بالصور.. مصرية تدرس بالجامعة الألمانية وتبيع البطاطا
فتاة مصرية تدرس إدارة الأعمال في الجامعة الألمانية قررت بدء مشروع خاص بها، فراحت تبيع البطاطا وأطعمة مصرية أخرى في الشارع.. ما حكايتها؟
"لماذا لا أبيع البطاطا المشوية للناس في هذا الجو البارد؟".. سؤال طرحته "فريدة"، الفتاة المصرية التي تدرس إدارة الأعمال بالجامعة الألمانية، على نفسها، لتشرع بالنهاية في مشروع أطلقت عليه "ثقوبة"، مختص ببيع البطاطا المشوية ومشروب حمص الشام الممزوج بالليمون وبعض الإضافات الأخرى الذي يعرفه المصريون باسم "الحلابسة"،
وترجع تسمية "ثقوبة" إلى أن فريدة لطالما كانت تحلم بوضع اسم عائلتها "ثاقب" على مشروع أو عمل يخصها، حتى جاءتها الفرصة فوضعت أول حرفين من اسمها على عربتها، مستوحية اسم مشروعها من اسم والدها.
تقول فريدة، التي لم تكمل عقدها الثاني بعد، لبوابة "العين" الإخبارية: "منذ أعوامي الأولى كنت أمضي بأول حرفين باسمي، وكثيرًا ما كنت أشعر بأنهما سيكونان يوما ما جزءا من أي عمل يخصني، حقا أنني لم أكن أعرف هذا العمل الذي سيمكنني من نشر اسم عائلتي، لكني كنت واثقة من حدوث ذلك في المستقبل الذي لم يتأخر كثيرا".
تتابع فريدة "التحقت بالجامعة الألمانية لدراسة إدارة الأعمال، وأنا حاليا في السنة الثالثة، لكنني شعرت أن نصوص الكتب الدراسية لم تكن مثيرة، وأن التطبيق ربما يكون كذلك، حينها فكرت في طرق أبواب الأشياء التي أجيدها، فحصلت على دورات في الرسم والتصوير، وحتى الخياطة، كنت أبحث عن نفسي وسط كل ذلك.. وبالفعل وجدتها".
تقف فريدة على عربة وسط مجمع للمطاعم الفاخرة، في حي المعادي، أحد الضواحي الفاخرة بالقاهرة، وتبيع المأكولات التي تجذب المصريين في الشتاء، مثل البطاطا المشوية، و"الحلابسة" ذات النكهة الحارة، والبليلة الساخنة، وهي أطعمة سرعان ما لاقت استحسانا من جانب كثيرين، خاصة أن فريدة تقوم على مشروعها من الألف إلى الياء، بدءاً من طهي الأطعمة وحتى تنظيف المكان.
"البداية كانت فكرة بسيطة جدا.. في يوم شديد البرودة كنت أجلس في غرفتي وأفكر في مستقبلي، وجدت أن صوت الهواء أعلى من صوت خوفي.. وقتها فكرت لماذا لا أقوم بعمل شيء بسيط جداً.. لماذا لا أبيع ذرة مشوية وبطاطا للناس؟ هكذا تقول فريدة وهي تضحك.
تفسر سبب ضحكتها "أحيانًا نبحث عن فكرة ونذهب إلى بعيد، بينما هي بسيطة للغاية.. وهذا ما حدث معي.. حينها لم أنتظر، بل سارعت إلى مراسلة مجمع مطاعم بجوار منزلي على صفحتهم بموقع التواصل فيسبوك.. لم أتصور أن يأتيني الرد بهذه السرعة لكنه حدث".
رحلة عمل استغرقت أياما من فريدة، كانت تبحث فيها عن عربة تمثلها، فاختارتها أقرب ما تكون إلى شخصيتها، من حيث الألوان والرسومات، فخرجت في صورة غير تقليدية.
وتقول "أحببت للعربة أن توحي للناس بأنهم في الشارع، فاخترت كتابة عبارات مثل (الله أكبر) و(الرزق على الله)، لكن في الوقت نفسه تكون رسوماتها وألوانها مختلفة تشبهني.. حتى تلك الفتاة المرسومة كشعار أصبحت صورتي الذهنية عند كثير من الأصدقاء الذين أصبحوا ينادوني بثقوبة".
"ثقوبة" تقول إن حكايتها حكاية كل بنت في مصر لديها حلم تعمل عليه، ولا تنكر أن هناك قلقاً بداخلها حول النجاح لكنه "قلق طبيعي" من وجهة نظرها، خاصة إذا كانت الفتاة تدرس وتمارس هواية وتعمل، لكنه قلق يجعل تحدي النجاح لديها مضاعفاً.
توضح فريدة "كنت خائفة جدا خصوصاً أن المشروع جديد علي، وما زلت أدرس، وكنت أفكر كيف سيمكنني تنظيم وقتي، غير أني أقوم بعمل كل شيء في بيتي، وأحرص على أن يكون كل ما أقدمه طازجا، وهذا يستغرق مني وقتاً ومجهوداً".
وعن رد فعل الناس، تبتسم فريدة وهي تمسح مسطح عربتها بالمنظفات، وتقول: "كان الناس يستغربون في البداية رؤية بنت تقف وراء عربية بطاطا وتنظف بعدهم، وكانت الإشادات والتشجيع يأتيني من هنا وهناك".
تضع فريدة أمام عربتها سبورة مكتوب عليها الأسعار التي حرصت ألا تكون غالية، وتقول: "ثقوبة موجودة بعد الشتاء، المنيو (القائمة) فيه حاجات هتتغير، وربما سيتغير معظم بنوده.. خصوصاً أن هذه الأكلات شتوية جداً، ونحن نقترب من فصل الربيع.. وبالتالي التحدي أمامنا إما في تمصير أكلات أجنبية أو عمل أكل بطريقة شعبية أقرب للناس".
مشروع فريدة هادف للربح، وتقول إنها "تستحسن عائده كبداية"، وترى أن أكبر ربح هو أنه أصبح لها زبائن يأتون خصيصًا من أجل أكلات "ثقوبة" الشهية.