بعد فوز ترامب.. عالما رياضيات مغربيان يطوران نظاما انتخابيا مثيرا
هل النظام الانتخابي الحالي في العالم يعبر بدقة فعلا عن اختيارات الناخبين؟ وصول ترامب إلى البيت الأبيض أعاد التفكير من جديد.
أعادت النتيجة غير المتوقعة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بفوز الملياردير المثير للجدل دونالد ترامب، التفكير في سلبيات النظام الانتخابي الديمقراطي الحالي التي تجعل الكثير من الأصوات غير معبر عنها.
ويلقى نظام انتخاب جديد، في هذا الصدد، طوره عالما رياضيات، الاهتمام في الأوساط الإعلامية والسياسية؛ نظرا لكونه يعتمد مقاربة جديدة لتقييم المترشحين للانتخابات بدل نظام الحصول على أغلبية الأصوات.
ويقوم النظام الانتخابي الذي يقترحه العالمان رضا لراكي وهو فرنسي من أصول مغربية والأمريكي ميشال بالينسكي، على تنقيط المترشحين للانتخابات بناءً على سلم من الدرجات، يمنحها كل ناخب.
ويسمى هذا النظام الانتخابي، بـ"تقييم الأغلبية"، وهو يعتمد على منح واحدة من 7 درجات "ممتاز" و"جيد جداً" و"جيد" و"قريب من الجيد" و"مقبول" و"ضعيف" و"مرفوض" لكل مترشح، على أن يتم احتساب النسبة المئوية التي حققها المترشح في كل درجة، وإعطائه الدرجة النهائية.
وبهذه الطريقة، يؤكد العالمان أن الاختيار سيكون أكثر موضوعية بالنسبة للناخبين؛ لأنه سيجعلهم يقيمون كل المترشحين، ولا يختارون فقط مرشحاً واحداً يسقطون معه كل البقية على الرغم من أنهم قد يجدون فيهم بعض الميزات الإيجابية.
- إنفوجراف.. ترامب "الرئيس" يتراجع عن 4 وعود لترامب "المرشح"
- لماذا فاز ترامب بالرئاسة؟ .. 4 أسباب رجحت كفته
كما ستمنع هذه الطريقة في التصويت التي ستتم في دور واحد فحسب، كل أشكال الانحرافات في الانتخاب التقليدي مثل التصويت لمرشح معين بغرض إسقاط آخر ومنعه من المرور إلى الدور الثاني، أو الاختيار بين مرشحين يكون كل منهما مرفوضاً بالنسبة للناخب.
وفي حال كان تقييم الناخبين لكل المترشحين تحت المقبول، يوضح العالمان في محاضراتهما أن العملية الانتخابية ستلغى ويتم إعادتها مع إقصاء كل المترشحين الذين شاركوا فيها وفسح المجال أمام آخرين.
ويستشهد العالمان بما حدث في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2002؛ حيث أقصي مرشح الحزب الاشتراكي لونيل جوسبان من الدور الأول لأنه وجد نفسه في مواجهة مرشحين آخرين ينتميان لنفس عائلته السياسية مثل جون بيار شوفمان وكريستيان توبيرا.
وفي تلك الانتخابات -يضيف العالمان- تفرقت أصوات اليسار بصعود مرشح اليمين المتطرف جون ماري لوبان إلى الدور الثاني رغم أنه كان مرفوضاً من 80 بالمائة من الناخبين الفرنسيين، في حين أسقط جوسبان الذي كانت تضعه استطلاعات الرأي فائزاً في مواجهة جاك شيراك في حال مر إلى الدور الثاني.
وقد نجحت هذه الطريقة لحد الآن في إقناع بعض التيارات السياسية في فرنسا على تبنيها؛ حيث جرى اعتمادها من قبل منظمة جماهيرية فرنسية ليست حزبية في تعيين مرشحها للرئاسيات الفرنسية، كما أنها تلقى تأييداً من مركز الدراسات والتفكير تيرا نوفا منذ سنة 2011 وفق ما تذكر المجلة الفرنسية "ليكسبرس".