في يوم المرأة المصرية 2024.. 3 مصريات ارتبط صوتهن بشهر رمضان
نحتفل هذا العام بيوم المرأة المصرية 2024 في شهر رمضان، وإحياءً لهذا اليوم نتذكر معاً أصوات نساء مصريات عرفهن العالم العربي، وارتبط صوتهن بشهر الفرحة.. فمن هن؟
إن يوم المرأة المصرية 2024 يوافق 6 رمضان 1445، واحتفالاً بهذه الذكرى، نعود بذاكرتنا السمعية إلى أصوات نسائية مصرية، حين نسمع أصواتهن تحفنا رائحة رمضان وإقبال فرحته، لكن قبل أن نتعرف إليهن نشير إلى سبب احتفالنا بيوم المرأة المصرية في 16 مارس.
لماذا نحتفل بيوم المرأة المصرية؟
نعلم أن شهر مارس شهر المرأة، وفيه نحتفل بيوم المرأة العالمي، لكن لماذا نحتفل بيوم المرأة المصرية في 16 مارس من كل عام؟ وفقاً للهيئة المصرية للاستعلامات، تحتفل مصر يوم 16 مارس بيوم المرأة المصرية؛ كونه يحمل في طياته ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار، وفيه استشهدت أول شهيدة مصرية من أجل الوطن، هي "حميدة خليل".
في 16 مارس 1919، بقيادة هدى شعراوي، تظاهرت في ذلك اليوم أكثر من 300 سيدة، تحت لواء الهلال والصليب؛ منددين بالاحتلال البريطاني، فسقطت شهيدات مصريات هن: حميدة خليل، ونعيمة عبد الحميد، وفاطمة محمود، ونعمات محمد، وغيرهن.
وفي نفس اليوم عام 1923، دعت شعراوي لتأسيس الاتحاد النسائي المصري؛ مطالبات بحق المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، والحق في التعليم، وبالتالي دخلت الفتيات إلى الجامعة عام 1928، وتأخر حصول المرأة على حق الانتخاب والترشح حتى عام 1956.
ورغم التهميش والإقصاء -المتعمد وغير المتعمد- استطاعت النساء أن تترك بصمتهن في شتى المجالات، خاصة في ذاكرتنا السمعية، لنتعرف معاً إلى أصوات مصرية ارتبطت بشهر الفرحة.
"أهوه جيه يا ولاد.. وافرحوا يا بنات"
1. الثلاثي المرح
صوتهن الذي يشبه أصوات النساء في كل فرح مصري، وكل مناسبة تجتمع فيها النساء لتغنين بعيداً عن أعين الرجال، جعل في صوتهن أُلفة يألفها الجميع في كل زمان ومكان.
في عام 1958 كونت وفاء مصطفى، وسناء الباروني، وصفاء لطفي، فرقة "الثلاثي المرح" التي اشتهرت بأغاني رمضان، وظهرت الفرقة في العديد من الاحتفالات الدينية والوطنية، وطافت البلاد العربية، إلى أن توقفت في عام 1967 للأبد، لكن لم يتوقف تأثيرها؛ فما أن تسمع "أهوه جيه يا ولاد" بصوتهن الأنثوي الشجي تعلم أن بهجة رمضان قد حلت داخلك قبل أن يأتي. فارتبط رمضان بأغانيهن لعل أشهرها:
- سبحة رمضان.
- افرحوا يا بنات.
- وحوي يا وحوي.
- أهوه جيه يا ولاد.
كما قدمت الفرقة أوبريت "رمضان في الحسين" حيث غنت "الله الله على نور رمضان"، يذكر أن الثلاثي المرح قد لحن لهن الموسيقار محمد عبد الوهاب، والملحن والفنان منير مراد، وقدمهم الموسيقار علي إسماعيل وأطلق عليهن فرقة "الثلاثي المرح".
