توعدت بـ«رد حاسم».. مصر تحذر من «سيناريو نزوح» الفلسطينيين

في جلسة ساخنة بمجلس النواب المصري، توعدت القاهرة بـ"رد حاسم" حال استمرار "ضغوط إسرائيل لتنفيذ سيناريو نزوح الفلسطينيين".
وفي كلمته أمام البرلمان، أكد رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، أن بلاده "حال حدوث أي سيناريو يستهدف نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، سيكون لها رد حاسم، وفقاً لأحكام القانون الدولي".
وشدد في الوقت ذاته على أن "مصر لن تتوانى عن استخدام جميع الإجراءات التي تضمن حماية وصون حدودها، كما هو الحال مع حدودها في الجهات الأخرى الغربية والجنوبية".
جاء ذلك ردا على طلبات الإحاطة لعدد من النواب، حول الجهود المصرية لدعم الأشقاء الفلسطينيين، وكذلك التدابير المصرية المتخذة لمنع "محاولات التهجير القسري" من قطاع غزة.
كما أكد نواب بالبرلمان، في كلمات منفصلة، رفضهم الشديد لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا أو تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
وقال رئيس مجلس الوزراء المصري إن "القاهرة واجهت المخططات الرامية لتوظيف هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث أدركت أن الهدف من التصعيد هو وضع مخطط التهجير القسري للفلسطينيين باتجاه سيناء لتصدير الأزمة لمصر موضع التنفيذ، من خلال أكبر عملية عسكرية من القصف الموسع على القطاع لتحوله إلى قنبلة بشرية قابلة للانفجار باتجاه مصر".
وإزاء ذلك المخطط، والحديث لـ"مدبولي"، أعلنت مصر بشكل واضح أن "التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض، وأن محاولات تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة، وأن تصدير الأزمة لمصر خط أحمر غير قابل للنقاش".
ووجه مدبولي حديثه للفلسطينيين، قائلا: "يتعين على الأشقاء الفلسطينيين أن يعوا أن الموقف المصري يخدمُ وبشكل مباشر، ضرورة صمودهم على أراضيهم، وعدم تركها أبداً".
كما أكد أنه على "الشعب المصري ونوابه أن يتفهموا حجم الضغوط التي تُمارس على مصر، مع تكثيف مواقفهم المساندة لإجراءات الدولة المصرية في ملف قطاع غزة والتطورات الجارية هناك؛ صوناً لمقدرات الأمن القومي المصري".
وأبرز أن "من بين الإجراءات التي اتخذتها مصر، التنسيق الكامل مع الدول العربية المعنية والشقيقة، خاصة المملكة الأردنية الهاشمية؛ إذ إن من شأن تمرير التهجير القسري من قطاع غزة أن يمثل ذلك سابقة يمكن تكرارها في حالة الضفة الغربية".
وشدد على أن "موقف مصر ثابتٌ من احترام معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية والالتزام بنصوصها، وأنها تتطلع في المقابل لمثل هذا الموقف من جانب إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بتصرفاتها الحالية في قطاع غزة، وما قد تشكله من تهديد ٍغير مباشر للدولة المصرية".
وتابع: "لا بد من إعادة التذكير بأن الرؤية المصرية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ترتكز على الاعتقاد الجازم في أنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية سوى من خلال الدولتين، حلاً عادلاً وشاملاً يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال إقامة دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وحذر من أن "السياسة الإسرائيلية القائمة على إغلاق الأفق السياسي أمام الفلسطينيين ستكون عواقبها وخيمة، ومن ثم فلا بديل عن إحياء المسار السياسي"، متابعا: "منذ اليوم الأول للمواجهات ومع محاولات التحذير والعمل على وقف أو خفض التصعيد، طرحت مصر ضرورة الانتباه للمسار السياسي، نحو حل الدولتين".
وحول معبر رفح، قال رئيس الحكومة المصرية إن "المعبر لم يُغلق لحظة"، موضحا أن "هناك لبسا موجودا لدى العديد من الأطراف الخارجية، وبعض وسائل الإعلام، الذي يتمثل في أن هناك معبرا واحدا هو معبر رفح المصري وأن مصر تُغلق هذا المعبر ولا تسمح بعبور وتدفق المساعدات لسكان غزة أو عبور العالقين من الأجانب ومزدوجي الجنسية".
وتابع: "هناك معبران باسم رفح؛ معبر رفح المصري ومعبر رفح الفلسطيني، وأن إسرائيل هي التي تتحكم في معبر رفح الفلسطيني، وأن الإعاقة والعقبات من الجانب الإسرائيلي وليست من الجانب المصري".
ووجه مدبولي حديثه للنواب: "جئت هنا لأطمئنكم وأطمئن المصريين بأن أجهزة الدولة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية، وجيشها الباسل، تعي ما يُحاك من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه محاولة زعزعة الأمن المصري، وأننا لن نسمح بتحقيق أي من هذين المخططين، وفي الوقت نفسه ستستمر جهودنا لتنمية أرض الفيروز، في إطار مسيرة التنمية الشاملة التي تتحقق".
وفي تغريدة على إكس (تويتر سابقا)، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: "تابعت باهتمام بالغ مُجريات بيان رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب، والذي عبّر خلاله عن ثوابت الدولة تجاه الأمن القومي المصري، وتجاه القضية الفلسطينية الباقية في الضمير الوطني المصري دولة وشعباً".
وأضاف: "أؤكد على استمرار الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها في تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على المستويات كافة، رافضين بشكل قاطع أية محاولات لتصفيتها، داعين جميع الأطراف الفاعلة إلى إعلاء صوت الحكمة وتفعيل القرارات الدولية بذات الشأن".
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدّى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون قضوا معظمهم في اليوم الأوّل للهجوم، وفق السلطات الإسرائيليّة.
وتوعّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشنّ حملة قصف جوّي ومدفعي كثيف ردا على الهجوم، وحملة برية تسبّبت بمقتل 13300 شخص في قطاع غزّة غالبيّتهم مدنيّون، وبين القتلى أكثر من 5600 طفل، و3550 امرأة، بحسب إعلام فلسطيني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز