الجمهوريون يحسمون مقعد "الشيوخ" في فلوريدا بعد إعادة فرز الأصوات
معهد بحثي أمريكي قال إن حجم الإنفاق الدعائي في فلوريدا كسر الأرقام القياسية وبلغ 171 مليون دولار.
أُسدِل الستار على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في ولاية فلوريدا، بعد 12 يوما من انتهاء العملية الانتخابية بفوز الجمهوريين بمقعد الشيوخ بعد إعادة فرز الأصوات.
وأقر السناتور الديمقراطي بيل نيلسون، أمس الأحد، بهزيمته أمام منافسه الجمهوري ريك سكوت، قبل الانتهاء من عملية إعادة الفرز يدويا، رغم تقلص فارق الأصوات بينهما من 12000 إلى نحو 10300 صوت، أي ما يعادل 2%.
وتراجع الفارق بعد إعادة فرز الأصوات إلكترونيا، وتصحيح توقيعات بعض الناخبين، وفق ما قرّره القضاء الخميس الماضي، لمحاولة حسم أشرس منافسة خلال انتخابات التجديد النصفي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وبهذه النتيجة يلحق نيلسون بزميله الديمقراطي إندرو جيلوم، والذي كان مرشحا لمنصب حاكم فلوريدا، لكنه أقر السبت الماضي بهزيمته، أمام المرشح الجمهوري رون دي سانتيس، بعد استقرار الفارق بينهما على 36000 صوت تقريبا.
وحسب هذه النتائج، عزّز الجمهوريون مواقعهم الانتخابية في أهم ولاية بخصوص الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث حازوا منصب حاكم فلوريدا الذي يسيطرون عليه منذ عقدين، وأزاحوا الديمقراطي المخضرم بيل نيلسون من "مقعد الشيوخ" بعد أن مكث فيه 18 عاما، إلى جانب فوزهم بغالبية مقاعد النواب عن الولاية، والبالغ عددها 27.
ومثَّل إقرار نيلسون بالهزيمة، ضربة قاصمة للديمقراطيين، إذ كان من أبرز الوجوه السياسية في فلوريدا، خلال العقود الـ4 الماضية.
وشغل نيلسون عضوية مجلس النواب في الولاية مدة ست سنوات خلال السبعينيات، قبل أن ينتزع "مقعد الشيوخ" للمرة الأولى عام 1979، وبقي فيه طوال دورتين، ثم خسره، قبل أن يعاد انتخابه منذ 18 سنة.
إنفاق قياسي
وفي السياق ذاته، ذكر معهد"CMAG" البحثي الأمريكي، المتخصّص في مراقبة الإنفاق على الدعاية الانتخابية، أن فلوريدا حازت نصيب الأسد في الإنفاق الدعائي أثناء انتخابات التجديد النصفي ومقعد الحاكم، مضيفا أنها تجاوزت الأرقام القياسية السابقة، إذ رُصِد صرْف نحو 171 مليون دولار بشكل موثّق حتى 22 أكتوبر الماضي، أي قبل يوم الانتخابات العامة، والمعركة القانونية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإعادة فرز الأصوات.
وأكد المعهد أن الدعاية ستكسر حاجز الـ 200 مليون دولار على أقل تقدير، مُنبّها في تقريره، أمس الأحد، من حجم تكاليف الدعاية الانتخابية في فلوريدا، والذي عادل تقريبا مجموع الإنفاق في 4 ولايات.
وأوضح "CMAG" أن الأرقام النهائية للحملات الانتخابية، ستُحدّد بدقة في الأسابيع القليلة المقبلة، إثر توثيق مسؤولي الحملات للمبالغ والتكاليف حتى يوم الانتخابات أو نهاية المعركة القانونية في حالة فلوريدا.
معركة الرئاسة 2020
من جانبه قال ستيف سيميونيديس، مدير حملة المرشح الديمقراطي إندرو جيلوم، القيادي الديمقراطي في مدينة تامبا، لـ"العين الإخبارية"، إن المعركة كانت صعبة ومحتدمة، والأصوات التي حصدها الديمقراطيون فاقت معدّل العادة.
وأفاد بأن عوامل عدة تُرجّح فوز الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، وأبرزها اعتماد التعديلات الدستورية الأخيرة في فلوريدا، والسماح بالتصويت لنحو مليون شخص، حُرِموا سابقا من الإدلاء بأصواتهم نتيجة إدانتهم في أحكام قضائية (غير القتل والجرائم الجنسية)، مع زيادة عدد المهاجرين في الولاية،
وتوقع سيميونيديس، أن انتخابات 2018 ستُمثّل آخر محطة انتخابية يفوز بها الحزب الجمهوري في فلوريدا، مضيفا أن استعدادات الحزب الديمقراطي لحملة الرئاسة 2020 ستبدأ مطلع العام المقبل، حتى قبل تسمية مرشحه،
وأكد أن "الحزب الأزرق" سيقاتل على كل صوت في الولاية خلال انتخابات 2020، لأنه لن يسمح بفوز الجمهوريين مجددا، رجوعا إلى حجم أصوات فلوريدا بالمجمع الانتخابي في معركة الرئاسة.
من جهته، أجاب ارماندو إيبرا، رئيس تجمع الشباب الجمهوري في مقاطعة ميامي، أن فوز الجمهوريين بانتخابات مقعدي الشيوخ والحاكم، وغالبية مقاعد النواب، يبرز ميل فلوريدا إلى "الحزب الأحمر"، وهو ما يمهّد لفوزه في "رئاسية 2020".