فقدموا أغنية "ضحك ولعب وجد وحب" مع عبد الحليم حافظ في فيلمه "يوم من عمري". واشتهرت الإذاعة المصرية والتلفزيون المصري بأصواتهن في العديد من المواضع، فهن أصحاب أغنية: حلاوة شمسنا. كما قدموا العديد من الأغاني الأخرى، مثل: هنا مقص وهنا مقص، والعتبة جزاز.
اقرأ أيضاً: 100 عام على يوم المرأة المصرية.. احتفال يؤرخ لكفاحها ضد الاحتلال
"بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد"
2. زوزو نبيل
صوت صفيا نقيا له وقع موسيقيا، فكأنها شهرزاد وشهرزاد هي، وكأنما استحضرت روح شهرزاد بصوتها الآخذ لتنقله لألف مستمع، وآلاف المشاهدين. بدأ المسلسل الإذاعي الأشهر "حكايات ألف ليلة وليلة" عام 1955، الذي يعد وثيقة مسموعة لبعض حكايات ألف ليلة وليلة، حين قدمها طاهر أبو فاشا، ومحمد محمود شعبان، على الإذاعة المصرية، وكانت زوزو نبيل صاحبة الصوت الأعلى في الحكايات؛ كونها شهرزاد ألف ليلة الإذاعية ثم التلفزيونية.
تم استعارة صوت زوزو نبيل في ألف ليلة، التي عُرضت على التلفزيون للمخرج الراحل فهمي عبد الحميد، فلا ألف ليلة بلا شهرزاد ولا شهرزاد بلا صوت زوزو.
حين سُألت نبيل عن الفرق بين شخصية شهرزاد الإذاعة وشهرزاد التلفزيون، قالت إن الإذاعية الصوتية غير المرئية المسموعة "هي هي" التي تذاع في التلفزيون، وإن كانت الإذاعة تثري خيال الإنسان "خيال جميل".
كان محمد محمود شعبان ينتقي للمسلسل موسيقى تصويرية، ومؤثرات صوتية، ومزج بين الصمت والكلام؛ بما يلائم الأحداث، فيعيش المستمع مع الأميرة، والملك، البحار، والجن، والإنس، على الأرض وفي عمق البحر؛ فالفنان الإذاعي لا بد أن يجعل المستمع يشعر بالزمان والمكان من خلال تمثيله وإلقائه الصوتي.
الأمر يختلف في التلفزيون، وإن انتقلت نفس التسجيلات الإذاعية للتلفزيون؛ لكن يختلف الأمر كون عنصر الخيال أصبح قاصراً عما يراه المشاهد أمامه، بعيداً عن الخيال "الجميل". توقفت ألف ليلة وليلة بعد 23 سنة، وتسجيل أكثر من 800 حلقة، وما زالت الحلقات الإذاعية متاحة على المنصات الإلكترونية المسموعة، وموقع تبادل الفيديوهات يوتيوب.
"القهوة عالم بحاله قايم.. فيه اللي قاعد جنب اللي هايم"
3. سامية الإتربي
محاورة الوزير والغفير، الحرفي والفنان "ماما سامية" التي قصت علينا حكايات سندباد البحري، واعتبرت كل طفل يشاهدها هو أحد "أطفال العائلة". المذيعة "سامية الإتربي" التي وثقت ببرنامجها "حكاوي القهاوي" العديد من المهن المصرية قبل اندثارها، فسجلت مع "الرفاعية"، وحكت إلى "الخاطبة"، وجلست على القهوة بين الرجال تحاور، وتناقش، وتوثق، فكان حديثها بمثابة ميزان ذهب لا تخرج كلمة إلا في موضعها.
استطاعت المرأة المصرية، والعربية، أن تعبر عن نفسها، ورؤيتها للعالم من حولها بمفرداتها الخاصة النابعة من زمانها ومكانها، فقاومت النساء على مر العصور لتفسح مجالاً لأصواتهن مثلهن مثل الرجال؛ ففي كل امرأة في كل عصر شهرزاد، تقاوم بقاء وجودها بسلاحها ومفرداتها الخاصة التي تميزها وتميز مجال عملها.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز