انتخابات رئاسية «محسومة» بأذربيجان.. الأولى بعد استعادة «قره باغ»
دُعي أكثر من 6 ملايين أذربيجاني للتوجه إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأربعاء، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة.
وفي 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، دعا رئيس أذربيجان إلهام علييف لتقديم موعد الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها في الأصل في عام 2025.
وأرجع السبب إلى أن "وحدة أراضي أذربيجان قد استعيدت الآن بعد السيطرة على إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليها مع أرمينيا".
وشكل إعادة دمج إقليم قره باغ إنجازا تاريخيا للرئيس إلهام علييف؛ ما يعد إضافة وازنة لحظوظه الكبيرة بالفوز في اقتراع مبكر يوصف بأنه "أم الانتخابات"، نظرا لأهميته وسياقه.
وفي سبتمبر/أيلول، أمر علييف بشن هجوم مباغت بعد حصار دام تسعة أشهر، بهدف استعادة إقليم ناغورني قرة باغ الانفصالي الذي كان يسيطر عليه الأرمن، وهو ثاني هجوم ناجح في غضون ثلاث سنوات.
ويُعد قيامه بذلك "تصحيحا" لما يراه هو ومعظم الأذربيجانيين بأنه "خطأ تاريخي" للانفصال الفعلي للمنطقة جراء صراع عرقي دموي تزامن مع انهيار الاتحاد السوفياتي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
ونجح علييف في تشكيل تحالف وثيق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك بفضل ثروة أذربيجان من النفط، كما تمكن من الحفاظ على علاقات عمل مع كل من روسيا والغرب، وهما مختلفان بشدة بخصوص حرب موسكو مع أوكرانيا.
وسبق أن أعيد انتخاب علييف (61 عاما) لولاية مدتها سبع سنوات عام 2018، ومع قلة حظوظ المنافسين ففي حكم المؤكد أن يفوز بفترة رئاسية جديدة، وفق مراقبين.
وبحسب الخبير السياسي المستقل المقيم في باكو نجمين كاملسوي لوكالة فرانس برس فإن "شعبية علييف في ذروتها" حاليًا، مضيفًا "يشعر بأنه في أفضل موقع ممكن لتمديد سلطته لسبعة أعوام إضافية".
7 مرشحين
وكانت لجنة الانتخابات المركزية في أذربيجان قد وافقت على تسجيل 7 مرشحين من أصل 17، فيما رفضت تسجيل الـ 10 الباقين بسبب عدم تقديم طلبات الترشح ضمن الفترة الزمنية التي حددها القانون أي حتى الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي من يوم 8 يناير/كانون الثاني الماضي.
ويتنافس في مواجهة إلهام علييف 6 مرشحين هم: راضي نورولاييف عن "حزب الجبهة الوطنية"، وإيلشاد موساييف من "حزب أذربيجان العظمى"، إضافة إلى "قدرت حسن قولييف" عن "الجبهة الشعبية لعموم أذربيجان".
كما يقف على خط السباق أيضا كل من فاضل مصطفى عن "حزب النظام العظيم"، وزاهد عروج، مرشح مستقل، وفؤاد علييف، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي السابق.
انتخابات محسومة
وحول حظوظ علييف، قال الخبير نجمين كاملسوي إن المعارضة الأذرية لا تحظى في أي حال "بشعبية"، ويُنظر إليها على أنها "عفا عليها الزمن" إذ لا تقدّم "رؤية للمستقبل أو أملًا" للشعب.
بدوره، يعتبر الخبير السياسي فرهاد محمدوف أن "لا بديل من إلهام علييف".
وأشاد أنصار الرئيس الحالي بصفاته باعتباره "يريد الحداثة وازدهار وأمن البلد".
وانتُخب إلهام علييف رئيسًا لأذربيجان للمرة الأولى في العام 2003 خلفًا لوالده حيدر الذي كان يحكم البلد منذ العام 1969.
ويقول نجمين كاملسوي إن "لا شيء" يمكن أن يهدّد إلهام علييف لأنه يملك "رأس مال سياسيًا واقتصاديًا يكفيه ليبقى في السلطة سنوات".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز