مد التصويت بفلوريدا.. وترامب يطالب الديمقراطيين بالإقرار بالهزيمة

مسؤولة انتخابية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن النتائج النهائية لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي مرهونة بالأصوات محل الجدل
بعد 6 أيام من بدء عملية إعادة الفرز في ولاية فلوريدا، جنوب شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، قرر قاض فيدرالي بالولاية، الخميس، مد أجل إعادة فرز الأصوات في الولاية حتى الخامسة عصرا بعد غد السبت.
كما أعطى القاضي الفيدرالي فرصة أخرى للناخبين الذين لديهم مشكلة في تطابق التوقيعات على أوراق انتخابهم لتصحيح التوقيعات حتى مساء السبت أيضا، مؤكدا أنه قد يمد عملية إعادة الفرز لأيام إضافية، وذلك بعد أن كان من المقرر أن تنتهي عملية إعادة الفرز مساء الخميس بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية.
- إعادة فرز الأصوات في انتخابات عضو مجلس الشيوخ وحاكم الولاية بفلوريدا
- فلوريدا تستعد للفرز اليدوي لحسم مقعدي الحاكم و"الشيوخ"
ويأتي قرار قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية مارك ووكر، على خلفية الدعوى التي كان قد رفعها السيناتور الأمريكي بيل نيلسون، ومسؤولو الحزب الديمقراطي في ولاية "الشمس المشرقة"، لمد أجل إعادة الفرز، نظرا للمشكلات التي صاحبت عملية التصويت والفرز في الولاية، على أمل تعطيل تقدم الجمهوريين في الولاية الحاسمة في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وتأتي محاولة السيناتور نيلسون كمحاولة أخيرة لإعادة انتخابه على مقعد الشيوخ بالولاية، وإقصاء منافسه الجمهوري العتيد الذي كان يشغل منصب حاكم الولاية ريك سكوت، وتأتي المحاولات الديمقراطية للجوء إلى القضاء، رغم أن بطاقات الاقتراع (محل الجدل) أقل من هامش الأصوات الذي يفصل بين نيلسون وسكوت.
وأظهرت النتائج غير الرسمية التي سبقت إعادة فرز الأصوات أن سكوت متقدم بأكثر من 12500 صوت، في حين أن بطاقات الانتخاب غير محل الخلاف تقترب من الـ5000 صوت.
من جانبه، دخل الرئيس ترامب على خط الأزمة، حيث غرد عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قبيل ساعات من حُكم القضاء الأخير، قائلا: "متى يقر نيلسون في ولاية فلوريدا بهزيمته؟!"، مضيفا أن "مسؤولي الانتخابات في بروارد وبالم بيتش لن يجدوا أصواتا كافية لتغيير النتيجة في فلوريدا".
ويتطلب قانون ولاية فلوريدا مطابقة التوقيعات على بطاقات الانتخاب عن طريق البريد والبطاقات الانتخابية المبكرة، عبر تطابق التوقيعات في ملف لكل ناخب، وكان محامو حملة نيلسون طالبوا المحكمة بتعطيل القانون، مشيرين إلى أن قواعد تطابق التوقيع تنتهك الدستور الأمريكي، بينما رد عليهم محامي ولاية فلوريدا واللجنة الجمهورية الوطنية في مجلس الشيوخ، إلى جانب آخرين، بأن القانون صحيح ودستوري.
5000 صوت غير محسومة
وجاءت حيثيات القاضي والكر، أن هناك العشرات من الأسباب التي قد تسبب عدم تطابق التوقيع، حتى عندما يكون الشخص ذاته هو الناخب، مضيفا أن حرمان 5000 ناخب من احتساب أصواتهم نتيجة مشكلات فنية على أساس عدم تطابق التوقيع هو عبء كبير يجب تصحيحه أو على الأقل إعطاء فرصة ثانية لأولئك لتصحيح تلك المشكلات.
وأضاف، أن المحكمة لا تأمر بإحصاء كل تصويت غير متطابق، دون رؤية، بل فقط يجب توجيه المشرفين بإعطاء فرصة أخرى للناخبين الذين كانت لديهم مشكلات في أوراق اقتراعهم، لعلاج تلك المشكلات المتعلقة بعدم تطابق التوقيع، قبل أن تحتسب النتائج النهائية.
ولم تكن تمضي ساعات حتى أعلنت حملة المنافس الجمهوري سكوت عن استئنافها على الحكم، وقالت لورين شينون، القيادية القانونية بحملة سكوت، إن "حملة سكوت ترفض الحكم جملة وتفصيلا، حيث يخالف قانون ولاية فلوريدا ضرورة مطابقة التوقيعات لاحتسابها في العملية الانتخابية"، مؤكدة أن سكوت سيفوز في النهاية رغم كل المحاولات.
واعتبر مارك إلياس، المحامي الرئيسي للديمقراطيين في عملية إعادة الفرز، الحكم بأنه انتصار لأصوات فلوريدا ثم حملة نيلسون.
وقال إلياس، في بيان عبر صفحته على "فيسبوك"، إن حكم المحكمة يؤثر على آلاف بطاقات الاقتراع، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد مع إضافة أصوات مقاطعات مثل بروارد إلى صناديق الاقتراع الخاصة بها إلى مجموع الأصوات، مشيرا إلى أن هدف الحملة الأساسي هو ضمان حماية حقوق كل شخص من سكان فلوريدا، وضرورة احتساب صوته.
