مصري يلقي بِولديْه من فوق "كوبري".. والمحكمة تحيله إلى المفتي
المتهم بقتل ابنيْه في محافظة الدقهلية، يفجّر مفاجأةً أمام القضاء، بعدما اعترف باكياً بجريمته لأول مرة منذ بدء المحاكمة.
قضت محكمة مصرية، الأحد، بإحالة أوراق محمود نظمي السيد، المتهم بقتل ابنيه ريان ومحمد، إلى مفتي الجمهورية، محددةً جلسة 17 إبريل/نيسان المقبل للنطق بالحكم.
القصة مأساوية لأب اتُهّم بقتل ابنيه، فُجع منها الرأي العام المصري ولاقت اهتماماً من جانب الإعلام الأجنبي أيضًا، وقعت ثاني أيام عيد الأضحى، الموافق 21 أغسطس/آب، وانتهت اليوم باعترافات مُفصّلة لمحمود.
وفجّر المتهم بقتل ابنيْه في محافظة الدقهلية بدلتا مصر، مفاجأةً أمام القضاء، بعدما اعترف باكياً بجريمته لأول مرة منذ بدء المحاكمة، ما دفع النيابة العامة إلى توقيع أقصى العقوبات في حقه.
وقال المتهم أثناء اعترافاته، أنه نفذ جريمته مع سبق الإصرار، فقد بيّت النية وعزم على التخلص من طفليه محمد وريان، و عندما سنحت الفرصة اقتادهما بالسيارة إلى أعلى "كوبري" منطقة فارسكور، ليُلقي بهما في مجرى النيل ويلفظا أنفاسهما غرقًا، و هو ما ثبت سلفًا في تقرير الطب الشرعي والتحقيقات.
وكما نقلت المواقع المصرية، اقترنت الجريمة بجناية حيازة المتهم مواد مخدرة (حشيش وترامادول وهيدروكلوريد) في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
وأضاف محمود أثناء اعترافاته، أن الفكرة راودته إثر خلافات زوجية، وحقدٍ وكراهيةٍ لأسرته التي منعته من إنفاق أمواله على رفقاء السوء، فضلاً عن تعثره المادي وتعاطيه المخدرات والمؤثرات العقلية.
وكشف الجاني تفاصيل دقيقة، موضحاً أنه عندما اصطحب ابنيه في جولة ترفيهية أول أيام العيد، أخذ في التروي والتدبير لتنفيذ فعلته، وتناول عقاقير "الأنافرانيل"، و"الأبتريل" وسيجارة "بانجو"، ثمّ ذهب بهما إلى "الكوبري"، وانتظر خلوّ المكان من المارة وألقى ريان وبعده محمد.
وتحجّج المتهم برغبته في إرسال طفليه إلى مكان أفضل، خوفاً عليهما من شرور الحياة وما قد يواجهانه من مصاعب جرّاء سمعة أبيهما السيئة.
وتابع الجاني أنه فرّ من مكان الجريمة واختلق قصة وهمية حول مصرع الطفلين، ثم ردّ حين سأله القاضي عن رأيه في ما نُسِب إليه بشأن قتل ولديه "آه حصل .. إنا لله وإنا إليه راجعون".
وتعود الوقائع إلى عيد الأضحى الماضي، إذ حرّر محمود نظمي محمد السيد (32 سنة) محضراً في مركز شرطة ميت سلسيل، مدعياً أن طفليه ريان (4 سنوات) ومحمد (3سنوات) تعرّضا لِعملية خطفٍ من أحد المنتزهات.
من هذا المنطلق، شكّلت المباحث فريق بحث بغية العثور على الصغيرين بِسرعة، وتفاجأ عناصره بإيجاد الطفلين بعد يوم، في مياه النيل بـ "فارسكور".
وتمكنت المباحث من كشف غموض الحادث مُلقيةً القبض على الأب إثر تحفّظها على مقاطع فيديو، تثبت وجوده مع ابنيْه طوال وقت الجريمة وفي مكانها.
ومع بداية المحاكمة، في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنكر المتهم جميع ما نُسِب إليه، قبل أن يقرّ الأحد بجريمته.