أضحية العيد.. نصائح طبية عن الفحص والذبح والطهي
حوار مع د.سعيد شلبي، أستاذ ومستشار الباطنة بالمركز القومي للبحوث بمصر يقدم أهم النصائح والإرشادات للحفاظ على صحة المعدة خلال عيد الأضحى
ما الكمية المسموح بتناولها من اللحوم؟ هل يجب التخلص من الأحشاء الداخلية للأضحية والامتناع عن تناولها؟ ماذا سأفعل مع الحالات المرضية في نطاق أسرتي؟ هل يمكن أن يشاركونا تناول اللحوم أم أنها من الممنوعات؟ وماذا عن ذبح الأضحية والتأكد من خلوها من الأمراض؟
هذه الأسئلة الموسمية التي تُثار عادة قبل عيد الأضحى، عرضتها "العين الإخبارية" على د.سعيد شلبي، أستاذ ومستشار الباطنة بالمركز القومي للبحوث بمصر، والرئيس السابق لقسم الطب التكميلي بالمركز، فكانت إجابته روشتة طويلة تتضمن العديد من النصائح التي تعبر بمعدتك إلى بر الأمان.
الذبح
ينصح بأن يكون الذبح بحديقة المنزل أو بجوار دورة المياه، حتى يتم غسل الدم و التخلص منه مباشرة، حيث يمكن أن يكون ناقلاً للأمراض.
فحص الأضحية
يجب فحص الحيوانات بعد الذبح و الكشف على أعضائها الداخلية ولحومها وإعدام الحيوانات المصابة إذا ما كانت تحتوى على أمراض يمكن أن تنتقل للإنسان مثل الدرن، ولكن إذا ما تواجد الدرن فى الرئتين فقط؛ فتعدم الرئتين وتستعمل باقى الذبيحة بعد معاملتها حرارياً.
أما الحويصلات المائية الشريطية والأطوار اليرقية للديدان الشريطية فيتم إعدام الجزء المصاب فقط.
والحويصلات المائية الشريطية هى عباره عن أكياس مختلفة الحجم والشكل وتحتوى على سائل مملوء برؤوس الديدان النامية، وتوجد فى تجويف البطن والكبد أو الرئتين أو الطحال والقلب والكليتين.
ولا تنتقل هذه الحويصلات للإنسان، ولكن المشكله أن يتم إلقاؤها للكلاب؛ حيث تكتمل دورة حياتها وتنقل العدوى للإنسان.
الطهي
يفضل شي اللحوم المحتوية على نسبة عالية من الدهن للتخلص منه بقدر المستطاع, مع عدم أكل الأجزاء الدهنية إن أمكن، و لا تفضل هذه الطريقة فى حالة وجود أدنى شك فى الإصابة بالطفيليات أو الإصابات الميكروبية؛ لأننا قد لا نضمن وصول الحرارة الكافية إلى كل الأجزاء المشوية.
ويُعد السلق من الطرق المفضلة والتي تضمن القضاء على الطفيليات والبكتيريا إذا ما كان الطهى جيداً.
المذاق والصحة
تعتبر لحوم عجول الجاموس والأبقار أفضل من الناحية الصحية؛ نظراً لسهولة طهيها وهضمها وقلة محتواها من الدهون. أيضاً لحوم الجمال تعتبر من اللحوم الحمراء المرتفعة البروتين العالى القيمة الغذائية، ولكن الكبيرة منها فى السن يطول طهيها، ويلزم إطالة طهيها نظراً؛ لأنها قد تحتوى على بعض الطفيليات التي يمكن أن تنتقل للإنسان والتي يمكن القضاء عليها بالطهي الجيد.
أما لحوم الضأن فهي ذات مذاق ممتاز؛ نظراً لاحتوائها على نسبة من الدهون تكسب اللحم طعماً مميزاً، ولكن يجب الحذر من تناولها بكثرة لأضرارها الصحية.
الكمية المسموح بها
يجب أن نعلم أن احتياج جسم الإنسان لا يتعدى 1 جرام لكل كيلوجرام من وزن الإنسان، أي تقريباً 100 جرام لكل فرد، و لكن لا مانع من الإشباع النفسي بتناول كمية أكبر في هذه المناسبة.
وبالنسبة لصغار السن فإن اللحم يعتبر احتياجاً وضرورة للنمو، ويمكن لهذه الفئة العمرية الإكثار منه في هذه المناسبة بشرط ألا يكون سميناً، حتى لا يسبب تلبكاً معوياً لديهم.
الكبد والأحشاء والكوارع
لا ننسى كبد الحيوانات والأحشاء الداخلية والكوارع التي يفضلها البعض، وهنا يجب الكشف عليها جيداً والتأكد من خلوها من الديدان والآفات المرضية، مثل البقع البيضاء والصفراء والمتكلسة أو الصلبة، وهنا تعدم تماماً.
أيضا يتم غسل الكرش والأمعاء جيداً بالماء الساخن، وطهيه جيداً وإضافة البصل المبشور إليه أثناء الطهي.
أما الكوارع أو الأرجل فهذه تحتوي على الجيلاتين، وهو نوع من البروتينات الخفيفة والصحية، ولكن الإكثار منه أيضاً مضر لمرضى الكبد والكلى، ويسبب ارتفاع نسبة الدهون في الدم.
ويلاحظ أن البعض يحبون نخاع العظام الطويلة، وهذا يجب طهيه جيداً حتى لا يكون وسيلة لنقل الأمراض؛ مع العلم بأنه يحتوي على نسبه عالية من الدهون.
ويفضل البعض تناول مخ الحيوانات مخلوطاً بالبيض، وهنا يجب طهيه جيداً؛ لأنه يمكن أن يكون وسيلة لنقل بعض الأمراض إن وجدت.
المرضى واللحوم
مرضى الكلى يجب أن يقللوا من كمية البروتين التي يتناولونها، حتى لا يتم إجهاد الكلى، أيضاً مرضى الفشل الكبدي وحالات ما قبل الغيبوبة، ويُسمح لهم فقط في حدود 50 جراماً أي في حجم علبة الكبريت.
أما مرضى السكر والقلب فيجب عليهم تجنب لحم الضأن نظراً لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، وأيضاً مرضى ارتفاع نسبة الدهون بالدم فيفضل تناولهم قطعة لحم صغيرة من لحم الرقبة أوالفخذ للخروف، نظراً لقلة محتوى هذه الأجزاء من الدهون.
و يفضل أن تكون اللحوم مشوية أو مسلوقة، مع التخلص من الدهون قبل الطهي، كما يجب التخلص من دهون الحساء (الشوربة) بتركها لتبرد في الثلاجة ثم إزالة طبقة الدهن السطحية ثم تسخينها واستخدامها كحساء أو في عمل الفتة و الرقاق.