ناجح ومنعزل وطامح.. ماذا يعمل رؤساء أمريكا السابقون؟
"ناجح وطامح ومنعزل".. 3 كلمات تلخص حال رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين الأحياء، في حياتهم بعد مغادرتهم المنصب.
فلا يوجد دور محدد يضطلع به رؤساء أمريكا عقب مغادرتهم البيت الأبيض، وغالبا ما تعتمد الأنشطة التي يشاركون فيها على مكانتهم في أعين الأمريكيين، أو وضعهم داخل الحزب الذي ينتمون إليه، أو رغبتهم في المواصلة بالمجال العام.
وطبقًا لموقع "المتحف القومي للتاريخ الأمريكي"، لا يريد الرئيس المتقاعد أن يُستخدم نفوذه بطريقة يشعر أنها غير لائقة، ولا يريد شاغل المنصب أن يتفوق عليه صاحب المنصب السابق.
ويجب على كل رئيس سابق مواجهة هذا التحدي على طريقته؛ عبر محاولات فردية لإيجاد مستوى من الرضا بعد شغل أقوى منصب في العالم.
وهناك 3 طرق يمكن أن يترك بها الرئيس منصبه: الوفاة، الاستقالة، أو المساءلة.
وتوفى 8 رؤساء خلال فترة رئاستهم، 4 منهم تم اغتيالهم، وهم: "أبراهام لينكولن، جيمس جارفيلد، ويليام ماكينلي، وجون كينيدي"، فيما نجا 5 رؤساء آخرين من محاولات اغتيال.
ويبقى معظم الرؤساء لفترة ولاية واحدة أو 2، وإما يتكبدون هزيمة في إعادة الانتخابات أو يتقاعدون.
إذا، كيف تبدو الحياة لشخص كان يتقلد المنصب الأعلى في العالم؟
بشكل عام تكون جيدة. فبعضهم تقاعد بعيدا عن أعين الناس، فيما نشر كثيرون مذكراتهم، بينما استغل آخرون المكانة التي تحصلوا عليها من خلال شغلهم منصب الرئيس لمواصلة أو حتى تحسين عملهم.
ولا يتخلى جميع الرؤساء عن الحياة العامة بعد البيت الأبيض، فقد أصبح ويليام تافت رئيسا للمحكمة العليا عندما اختاره الرئيس وارين هاردينج للمنصب بعد 8 أعوام على مغادرة تافت للرئاسة.
كما تم تعيين أو انتخاب رؤساء آخرين لمناصب أخرى، فمثلًا تم انتخاب أندرو جونسون، بعد عزله، عضوا بمجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي، في حين عمل جون تايلور بمجلس النواب الكونفدرالي لأكثر من عقد من الزمان بعد مغادرة البيت الأبيض.
وفي السطور التالية نستعرض ما يفعله رؤساء أمريكا الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد مغادرة المكتب البيضاوي.
جيمي كارتر
كارتر، ديمقراطي من جورجيا، كان الرئيس الـ39 للولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأكبر سنا بين الـ5 رؤساء الذين ما زالوا على قيد الحياة.
ولد كارتر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول عام 1924 في جورجيا، وكان بعمر 52 عاما عندما تولى الرئاسة عام 1977، و56 عاما عندما ترك البيت الأبيض بعدها بـ4 أعوام، في 1981.
وحقق جيمي كارتر، بعد قيادته إدارة لا تحظى بشعبية استمرت فترة ولاية واحدة، ما يتفق كثيرون على أنه أنجح فترة لحياة ما بعد الرئاسة.
وأنشأ الرئيس السابق "مركز كارتر"، وهو منظمة حقوقية، وشارك بصورة أكبر في منظمة "موئل من أجل الإنسانية"، التي تبني منازل للفقراء.
بيل كلينتون
كلينتون، ديمقراطي من أركنساس، كان الرئيس الـ42 للولايات المتحدة.
ولد كلينتون في 19 أغسطس/آب عام 1946 في أركنساس. وكان بعمر 46 عاما عندما أدى القسم رئيسا عام 1993 لرئاسته التي استمرت فترتين بالبيت الأبيض. وكان كلينتون بعمر 54 عاما عندما انتهت ولايته الثانية عام 2001.
وبعد مغادرته المكتب البيضاوي، انتقل إلى نيويورك، مقر زوجته هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ عن الولاية.
واحتفظ الرئيس السابق بمكتب في مدينة نيويورك، فضلًا عن جدول نشط للمشاركة في الملتقيات الحوارية.
وكرس طاقته لعملين شائعين بفترة ما بعد الرئاسة: كتابة مذكراته، والإشراف على إنشاء مكتبته الرئاسية بمدينة ليتل روك في ولاية أركنساس.
وعلاوة على ذلك، وباعتباره أصغر الرجال الذين رحلوا عن الرئاسة، شارك بفاعلية في القضايا ذات الاهتمام العام، لاسيما من خلال عمل مؤسسة كلينتون.
كما ذاع صيته كأحد أكثر المحللين السياسيين ذكاء داخل الحزب الديمقراطي. وشارك بشكل كبير في حملة هيلاري كلينتون الرئاسية في عام 2016.
جورج دبليو بوش
جورج دبليو بوش، جمهوري من تكساس، كان الرئيس الـ43 للولايات المتحدة.
ولد في 6 يوليو/تموز عام 1946 في ولاية كونيتيكت، وكان بعمر 54 عاما عندما أدى اليمين لأول فترتين بولايته في البيت الأبيض عام 2001، فيما كان بعمر 62 عاما عندما غادر المنصب بعد 8 أعوام عام 2009.
ولدى مغادرته المنصب، عاد بوش إلى تكساس، وأقام في مزرعة براري تشابل رانش بالولاية.
وبدا أنه يستمتع بالاسترخاء والوقت بعيدا عن السلطة؛ حيث عاش حياة هادئة وابتعد إلى حد كبير عن أي صلة بالسياسة، لاسيما مقاومة أي فرص لانتقاد خليفته.
واشترى جورج ولورا منزلًا في أحد أحياء دالاس قرب جامعة ساوثرن ميثوديست.
وسرعان ما أصبح الرئيس السابق جزءًا من مجتمع دالاس، حيث حضر الفاعليات المحلية واستضاف حفلات شواء بمنزله.
ودعم دخله بإلقاء خطابات مدفوعة الأجر، وكان مشاركا بشكل كبير في معهد جورج دبليو بوش الذي أسسه في جامعة ساوثرن ميثوديست.
وفي أوقات فراغه، استمتع بركوب الدراجات، وحضور مباريات البيسبول، وقراءة التاريخ الأمريكي، ولعب الجولف.
كما بدأ الرسم، حيث رسم لوحات لحيواناته الأليفة، وقادة العالم الذين تواصل معهم عندما كان رئيسا، وجذبت لوحاته الاهتمام القومي وجرى عرضها في مكتبته الرئاسية.
باراك أوباما
باراك أوباما، ديمقراطي من ولاية إلينوي، خدم لفترتين رئاسيتين بالبيت الأبيض. وفاز أولًا في الانتخابات عام 2008، وأعيد انتخابه عام 2012.
وعندما تم تنصيبه رئيسا كان بعمر 47 عاما، وعندما غادر المنصب كان بعمر 55 عاما، في 2017.
وطبقًا لصحيفة "إكسبريس" البريطانية، شهد آخر مشروعات أوباما أدائه دور الراوي وتقديم فيلم وثائقي جديد على نتفليكس يحمل اسم "أور جريت ناشيونال باركس" أو (محمياتنا الوطنية العظيمة)، وهو مسلسل من 5 أجزاء يستكشف ويحتفي بقوة المتنزهات الوطنية والحياة البرية على الأرض، كما أنه منتج تنفيذي بالمسلسل.
وبدأ الإنتاج منذ 3 أعوام، حيث تضمن 1500 يوم تصوير من 33 رحلة استكشافية في 10 دول من هاواي إلى كينيا إلى إندونيسيا، وعبر 5 قارات مرتبطة بأوباما.
وبالإضافة إلى هذه السلسلة، أنتج باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما مجموعة من المحتويات من بينها الوثائقي الذي ترشح للأوسكار "أمريكان فاكتوري".
وفي 2020، نشر الرئيس الأمريكي كتابه "الأرض الموعودة"، الذي يستكشف رحلته إلى البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يكون الأول من عدة أجزاء.
كما افتتح مركزه الرئاسي المستقبلي في ساوث سايد بشيكاغو عام 2021، والذي يتكون من متحف على مستوى عالمي، ومساحة للتجمعات العامة للبرامج المجتمعية.
دونالد ترامب
دونالد ترامب، جمهوري، شغل أول فترة ولاية له بالبيت الأبيض، حيث فاز في الانتخابات عام 2016 بعد هزيمته للديمقراطية هيلاري كلينتون.
وكان ترامب بعمر 70 عاما وقت تنصيبه، ليصبح أكبر شخص يتم انتخابه بأعلى منصب في البلاد.
وولد ترامب في كوينز بمدينة نيويورك في 14 يونيو/حزيران عام 1946. وكان والده فريد ترامب مطورا عقاريا ناجحا للغاية.
تلقى تعليمه في أكاديمية نيويورك العسكرية وكلية وارتون للتمويل والتجارة في جامعة بنسلفانيا. وحتى قبل تخرجه انجذب إلى العقارات والبناء، وتولى إدارة شركة والده عندما كان شابا، وأعاد تسميتها "منظمة ترامب."
وبعد فترة رئاسية واحدة، مثلت 100 يوم لترامب بعد خروجه من المكتب البيضاوي رجلًا يفضل التخطيط للفصل المقبل من حياته السياسية على التخطيط لمكتبته الرئاسية.
وفي حين انسحب أسلافه من السياسة لعدة أشهر بعد تركهم لمنصبهم، فقد حول ترامب الحرب السياسية نفسها التي شكلت رئاسته إلى هواية تقاعد بدوام كامل، في وقت يدرس فيه العودة الكاملة إلى دائرة الضوء مع احتمال ترشحه للرئاسة مجددا في عام 2024.
وفي الانتخابات التمهيدية، دعم ترامب العديد من المرشحين في محاولة لفرض نفوذه السياسي، لكنه أصيب بنكسة مع الهزيمة الكبيرة للمرشح الذي دعمه في ولاية جورجيا.
وركز ترامب منذ سنة ونصف جهوده في ولاية جورجيا، البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، والتي حقق فيها جو بايدن فوزا بهامش ضيق في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في محاولة منه ليثبت أن الانتخابات الرئاسية "سرقت" منه بسبب عمليات "تزوير واسعة" لم يقدم أي دليل عليها.
كما أطلق موقع التواصل الاجتماعي الخاص به تحت اسم "تروث سوشيال"، والذي يصف نفسه بـ"الخالي من التمييز السياسي"، بعدما حرم من عدد من شبكات التواصل الاجتماعي في أعقاب أعمال شغب الكابيتول.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز