صندوق النقد الدولي توقع في تقريره الأخير أن يصل دخل السياحة المصرية في عام 2020/2019 إلى 16.5 مليار دولار
رأى خبراء مصريون أن ارتفاع إيرادات السياحة في بلادهم لأعلى مستوياتها يؤكد تعافي هذا القطاع المهم، الذي ظل يعاني منذ ثورة 2011.
وشهدت إيرادات السياحة المصرية قفزة كبيرة، حيث سجلت نحو 12.6 مليار دولار في عام 2019/2018، مقابل 9.8 مليار دولار خلال عام 2018/2017، بنسبة زيادة قدرها 28%.
ويبدأ العام المالي في مصر مطلع شهر يوليو، وينتهي بنهاية يونيو من العام التالي، وفقا لقانون الموازنة العامة.
وتعد هذه الإيرادات أعلى دخل لقطاع السياحة في عام واحد، وفقا لإحصائيات نشرتها وسائل إعلام محلية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير السياحي إلهامي الزيات إن "مصر تجاوزت إيرادات عام 2010/2009، وهذه ظاهرة صحية جدا، لأن المهم هو الدخل وليس أعداد السياح".
وكان الرقم القياسي السابق لإيرادات قطاع السياحة تحقق في عام 2010/2009، حين سجلت 11.6 مليار دولار، قبل أن تبدأ الإيرادات في التراجع بعد ثورة يناير 2011، بسبب الاضطرابات الأمنية والسياسية في البلاد.
ووصلت الإيرادات السياحية إلى أدناها في عام 2016/2015، الذي شهد سقوط طائرة روسية على متنها 224 سائحا في سيناء، وهي في طريق عودتها من منتجع شرم الشيخ إلى روسيا، حيث سجلت فقط 3.8 مليار دولار.
وأضاف الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية السابق، أن "السياحة المصرية نجحت في تعويض توقف الروس والإنجليز (عن زيارة البلاد) بأسواق أخرى واعدة وجديدة وغير تقليدية".
وكانت روسيا أوقفت، عقب سقوط طائرتها في سيناء في أكتوبر 2015، رحلات الطيران إلى ومن مصر، وكذلك فعلت بريطانيا، ما مثّل ضربة قوية للسياحة المصرية، حيث كان نحو 3 ملايين سائح روسي يزورون مصر سنويا قبل هذا الحادث.
وأرجع ارتفاع إيرادات السياحة المصرية إلى عدة أسباب، منها الحملة الإعلانية التي أطلقتها وزارة السياحة في أسواق خارجية لجذب السياح إلى مصر، حسب وكالة الأنباء الصينية.
ومن بين الأسباب أيضا زيادة السياحة الثقافية بنسبة كبيرة، لا سيما أن إيرادات هذه السياحة تمثل أضعاف السياحة الترفيهية في منتجعات مثل شرم الشيخ والغردقة، وفقا للخبير المصري.
وتشمل الأسباب كذلك ارتفاع أسعار حجز الفنادق وشركات النقل والبازارات في مصر.
وأوضح الزيات أن مصر عقدت مؤتمرات كثيرة على أراضيها خلال الفترات الماضية، بشكل مثّل دعاية غير مباشرة بأن مصر بلد آمن ومستقر، وهو ما كان له أثر في زيادة وفود السياح.
ورأى أن "مصر في الطريق الصحيح، وبدأت في استعادة مكانتها الطبيعية بين الدول السياحية الكبرى في العالم، لكن بشكل تدريجي"، متوقعا زيادة أعداد السياح للبلاد خلال الفترة المقبلة.
أما الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد، فرأى أن "هناك متغيرات عديدة في صالح نمو السياحة، منها استقرار الوضع الأمني" في مصر.
وقال جاب الله إن وزارة السياحة قامت بالكثير من الإجراءات نحو إعادة هيكلة القطاع السياحي، وتنفيذ خطط ترويجية، وغيرها من المؤتمرات والفعاليات.
وتابع أن أحد أسباب زيادة إيرادات السياحة هو قيام البنك المركزي قبل 3 سنوات بتحرير سعر الصرف، حيث أدى هذا القرار إلى زيادة تنافسية السياحة المصرية، التي أصبحت أقل ثمنا ومن ثم أكثر جذبا للسائح، إلى جانب مبادرات البنك الخاصة بتمويل المنشآت السياحية التي ترغب في إحلال وتجديد فنادق الإقامة والفنادق العائمة.
صندوق النقد يتوقع مزيدا من النمو
وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي توقع في تقريره الأخير أن يصل دخل السياحة المصرية في عام 2020/2019 إلى 16.5 مليار دولار.
وقال إن "مصر تجاوزت أرقام عام 2010/2009 من حيث الإيرادات، لكنها لم تتجاوز عدد السائحين الذين زاروها هذا العام، والسبب هو أن السائح أصبح ينفق حاليا أكثر".
وختم أن "ما ينقص مصر لتحتل مكانة كبيرة في مجال السياحة هو المزيد من هيكلة قطاع السياحة".
بدوره، اعتبر باسم حلقة نقيب السياحيين أن ارتفاع إيرادات السياحة المصرية إلى نحو 12.6 مليار دولار في العام الماضي "مؤشر إيجابي، ويؤكد تعافي السياحة في مصر بشكل جيد".
وقال حلقة إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل مجهودا كبيرا في قطاع السياحة من خلال تحسين الصورة الذهنية عن مصر، بما أسهم في عودة السياحة.
وأكد أن "مصر سوق مرغوبة سياحيا".
وشاطره الرأي أشرف صحصاح عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، قائلا إن "السياحة في مصر الآن تعافت إلى حد كبير".
ودعا صحصاح إلى مزيد من العمل على جذب السائحين من دول مثل الصين والهند والدول العربية، لا سيما أن السوق العربية واعدة جدا، وإنفاق السائح العربي مرتفع.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز