معركة انتخابية في فلوريدا على أصوات "المجرمين السابقين"

معركة انتخابية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعد إعلان موعد تسجيل "المجرمين السابقين" ضمن القاعدة الانتخابية للولاية الأمريكية
قررت الهيئة المشرفة على الانتخابات في ولاية فلوريدا الأمريكية، جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فتح أبواب الهيئات الانتخابية في يناير/ كانون الثاني المقبل، أمام "المجرمين السابقين"، الذين تمت إعادة حق التصويت لهم، بعد إقرار التعديل الأخير على دستور الولاية.
ويسمح التعديل الذي تم إقراره في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتصويت المجرمين السابقين غير المتورطين في جرائم خطرة كالقتل والاغتصاب.
آليات التعديل
وقال رون دي سانتيس الحاكم الجمهوري الجديد لولاية فلوريدا الملقبة بـ"ولاية الشمس المشرقة" إن مجلس الولاية التشريعي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، سيناقش الآليات التنفيذية لتنفيذ التعديل الدستوري، وذلك قبل تسجيل الناخبين من المجرمين السابقين لبياناتهم، وسط توقعات بأن تأتي هذه الآليات كمحاولة للالتفاف على التعديل الدستوري.
وكان ناخبو ولاية فلوريدا صوتوا بنسبة ٦٤٪ لصالح مشروع تعديل على دستور الولاية، خلال انتخابات التجديد النصفي الأخيرة، يعيد للمجرمين السابقين حقهم الانتخابي في التصويت، فيما عرف بالتعديل الرابع، وسط معارضة جمهورية وتأييد ديمقراطي.
وينص التعديل علي استعادة حقوق التصويت للمدانين عند استكمال جميع الأحكام، مع استثناءات لأولئك المدانين بـ"جرائم القتل أو الجرائم الجنسية"، بينما في السابق كان بإمكان المجرمين استعادة حقوقهم في التصويت عن طريق التماس الرأفة إلى مجلس الدولة، والذي وافق في السنوات الأخيرة على بضع مئات من الطلبات مع أكثر من 10،000 طلب معلق.
بدورها، أعلنت رئيسة الحزب الديمقراطي في فلوريدا تيري ريزو، في بيان، الإثنين، أن إعلان حاكم الولاية عن آليات إضافية قبل تسجيل الناخبين، هو أحد أعمال قمع الناخبين من قبل الجمهوريين، مشيرة إلى أن الحزب الأحمر يريد انتقاء واختيار من يجب أن يكون له حق التصويت.
أهمية فلوريدا
ويخشى الجمهوريون كثيرا من أن دخول مليون صوت إضافي للكتلة التصويتية في أشهر ولاية متأرجحة، قد يفسد الخطط الجمهورية الرامية للبقاء في البيت الأبيض عام ٢٠٢٠.
وتعد فلوريدا أهم ولاية انتخابية في السباق الرئاسي، حيث تحل وفق النظام الانتخابي للولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالث من حيث الأصوات في الهيئة الانتخابية للرئيس ونائبه بـ29 صوتا، بعد كل من كاليفورنيا (55 صوتا) وتكساس (38 صوتا) وبالتساوي مع نيويورك (29 صوتا).
لكن كاليفورنيا تذهب للديمقراطيين، بينما تذهب تكساس للجمهوريين، وعادة ما تصوت نيويورك للديمقراطيين، بينما فلوريدا أكبر الولايات المتأرجحة في التاريخ الانتخابي الأمريكي، حيث يتراوح هامش الفوز فيها من ١, ٪ إلى ٥٪.
وتُعتبر "ولاية الشمس المشرقة" المطلة على ساحل الأطلنطي البوابة الملكية للبيت الأبيض، وكما تشير النتائج التاريخية للولاية فإنه نادرا ما يفوز مرشح في الانتخابات الرئاسية بدون أصوات فلوريدا، حيث تكرر الأمر مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2008 و2012، ومع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن في 2000 و2004، ومع الرئيس الحالي دونالد ترامب في ٢٠١٦.
وكانت القوانين في ولاية فلوريدا تَحرِم أي مجرم سابق من صوته الانتخابي لـ١٥٠ عاما، إلا أن حركات الحقوق المدنية في الولاية تبنت تعديلات على دستور الولاية تعيد حق التصويت لهم، وسط تأييد كبير من جانب الحزب الديمقراطي، الذي رأى أن هذه التعديلات ربما تمنح له أغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة.
على صعيد متصل، قالت كريستينا وايت المشرفة على الانتخابات في مقاطعة ميامي أكبر مقاطعات ولاية فلوريدا لـ"العين الإخبارية"، إن دور مشرفي الانتخابات يقتصر على تسجيل الناخبين المؤهلين، موضحة أنه من المقرر أن يتم بدء تسجيل الناخبين يوم ٨ يناير/ كانون الثاني المقبل في المراكز الانتخابية للولاية.
أنماط التصويت
وأكدت الدكتورة كاثرين ديبالو أستاذة العلوم السياسية في جامعة فلوريدا الدولية والمختصة بالشؤون الانتخابية لـ"العين الإخبارية" أن "الأبحاث والدراسات تشير إلى أن الجمهوريين قد لا يعانون كثيرا من تنفيذ الإجراء الأخير، على غير ما هو شائع، حيث تشير أغلب التقديرات إلى أن غالبية المليون صوت الإضافي في معركة فلوريدا الانتخابية، لن تكون لهم ميول حزبية".
وأوضحت أن "أنماط التصويت من قبل المجرمين السابقين تشير إلى أنه من بين المليون صوت، قد يصوت فقط حوالي 150.000 صوت على مستوى الولاية، ومن المرجح أيضا أن يكون التأييد بين هؤلاء لصالح الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين، لكنه لن يكون بنسبة كبيرة".
لكن ديبالو، عادت وأكدت أنه بالرغم من "أن الأرقام ليست كبيرة، وتأييد الديمقراطيين ليس ساحقا بينهم، لكن المشكلة أن فلوريدا هوامش الفوز بها ضيقة للغاية، أحيانا لا تتجاوز الـ ١ ٪، وهذا هو جوهر الخلاف السياسي الحاد حول استعادة الحق التصويتي للناخبين، حيث يكفي ٥ آلاف هنا أو هناك لقلب نتائج فلوريدا رأسا على عقب"، مشيرة إلى أن "أكبر فوز خلال الانتخابات الأخيرة كان لصالح رون دي سانتيس بفارق ٤٣ ألف صوت من بين ٨ ملايين صوت بهامش ٦٪ أي أقل من ١٪".
من جانبه، يرى نيل فولز، رئيس منظمة حقوق فلوريدا، في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أن "فلوريدا لديها حاليا أعلى 10 معدلات سجن في البلاد، ما لا يقل عن 512 لكل 100،000 شخص في الولاية مسجون وفقا لبعض القوانين، وفي منظمتنا تبنينا مشروع تعديل الدستور؛ لأنه يهدف لإصلاح العدالة الجنائية".
وأضاف فولز: "كما تضم دائرة إصلاح السجون بولاية فلوريدا ثالث أكبر نظام سجون في الولايات المتحدة في البلاد حيث يوجد نحو 96 ألف سجين لدينا".
aXA6IDE4LjExNi4yNDEuMjA1IA==
جزيرة ام اند امز