«الحرب العالمية الثالثة» تتلاعب بتوجهات الناخبين الأمريكيين
تلقي المواجهات بين إسرائيل وإيران بظلالها على الناخبين الأمريكيين، وسط مخاوف من تورط بلادهم أكثر في الصراعات.
ومن المقرر أن يذهب الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، للاختيار بين فترة رئاسية ثانية للرئيس الحالي جو بايدن، وخصمه دونالد ترامب الرئيس السابق، في إعادة لسيناريو انتخابات 2020.
وتأتي أمور السياسة الخارجية، هذه المرة، لتفرض نفسها على الناخبين الأمريكيين، وسط مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة، مع الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وفق تقرير لشبكة يو إس إيه توداي الأمريكية.
مخاوف تتزايد
ومرة أخرى، سيطرت الشؤون الخارجية على أجهزة التلفاز وشاشات الهواتف المحمولة لدى الأمريكيين، بعد أن شنت إيران "هجوما تاريخيا"، جاء "كبرقية" إلى إسرائيل، وسط استمرار الحرب في قطاع غزة.
وقد ساعدت الولايات المتحدة في صد موجة الهجوم الإيراني وإسقاط غالبية الطائرات المسيرة والصواريخ، لكن خطوة طهران تسببت في إشكالية كبيرة لدى الرئيس جو بايدن، إذ يتطلع إلى رد، لكن دون مزيد من التصعيد في ظل أزمة غزة وصراعات دولية أخرى.
وقال الناخبون والناشطون وخبراء السياسة الخارجية، الذين تحدثوا مع يو إس إيه توداي، إن تورط الولايات المتحدة في صراع عالمي أكبر، مصدر لقلق شديد.
وقال تشانس باريت، وهو مهندس، إن هجوم نهاية الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط، يمثل مشكلة بالنسبة له بشكل غير مباشر، بالنظر إلى احتمال قيام واشنطن حاليا بإحياء حزمة مساعدات لمساعدة إسرائيل وحلفاء آخرين.
ويضيف: "سنرسل مليارات الدولارات فجأة، في وقت لا يذهب الناس إلى الطبيب بسبب تكلفته العالية؛ والإيجار سعره سخيف، والأجور راكدة".
وتابع قائلا: "يبدو الأمر كما لو أننا حصلنا على أموال للحروب، ولكن ليس للفقراء".
وقالت باميلا كلارك، بائعة متقاعدة، إنها "تضع ثقتها في الله"، لكن مع ذلك تشعر بالقلق من تورط الولايات المتحدة في الخارج، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الشباب، مثل حفيدها، الذي لا يزال في سن الخدمة العسكرية.
وقالت إن الشؤون الخارجية ليست على رأس قائمة قضاياها، لكن هجوم إيران السبت الماضي جعلها تفكر في من يجب أن يكون رئيسا.
حرب عالمية ثالثة؟
وقال تود بيلت، الأستاذ ومدير برنامج الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن بواشنطن العاصمة، إن الناخبين نادرا ما يضعون الشؤون الخارجية على رأس أولوياتهم، ما لم يكن هناك كثير من "دماء وأموال" بلادهم على المحك.
ولفت إلى أن المواجهات بين طهران وتل أبيب قضية قد لا تكون ذات أهمية خاصة، لأن الناخبين الأمريكيين ذاكرتهم تكون محدودة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، والانتخابات ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني، في إشارة له إلى أن الوقت لا يزال مبكرا بشأن قرار التصويت.
ومع ذلك، يقول إن هناك مخاوف، حيث هرع كثيرون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن قلقهم بشأن "الحرب العالمية الثالثة"، في أعقاب الضربة الإيرانية.
وأظهر استطلاع رأي، أجرته شركة YouGov في شهر مارس/آذار، أن 61% من الأمريكيين يعتقدون أن حربا عالمية أخرى من المحتمل جدا أو إلى حد ما أن تحدث خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.
وتلفت يو إس إيه توداي، أيضا، إلى أن الأحداث خارج حدود الولايات المتحدة كانت قادرة على قلب السباقات الرئاسية الماضية رأسا على عقب، مشيرة إلى جائحة كورونا، وقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016، والهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، وغيرها.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز