مثقفون مصريون: "قمة أبوظبي الثقافية" تساهم في مواجهة التحديات العالمية
مثقفون مصريون يؤكدون أن المؤسسات الثقافية تواجه تحديات كبيرة حتى تستطيع مسايرة المستجدات، وأن الإرهاب يأتي على رأس تلك التحديات.
أكد مثقفون مصريون أهمية توافر رؤية لتعزيز دور المؤسسات الثقافية في مواجهة التحديات العالمية، ومسايرة التطورات التكنولوجية، مشيرين إلى أن انعقاد القمة الثقافية في أبوظبي التي انطلقت أعمالها، الاثنين، سيساهم في مكافحة تلك التحديات.
وقال سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف في مصر، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن المؤسسات الثقافية معنية ببناء البشر، ولذلك تواجه تحديات كبيرة حتى تستطيع مسايرة المستجدات، موضحا أن الإرهاب والتطرف الديني يأتيان على رأس تلك التحديات.
وأضاف عبده: "وسائل التواصل الحديثة التي تشهد تزايدا مستمرا في عالمنا العربي تحولت أيضا إلى ساحات للحروب والانقسام وانتشار الشائعات، وكانت ساحة للجماعات الإرهابية، ما يجعل للمؤسسة الثقافية دور في المواجهة، كما أن أوضاع المجتمعات العربية التي توجد بها طوائف وفرق دينية مختلفة تزداد سوءا بسبب انعدام المسؤولية الثقافية، وهذا ما يجعل مهمة المؤسسات الثقافية أكبر وأصعب، لكنها ليست مستحيلة".
وشدد على أهمية تبني آراء المثقفين ومراجعة بعض كتب التراث التي تحض على العنف والإرهاب والعمل على خلق خطاب ديني معتدل.
وقال الروائي أشرف الصباغ، إن المؤسسات الثقافية ليس من مهامها التعامل المباشر مع المواطنين، مؤكدا أن أحد أهم أدوارها، هو وضع السياسات الثقافية والفنية، والبرامج المرتبطة بالتنمية الثقافية، ومناهج التنوير ونشر المعرفة بعيدا عن التمييز الديني والعرقي والثقافي، والسعي لرفع أسقف الحريات، وعدم التورط في مهمات تخص وزارات ومؤسسات أخرى تمتلك آليات مختلفة لتنفيذ مهامها.
وحول التطورات التقنية ووضع الثقافة العربية، قال "الصباغ": "الثقافة العربية دخلت إلى عصر جديد بحكم تطور العالم والتحولات التقنية والمعرفية، وهو ما يطرح عدة تساولات حول استعدادها لمواكبة تلك التحولات والمعوقات التي تواجهها، والتي حالت دون لحاقها بالمنجز الثقافي العالمي، كما أن هناك تساؤلات حول تطوير الثقافة العربية وجعل الثقافة العلمية جزءا منها، والاستفادة من الفضاء الذي تتيحه وسائل الاتصال لزيادة معدل الحرية في التفكير والإبداع، وتطوير اللغة العربية حتى تكون صالحة للتعامل مع هذه الوسائط الحديثة".
ودعا "الصباغ" إلى خلق العديد من البدائل، مثل تحليل المكون التقني والمعلوماتي داخل السياسات والبرامج والمشرعات التي تنفذها الجهات الثقافية الرسمية وغير الرسمية، والمشروعات التقنية والمعلوماتية المستقلة التي تنفذ في مجال التنمية الثقافية، والجهود الخاصة والأهلية والفردية التي تجري على صعيد التوظيف الثقافي لتقنيات المعلومات والاتصالات.
ومن جهته، قال الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة في مصر، إن المؤسسات الثقافية وقياداتها لابد أن يكونوا واعين بالتحديات التي طرأت على أساليب صناعة السياسات الثقافية، مشدداً على أهمية دور المؤسسات المعنية بالترجمة والحوار الثقافي في هذا الصدد، موضحا أن صميم عمل هذه المؤسسات هو نقل الثقافات الأجنبية إلى الثقافات القومية.
يذكر أن أعمال القمة الثقافية انطلقت، الاثنين، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة أكثر من 450 خبيراً ومتخصصاً من 90 دولة، ويأتي على قائمة مناقشاتها سبل إدارة المؤسسات الثقافية والتحديات العالمية.