الغلاء يلقي بظلال صعبة على الفلسطينيين عشية عيد الأضحى
ما أن صرفت الحكومة الفلسطينية، الأربعاء، رواتب موظفيها حتى ارتفعت قليلا وتيرة التبضع بالأسواق في الضفة الغربية استعدادا لعيد الأضحى.
وفي ساعات المساء، أفاد مواطنون وتجار لـ"العين الإخبارية" عن حركة تجارية وإن كانت أقل بكثير مما هي عادة في مثل هذه الأوقات من السنة.
أصوات المواطنين كانت تتعالى احتجاجا على الارتفاع الكبير بالأسعار خلال الأشهر الأخيرة مع الشكوى من ضيق ذات الحال.
والأربعاء صرفت السلطة الفلسطينية راتب شهر يوليو/حزيران لموظفيها البالغ عددهم أكثر من 136 ألفا إضافة إلى عشرات آلاف المتقاعدين ومتلقي المخصصات الاجتماعية والأسرى والشهداء.
وتعتمد حركة الأسواق الفلسطينية إلى حد كبير على هذه الفئة.
وقال محمد أبو سنينة، تاجر في البلدة القديمة في مدينة الخليل بجنوبي الضفة الغربية، لـ"العين الإخبارية": "الحركة التجارية ضعيفة مقارنة مع السنوات ما قبل جائحة كورونا قبل عامين، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع الأسعار".
وأضاف: "الغلاء، الذي لا يقتصر بالمناسبة على الأراضي الفلسطينية، إذ إنه ظاهرة عالمية، عكس بنفسه على القدرة الشرائية للمواطنين الذين يعانون أصلا من أوضاع صعبة ويمكن تقدير الحركة التجارية بأنها 50% مما تكون عليه عادة في مثل هذا الوقت من السنة".
وتابع أبو سنينة: "من الطبيعي أن يؤثر ارتفاع الأسعار على المواطنين، ونلاحظ أن المواطنين يشترون أقل من حاجتهم العادية، ففي نهاية الأمر فإنهم يريدون التبضع والاستعداد للعيد".
وعلى الرغم من الغلاء وتردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة فإن أجواء العيد كانت ملموسة سواء من خلال عرض البضائع وإبقاء المحال مفتوحة حتى ساعة متأخرة من الليل وخروج الناس إلى الشوارع حتى من أجل التمتع بالأجواء.
الأجواء كانت ذاتها في أسواق البلدة القديمة في مدينة القدس ومحيطها، حيث كانت الحركة التجارية متوسطة، ولكن أقل مما كانت عليه في السنوات الماضية.
ولتشجيع السكان على القدوم إلى أسواق المدينة القديمة فقد أطلقت مؤسسة إبان المقدسية مهرجان حكايات القدس للتسوق تحت عنوان "إيد بإيد لندعم بلدنا".
وبدأ المهرجان يوم الأربعاء ويستمر حتى عشية العيد مساء الجمعة ويشتمل على تنزيلات وخصومات في عدد كبير من المحال التجارية في البلدة القديمة وشوارع صلاح الدين والسلطان سليمان والزهراء في محيطها.
وتقول مؤسسة إبان، مؤسسة غير حكومية: "هو برنامج يضم جميع تجار مدينة القدس في أسواقها المتعددة للعمل على استقطاب أكبر نسبة للقوى الشرائية في الأسواق التجارية المقدسية خلال وقفات عيد الأضحى المبارك".
وأضافت: "كذلك يتيح المهرجان الفرصة لرواد الأعمال لعرض أعمالهم وبيعها وذلك من خلال أكثر من 200 زاوية لبيع وعرض المنتجات".
ويتخلل المهرجان العديد من الفقرات الفنية والعروض الترفيهية لجذب الأهالي والأطفال تقدمها فرق تراثية فلسطينية.
ويقول أصحاب المتاجر في مدينة القدس إنهم يحاولون جذب السكان الذين قد يفضل بعضهم شراء احتياجاتهم من أسواق الضفة الغربية القريبة بسبب فرق الأسعار.
وقالت هنادي، التي جاءت إلى منطقة باب العامود مع أولادها الصغار، لـ"العين الإخبارية": "أجواء العيد جميلة ومن الجيد التمتع بها خاصة بالنسبة للأطفال الذين يشاهدون نشاطات ترفيهية تدخل البهجة إلى قلوبهم".
وأضافت: "الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية، نحن نشعر بها ونعاني منها، ولكن من الصعب جدا شرح هذا الأمر للأطفال الذين يرون بالعيد فرصة لشراء الملابس والأحذية والألعاب، ونحاول قدر الإمكان تعويضهم سواء من خلال شراء الملابس غير الثمينة وأيضا التمتع بهذه الأجواء الجميلة".
وتابعت: "كي أصدقك القول فإننا وفي ظل موجة الارتفاع بالأسعار نكتفي بالقليل جدا فلا يمكن بأي حال عدم الاستعداد للعيد، خاصة أنه في العيد يأتي الأهل والأقارب للتهنئة فنشتري الحلويات والفاكهة وما تتطلبه الضيافة الكريمة".
وفي مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية فإن الحركة التجارية كانت متوسطة مع حركة ملحوظة للمواطنين.
وفي وسط المدينة حيث سوق الخضار كان بالإمكان رؤية أطنان من الخضار والفاكهة في المحال التجارية وعلى البسطات مع تعدد الأصوات المرتفعة المنادية بالأسعار التنافسية.
وفي الأسواق القريبة منه متاجر تعرض الملابس والأحذية والحلويات والمكسرات مع حركة لا تتوقف للمارة.
كان المواطنون يحملون أكياسا بلاستيكية بألوان متعددة فيها الخضار والفاكهة، واللحوم، والحلويات، والملابس.
وقال أحمد مهداوي، وهو موظف إداري بالسلطة الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية": "تمتع عينك برؤية ما لذ وطاب من الفاكهة والخضراوات واللحوم، ولكن يا للأسف لا تتمكن من شراء مع تتمناه عينك".
وأضاف: "الأسعار مرتفعة بشكل جنوني في الوقت الذي تقل بشكل ملحوظ قدرتنا الشرائية".
واستدرك: "ولكن على أي حال فالعيد يأتي مرتين بالسنة، ولا بد من التبضع فالعيد هو العيد أيا كانت الأوضاع".
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA==
جزيرة ام اند امز