العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة