شعراء مصريون يشاركون في فعالية "100 ألف شاعر من أجل التغيير"
لقاء يجمع عددا من الشعراء في القاهرة للمشاركة في احتفالية "100 ألف شاعر من أجل التغيير" حيث يحتفي فيها العالم بالشعر والكلمة
موعد سنوي لا يُخطئه الشعراء ولا محبو الشعر في العالم، يأتي مساء السبت الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول من كل عام، حيث تدق ساعة تغيير وجه العالم، تغيير حالم على أجنحة الشعر، خلال الفعالية العالمية"100 ألف شاعر من أجل التغيير".
وفي مصر كان الشعراء ومحبو الشعر على الموعد بدعوة من مكتبة "الكتب خان" التي تقود كل عام المشاركة في تلك الفاعلية العالمية التي انطلقت عام 2011 بدعوة من الشاعر الأمريكي مايكل روتنبرج.
وتوالت مشاركات الشعراء عبر أمسية "الكتب خان" التي حملت الشعار العالمي المخصص للفاعلية هذا العام وهو Read a poem to a child أو "اقرأ قصيدة لطفلك".
وحسب الموقع الرسمي لفعالية "Thousand Poets for Change 100 " فقد "حان الوقت للحظة في هذه الحياة المشغولة المجنونة التي نعيشها، أن نشارك الأطفال شيئا نعتز به.. فالشعر هو هديتنا لأطفالنا بل والعالم".
وحرص عدد من الشعراء والشاعرات في مصر على الحضور وإلقاء الشعر، منهم زين العابدين فؤاد، فتحي عبدالسميع، هدى عمران، عبير عبدالعزيز، أمينة عبدالله، عزة حسين، ريم خيري شلبي، عاطف عبدالعزيز ، وجمال فتحي، وكان هناك حضور مميز لتلك الليلة الشعرية للسيدة ميرفت الجسري زوجة الشاعر الراحل سيد حجاب، التي قرأت من رباعيات سيد حجاب "البحر والهوى"، في لفتة أضفت كثيرا من الوهج بحضور شعر الراحل الكبير.
الناشرة المصرية وصاحبة مكتبة ودار نشر "الكتب خان" كرم يوسف، كانت أول من تبنى تمثيل تلك الفعالية العالمية للشعر في مصر، وحرصت على المشاركة بها منذ أكثر من عام، واعتبرت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن "المشاركة هذا العام كانت جيدة للغاية"، مستطردة: "هناك دائما شعراء وشاعرات وأصوات جديدة".
يثير عنوان "100 ألف شاعر من أجل التغيير" خاطرا حالما كل عام، تتساءل: هل حقا يمكن أن يُغير الشعر العالم؟، تجيب كرم يوسف في متابعة لحديثها: "الشعر لن يُغير العالم ولا عالمنا، التغيير لعالم أو لمجتمع أفضل يحتاج سياسات وأدوات أخرى، لكن هذا لا يمنع أبدا أن نحتفي بالشعر والشعراء ونقول الشعر لا سيما الشعر الجيد منه".
كانت من بين المشاركات الشاعرة المصرية سارة عابدين، التي طرحت عليها "العين الإخبارية" السؤال نفسه: هل تعتقد أن يُغير الشعر العالم؟، فأجابت :"احتفالية 100 ألف شاعر من أجل التغيير هي احتفالية حالمة كالشعر، لكن من ناحية أخرى هل الشعر يمكن أن يغير؟ لا يمكن أن أقول بثقة وابتسامة واسعة إن الشعر يغير العالم، كما قال الشاعر الكبير فتحي عبدالسميع، فالشعر لا يلغي المجاعات ولا الحروب، ولا يوقف القتل".
وتابعت عابدين: "لكن أفكر في كل دواوين الشعر التي قرأتها منذ سنوات، وكل الشعراء، الذين لم يستطيعوا مواءمة الاغتراب والوحدة التي تُثقلهم، لم يستطيعوا تجاوز كل تلك المهالك النفسية والوجدانية سوى بالشعر، أو بالكتابة، أو الرسم. أنا على يقين أن الشعر يُغير، ربما أكون بحاجة أكثر إلى النظر بقرب، بداخلي، والنبش بين الذكريات، بين الآلام القديمة، بين ثنايا الوحدة الراسخة في القلب، لأعرف ماذا يُغير الشعر".
وأضافت: "لا أثق أن الشعر يُغير القتلة، ولا المنافقين، ولا المتيقنين، الشعر يغير هؤلاء الوحيدين، الواقفين على الحافة دون تراجع ولا سقوط، المفارقين، الشاردين، المشتتين، الهائمين بين الأمل الكامل، واليأس المطلق، المخلصين للوحدة والعدم والخواء، دون شكوى ولا تذمر، كل هذا هو ما يخلق الشعر، وما يطلقه بداخلنا".
وتابعت: "أما عما يغيره الشعر، فهو ربما يجعلنا أكثر استيحاشا في العالم، وأكثر وحدة، الشعر يجسم الوحدة والألم، أنا أعتبر نفسي محبة للألم، أنغمس تماما بداخله، وأطلق لنفسي العنان للشعور به والاستمتاع به ومعه أحب الندم والوحدة ولا أخشى أيا منهم، الشعر يعزز الاغتراب والوحشة بداخلي، الشعر يخبرني دائما أنني على حق، مهما بدا هذا الحق بعيدا أو مخالفا، أو شاردا عن المألوف".
وشاركت عابدين بنص للشاعرة المصرية مروة أبوضيف ونصين آخرين حديثين لها من المرتقب صدورهما قريبا.
وتجدر الإشارة إلى أن السنوات الماضية تنوعت شعارات الفعالية، التي تكرس جميعها لقيم الحق والخير والجمال، ومن المنتظر أن يتم اختيار شعار جديد لاحتفالية العام المقبل الذي يحل في نهاية سبتمبر أيلول.