من جانبها، قالت كرستينا وايت، المشرفة على الانتخابات في مدينة ميامي، لـ"العين الإخبارية"، إن مقاطعات فلوريدا البالغ عددها 67 مقاطعة، يجب أن تقدم أرقامها رسمياً من عملية إعادة الفرز الإلكتروني الأخير بحلول الساعة الثالثة يوم الخميس، بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بغض النظر عن قرار المحكمة، ثم يتم توثيق هذه الأرقام من قبل مسؤولي الولاية، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يتم إعلان النتائج الرسمية في 66 من أصل 67 مقاطعة.
وأوضحت وايت، أن هذه المقاطعة المتوقع أن تبقى فيها النتيجة معلقة هي مقاطعة بالم بيتش، مضيفة أن المقاطعة صادفت سوء حظ كبير من الاعتماد على نظام لا يسمح باحتساب الأصوات على مقعد الشيوخ وعلى مقعد الحاكم أو المفوض الزراعي في الوقت نفسه، بالإضافة إلى أن لديهم عددا كبيرا من الأجهزة المعطلة التي تحتاج إلى الصيانة.
وحول تأثر النتيجة النهائية في الولاية بحكم القضاء، أكدت وايت، أنه يمكن أن تعلن الولاية عن نتائجها مع استمرار احتساب الأصوات غير المحتسبة، لافتة إلى أن عدد الأصوات غير المحتسبة، الذي سيظهر في عملية إعادة الفرز، سيكون حاسما في تحديد إذا ما كانت النتيجة النهائية ستتأثر أم لا.
الفرز اليدوي
وتعد بالم بيتش إحدى المقاطعات الغنية بالأصوات الديمقراطية التي يقاتل الحزب الأزرق عليها على أمل قلب النتيجة في فلوريدا.
وعلى الجانب الآخر، تدور معركة إعادة الفرز على مقعد الحاكم بشكل أقل حدة، حيث تشير النتائج غير الرسمية إلى تقدم الجمهوري رون دي سانتيس، على الديمقراطي أندرو جيلوم بفارق 34 ألف صوت.
ولوح الديمقراطيون بطلب لإعادة الفرز اليدوي، حيث يسمح قانون الولاية بطلب إعادة الفرز يدويا إذا كان هامش الفوز أقل من 0.25%.
ونظرا لأن هوامش الفوز تكون غالبا ضيقة في فلوريدا، فلجان الإشراف على الانتخابات في الولاية تفعل خاصية إعادة الفرز تلقائيا عندما يكون الهامش 0.5% أو أقل، لكن للفرز اليدوي يتطلب أن يكون الهامش 0.25% أو أقل.
وحتى اللحظة لم يتم إعلان إجمالي الأصوات في بعض المقاطعات مثل مقاطعة بروارد، وبالم بيتش، وهو ما يصعب معه تحديد هل الهامش أقل أو أكثر من 0.25%.
مشاهد معركة 2000
المعركة الانتخابية في ولاية فلوريدا أعادت إلى الأذهان مشاهد معركة الانتخابات الرئاسية في فلوريدا سنة 2000، التي تسببت في تعليق النتيجة النهائية للفائز في الانتخابات الرئاسية أكثر من شهر، ورغم أنها كانت الأعنف والأكثر جدلا، بعد خوض المرشحين الرئاسيين حربا قانونية امتدت إلى المحكمة الفيدرالية العليا، وأسفرت عن فوز بوش الابن في نهاية المطاف بعد فرز يدوي شاق لملايين الأصوات، بفارق 537 صوتا تقريبا فحسب.
والفرز اليدوي لم يكن العنصر الوحيد المشترك بين معركة 2000 الرئاسية ومعركة الكونجرس 2018، حيث استدعت حملة جيلوم، المحامي المعروف باري ريتشارد، وتعاقدت معه لتمثيلهم أثناء عملية إعادة الفرز، وريتشارد هو المحامي نفسه الذي مثّل حملة الجمهوري جورج بوش الابن، خلال إعادة فرز الأصوات عام 2000 أثناء المعركة على أصوات فلوريدا.
النتائج الأخيرة
وحتى آخر إعلان من هيئة الإشراف على الانتخابات في فلوريدا، على مقعد شيوخ الولاية، فإن الجمهوري ريك سكوت يتفوق على السيناتور الديمقراطي بيل نيلسون، بعد التأكد من 99% من الأصوات، حيث حصد سكوت 4094881 صوتا بنسبة 50.1%، بينما حصد نيلسون 4079813 صوتا، بنسبة 49.9% بفارق 15068 صوتا، بأقل من 0.2%.
وعلى مقعد الحاكم، تم التأكد من صحة 99% من الأصوات، فيما يأتي الجمهوري دي سانتيس في المقدمة بـ4072907 بـ49.6%، بينما حصد الديمقراطي جيلوم 4036706 بـ49.2%، بفارق 36201 صوت، بفارق 0.4%.
وكان الديمقراطي أندرو جيلوم أقر بهزيمته في الانتخابات مساء الثلاثاء، بعد النتائج الأولية، لكنه الآن أصبح أكثر دعماً لإعادة فرز الأصوات يدويا، ويرجع ذلك إلى تقلص الفارق بينه وبين رون دي سانتيس إلى 36201 صوت فقط.
aXA6IDMuMTQyLjIzNy43MSA= جزيرة ام اند امز