وزيرة الهجرة المصرية لـ"العين الإخبارية": المصريون في الخارج "لهم ظهر"
جاء ذلك في حوار خصت به الوزيرة "العين الإخبارية".
السفيرة نبيلة مكرم تولت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج عام 2015، حققت خلال فترة عملها الكثير من المهام، وتواصلت بشكل مباشر مع أزمات المصريين في الخارج في أكثر من أزمة.
تتحدث إلى "العين الإخبارية" حول متابعة الوزارة لانتخابات المصريين في الخارج التي بدأت، وأزمات المقيمين خارج البلاد، وكيف ستتعامل مع قضية الطالبة مريم المتوفاة في بريطانيا، الأربعاء الماضي.
وإلى نص الحوار...
نود أن نعرف أكثر عن كيفية استعداد الوزارة لانطلاق انتخابات الرئاسة بالخارج؟
قمت ببحث سبل التنسيق والتعاون مع المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات؛ لحث وتشجيع المصريين في الخارج على المشاركة بالعملية الانتخابية، والتعريف بدور الهيئة، والوقوف على جميع العقبات التي تعوق مشاركة المصريين المقيمين بالخارج في الانتخابات، والعمل على حلها، وتم الاتفاق مع الهيئة على نشر الموقع الإلكتروني للهيئة.
كما عقدت أيضا مؤتمرا صحفيا أعلنت خلاله عن إجراءات تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية والتسهيلات التي أعدتها اللجنة العليا للانتخابات، وأطلقنا منصة إلكترونية للمصريين في الخارج لتلقي استفساراتهم عن الانتخابات.
كذلك قمنا بتشكيل غرفة عمليات من خلال تخصيص فريق من الوزارة لمتابعة الانتخابات أولا بأول، والرد على جميع الاستفسارات من جانب المصريين في الخارج، إضافة إلى إطلاق حملة على فيسبوك لتشجيع المصريين في الخارج على الانتخاب تحت هاشتاج #مهاجر_مؤثر #انتخب_فى_مكانك #صوتك_حقك.
وماذا عن الحملات التي قامت بها الوزارة من أجل الانتخابات؟
قمت بجولة خارجية إلى عدد من الدول بدأت بالعاصمة الفرنسية باريس، مرورا بنيويورك، وأستراليا وكندا، وصولا لعدد من الدول العربية؛ وذلك لحث المصريين بالخارج على النزول والمشاركة في الانتخابات، وذلك بناءً على توجيهات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء؛ لإطلاع المواطنين بالخارج على الإنجازات التي حققتها مصر خلال السنوات الماضية.
وهذه الجولة جاءت للبناء على المكتسبات التي تحققت للمصريين بالخارج من حقوق سياسية، والتي يجب استمرارها وزيادتها، مما سينعكس على تمثيل مناسب لهم في كل خطط الدولة المستقبلية، وفي إطار ذلك قمت بإبرام بروتوكول تعاون مع اتحاد "خليجيون في حب مصر"، لحشد وحث المصريين المقيمين بمنطقة الخليج في المشاركة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكدت للمصريين في الخارج أن المشاركة السياسية هي حق ديمقراطي ودستوري لا بد أن يقوموا به، وهي التي تحدد مصير الوطن.
وقد نتجت عن هذه الزيارات تقديم عدد من التسهيلات للمصريين المقيمين بالخارج خلال عمليات الاقتراع، ونحن نعمل بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات على حل أي مشكلات قد تعوق سير العملية الانتخابية، أو تؤثر على مشاركة المصريين في انتخاب رئيسهم في الخارج.
وكيف تعاملت الوزارة مع أزمات المصريين بالخارج؟
لم أنفصل يوما عن مشاكل المصريين منذ عملي قنصلا بالخارج، وحتى عملي وزيرة، ومشاكل المصريين تتنوع وفقا للمكان، فمشاكل الخليج ممثلة في الكفيل على سبيل المثال، ومشاكل العمل وإعفاءات السيارات للتأمينات والمساعدة القانونية وغيرها، وعند حدوث أي أزمة للمصريين بالخارج يتم التحرك سريعا، فأنا لا أدخر جهدا في التواصل مع أي مواطن يواجه مشكلة في الخارج، فالمصريون في الخارج "لهم ضهر".
وتتابع وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج عن كثب مشكلة أي مواطن في الخارج من خلال موقعها الإلكتروني وصفحاتها على شبكات التواصل الاجتماعي وأرقام مكتب الشكاوي الخاص بالوزارة، وهذا حقهم الذي نسعى لتنفيذه؛ لأن المصري بالخارج درع للأمن القومي، وحائط صد ضد المتربصين.
أما في كندا أو أستراليا فتنحصر مشكلاتهم في نطاق اختلاف الثقافات والبعد الجغرافي، وأحدث هذه الأزمات أزمة الطالبة المصرية مريم مصطفى عبدالسلام التي توفيت بعد الاعتداء عليها في بريطانيا، وقد أوفدت اللواء سمير طه مساعد الوزير لشؤون الجاليات؛ للاطمئنان على حالة الفتاة قبيل وفاتها، وسيتابع الموقف مع السفارة المصرية بلندن التي تنظر حاليا إجراءات مقاضاة المستشفى الذي دخلته الفتاة؛ وذلك لتصعيد المحاسبة الجنائية لقتلة الطالبة المصرية عقابا على جريمتهم الشنيعة، ولن نترك القضية.
وما دور الوزارة في مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية؟
دور كبير وفاعل، فالوزارة تدعم الهجرة الشرعية، ولهذا قمت بتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ومحافظة الغربية، لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتشجيع على الهجرة الشرعية، من خلال تأهيل الشباب على مهام الفندقة، وتأهيلهم لسوق العمل الأوروبية، فهذا الملف الخطير هو من أهم الملفات التي أعمل عليها، فقد ذهبت إلى محافظة المنيا، والتقيت بيت العائلة ومنظمات المجتمع المدني؛ لأنني اكتشفت أن لا أحد يتحدث عن هجرة القاصر وهي مشكلة خطيرة جدا، وتتعلق بالأمن القومي وعرضت المشكلة واعتمدت على الخطاب الديني، باعتبارنا شعبا متدينا سواء كان مسلما أو مسيحيا. كما زرت إيطاليا، فالتوعية مهمة جدا لحماية الأسر والقصر، والحل يكمن في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تقوم بها الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وتدعمها الدولة المصرية للتغلب على هذه الظاهرة وحماية القصر.
الشهادات الدولارية للمصريين بالخارج كم حققت من أرقام؟
حصيلة شهادة "بلادي الدولارية" المخصصة للمصريين فى الخارج بفائدة 5.5% بالبنك الأهلي، وبنك مصر ويتم شراؤها من خلال الإنترنت بلغت 250 مليون دولار، وقد وافق البنك المركزي على الطلب الذي تقدمت به، لتلبية مطلب الجالية المصرية بإنجلترا، على إصدار شهادات بلادي بالجنيه الإسترليني، كجانب من تعزيز دور مصر اقتصاديا واستثماريا، فالحس الوطني لدى المصريين بمختلف دول العالم كبير وهذا ما لمسته خلال زيارتي الأخيرة لإنجلترا.
شهادات أمان.. هل تسعى الوزارة للترويج لها خارجيا بين العمالة البسيطة؟
بالفعل، فهناك تنسيق جارٍ مع طارق عامر، محافظ البنك المركزي، لبحث إمكانية تعميم شهادة (أمان) التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، والخاصة بالتأمين على العمالة المؤقتة والموسمية ومحدودي الدخل، حتى تشمل المصريين بالخارج، وكذلك بحث آليات تنفيذها خلال الفترة المقبلة، فالشهادة تأتي من منطلق الاهتمام بالطبقات المهمشة والعمالة الحرة.
وتتراوح شهادة (أمان) الادخارية بين 500 و2500 جنيه، تُسدد مرة واحدة وتُستحق قيمتها في حالات الوفاة الطبيعية، أو على إثر حادث، بمقدار يتراوح بين 50 ألفا و250 ألف جنيه، أو بمنح معاش شهري لمدة من 5 إلى 10 سنوات، بمقدار يتراوح بين 1000 و3000 جنيه، كما أن أجل الشهادة 3 سنوات، ويتم تجديدها تلقائيًا، كما يحق للعميل استرداد قيمتها بعد إصدارها بفترة محددة، ولكن تسقط عنه مزايا الشهادة المتمثلة في مبلغ التأمين، ويستفيد المواطن بخدمة التأمين من وقت شراء الشهادة، أي أنه في حال الإصابة أو الموت بعد شراء الشهادة مباشرة يستطيع الحصول على التأمين، سواء صاحب الشهادة في حالة الإصابة أو الورثة في حالة الوفاة، كما تتيح للعميل الاختيار بين الحصول على راتب شهري أو قيمة التأمين حسب رغبة العميل بعد الإصابة أو الورثة في حالة الوفاة.