مخترع مصري ينتج الكهرباء من رمال الصحراء
المخترع المصري سعيد محمود سجل فكرته كبراءة اختراع بأكاديمية البحث العلمي المصرية، حيث يقدمها كبديل قليل التكلفة لألواح الطاقة الشمسية.
أضاف المخترع المصري سعيد محمود استخداما جديدا لرمال الصحاري العربية، بالاعتماد عليها في توليد وتخزين الكهرباء، وذلك بعد نجاح تطبيقه الأول الذي يتعلق بإنتاج بدائل للأخشاب من الرمال.
وأختيرت اختراعات "سعيد" ضمن برنامج "لها قيمة"، الذي يموله البنك الأفريقي للتنمية بالتعاون مع وزارة الصناعة المصرية، ويستهدف دعم اختراعات تستخدم مصادر غير مستغلة، وعُرضت ضمن المنتدى الثالث للتكنولوجيا والابتكار في أفريقيا، الذي اختتم أعماله مؤخرا في القاهرة.
وقال "سعيد" في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "من خلال اختراعي الأول لاستخدام الرمال في إنتاج بدائل الأخشاب؛ تعرفت أكثر وأكثر على مادة السيليكا الموجودة بالرمال، فنجحت في تحسين خواصها الكهربائية لاستخدامها في توليد وتخزين الكهرباء".
والسيليكا من المواد شبه الموصلة للكهرباء، لكن المخترع المصري الحاصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء توصّل، بالتعاون مع فريق من المخترعين ضم المهندسين أشرف حامد ومحمود حسونة، إلى أن إضافة كريستالات الكربون الشفاف لها؛ يساعد على تحسين خواصها الكهربائية.
وأضاف: "وجود هذه المادة يجعل الضوء عندما يسقط على السيليكا المدعمة بها، يتسبب في فصل ذره الكربون، فينتج فرق جهد يولد كهرباء".
وطبق المخترع المصري هذه الأفكار في وحدة مصغرة قدمها كنموذج يستخدمه لاحقا في تسويق اختراعه، وشرح إمكانيات تلك الوحدة قائلا: "تقوم بتجميع الموجات الكهرومغناطيسية الموجودة بالجو وتحويلها إلى كهرباء، من خلال احتوائها على السيلكا المدعمة بكريستالات الكربون الشفاف وبعض الدوائر الكهربائية، وتقوم الوحدة ذاتها بتخزين الطاقة في خلايا من السليكون المضاف إليه خامات من الطبيعة".
وسجل المخترع المصري هذه الفكرة كبراءة اختراع في أكاديمية البحث العلمي المصرية، تمهيداً للبدء في التسويق التجاري لها، حيث يقدمها كبديل قليل التكلفة لألواح الطاقة الشمسية، التي تحتاج إلى بطاريات لتخزين الطاقة خلال فترات سطوع الشمس لتوفيرها ليلا، وهذه البطاريات مرتفعة الثمن بالإضافة إلى حاجة المستخدم كل فترة إلى تغييرها.
وكان المخترع ذاته قد شارك قبل عامين في برنامج "القاهرة تبتكر" الذي تموله أكاديمية البحث العلمي المصرية، واختير ضمن أفضل ست مخترعين تأهلوا لختام المسابقة من بين 950 مشاركا، وطرح خلال البرنامج فكرته لإنتاج الأخشاب من رمال الصحراء.
وتقوم الفكرة، كما يشرحها المخترع، على تحويل الرمال من الحالة الصلبة إلى السائلة، وذلك من خلال عملية تكنولوجية فيزيقية يستخدم فيها الضغط وبخار الماء، ثم يتم إضافة مخلفات زراعية مثل قش الأرز وحطب القطن إلى هذا السائل الذي يتميز في الوقت ذاته باللزوجة.
واستخدمت هذه الأخشاب الجديدة في مبنى الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد بلندن، وأجريت اختبارات عليها بمركز بحوث الإسكان في مصر، وأظهرت أن من أهم مميزاتها أنها لا تحترق، وذلك وفق تقرير صادر عن المركز اطلع عليه مراسل "العين الإخبارية" عليه.