الحلويات تصنع بهجة العيد في الجزائر.. والتهاني "افتراضية"
سفرة العيد لا تخلو من 5 أنواع من الحلويات على الأقل، بينها المقروط والبقلاوة، مع تزيين قاعات الاستقبال وبقية غرف المنزل بأجمل الديكورات
كغيرها من البلدان العربية والإسلامية حل عيد الفطر المبارك في الجزائر مختلفاً كلياً، إذ التزم غالبية السكان منازلهم خوفاً من عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فيما فضّل البعض ارتداء ملابس الصلاة والخروج أمام المنازل "ولو لاستنشاق رائحة الفرحة".
لكن المميز هذه السنة هو ارتداء مَن خرجوا إلى الشوارع أقنعة وجه واقية في مشهد فرضه قرار حكومي بإلزامية ارتداء الكمامات اعتباراً من أول أيام عيد الفطر.
وللمرة الأولى في تاريخ الجزائر، تُجبر جائحة كورونا سلطات هذا البلد العربي على منع تنقل السيارات والدراجات داخل المحافظات وبينها خلال فترة العيد درءاً لعدوى كورونا، ولإجبار الجزائريين على التخلي عن عادة التجمعات والزيارات العائلية.
وجاء القرار بعد أن سجلت البلاد في شهر رمضان وحده نحو 5 آلاف إصابة بـ"كوفيد- 19"، بعد أن أصر البعض على تحدي كورونا وممارسة طقوس رمضان، فكانت النتيجة الأسوأ منذ بدء تفشيه في الجزائر.
ورغم ذلك، خرق بعض الجزائريين القرار، وتمر من حين لآخر سيارة من هنا وهناك، فيما كانت الشرطة "من أكثر المستفيدين" من القرار وفق تعليقات جزائريين عبر منصات التواصل، بعد أن باتت حواجزهم الأمنية داخل المدن وفي الطرقات السريعة "مريحة" من السيارات والشاحنات، إلا البعض منها الذي يحمل معها سائقوها "رخصة مرور".
وامتدت القرارات الحكومية إلى رفع فترة الحجر المنزلي وحظر التجول إلى 18 ساعة يومي العيد، وبدأت على غير العادة في الواحدة ظهراً.
ولم تخل شوارع ومدن الجزائر من السيارات فقط، بل افتقدت غالبية أزقتها وأحيائها الشعبية أبرز وأجمل مظهر للعيد وهو أصوات وحضور الأطفال وهم يتفاخرون على بعضهم بألبسة العيد وألعابه، ويعبرون عن فرحتهم بهذا اليوم بطريقتهم الخاصة.
ولعيد الفطر عند الجزائريين خصوصية كبيرة في التحضير لاستقباله، إذ توليه العائلات الجزائرية أهمية وأولوية كبيرة، تتجسد في الحلويات التقليدية التي تحرص النسوة على إعداد أجملها شكلاً وأكثرها لذة.
ولا تخلو سفرة العيد من 5 أنواع من الحلويات على الأقل، بينها "المقروط والبقلاوة" وغيرها، مع تزيين قاعات الاستقبال وبقية غرف المنزل بأجمل الديكورات.
نور الهدى أم لطفلين، واحدة من سيدات الجزائر اللواتي أحسسن بما وصفته "الجو الكئيب" للعيد عليها وعلى أبنائها الذين أنستهم الألعاب "وحدة العيد".
تقول نور الهدى لـ"العين الإخبارية" إن فيروس كورونا منعها من رؤية والديها منذ أكثر من شهرين، إذ كانت تأمل في انقشاع غمة الوباء علّها تقضي العيد معهما وتساعد والدتها.
أما سعاد الأم لأربعة أطفال، فقد قضت العيد في منزلها مع أولادها وزوجها للمرة الأولى، بعد أن كانت تقضيه في زيارة أهلها، وجمعت عائلتها على طبق "الشخشوخة" التقليدي، وتمكنت من صناعة جو العيد رغم الملل الذي كان ظاهراً على الأبناء.
الحال ذاته عند "الجد أحمد" (75 عاماً) الذي اعتاد كل عيد على القيام بجولة إلى إخوته وأخواته باعتباره كبير العائلة، واستقبال أحفاده، وقبلها الاستيقاظ باكراً لأداء صلاة العيد في المسجد القريب من منزله.
لكنه وجد نفسه مضطراً هذا العيد على "تغيير قوانينه" كما قال لـ"العين الإخبارية" وكله تفاؤل وأمل بزوال الوباء، رغم أنه قضى عيد الفطر وحيداً مع زوجته دون أبنائه وأحفاده الذين اتفقوا على حمايتهم من كورونا بأسوأ الاختيارات وهو البقاء في منازلهم.
ومع انعدام مظاهر العيد، إلا أن كثيراً من القنوات التلفزيونية المحلية حاولت تصميم أجواء العيد العائلية بعيداً عن طقس كورونا الملبد، من خلال ديكورات مستمدة من عادات وتقاليد الجزائريين من حيث الحلويات والألبسة التقليدية.
وغلبت على المحطات التلفزيونية المحلية برامج منوعة، غالبيتها بـ"قعدات جزائرية" كما تسمى، والمتمثلة في تصميم استوديوهات مشابهة لقاعات استقبال البيوت الجزائرية خلال العيد، تتوسطها صينية العيد، ويسرد الضيوف عادات هذا الشعب العربي في عيد الفطر بين الماضي والحاضر، تتخللها أغانٍ ترمز للفرح عند الجزائريين.
لكن وسائل الإعلام المحلية لم تبث صلاة العيد من "المسجد الكبير" الذي يرتاده رؤساء الجزائر وكبار المسؤولين خلال العيد، ولم تتمكن من نقل صورة أول رئيس جديد منذ 20 عاماً وأول رئيس يؤدي صلاة العيد منذ 6 أعوام، إذ يعد العيد الأول للرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون منذ توليه الحكم نهاية العام الماضي.
وبات الهاتف والرسائل النصية الهاتفية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ملاذاً لتبادل التهاني والتبريكات، حتى إن البعض وصفها بـ"التهاني الافتراضية في عيد افتراضي".
aXA6IDMuMTM4LjMyLjUzIA==
جزيرة ام اند امز