بعد فشل الآلة الإعلامية.. الإخوان تعول على "الكتائب الإلكترونية"
مع زيادة الضغوط على الآلة الإعلامية للإخوان مؤخرا، تسعى الجماعة الإرهابية للبحث عن وسيلة أخرى، تواصل من خلالها بث أكاذيبها وسمومها.
تقليص ميزانيات المنظومة الإعلامية للإخوان جعلها تسعى لدمج عدة فضائيات وتسريح العديد من العاملين والتراجع عن إطلاق مجموعة جديدة من المنصات، وأصبحت تفكر في بديل كشفه خبراء لـ"العين الإخبارية" ويتمثل في تكثيف العمل على اللجان، أو ما يعرف بـ"المليشيات الإلكترونية".
الضغوط المالية والدولية التي يتعرض لها التنظيم الإرهابي مؤخرا، دفعت الإخوان لتقليص الآلة الإعلامية حيث تم دمج قناتي "وطن" التي تبث من تركيا مع "الشعوب" التي تبث من لندن في قناة واحدة، يفترض أنّ تبث من العاصمة البريطانية في وقت قريب، بالتوازي مع تكثيف دور "المليشيات الإلكترونية"، بحسب خبراء بالحركات الإسلام السياسي.
وشدد الخبراء، في حديثهم لــ "العين الإخبارية"، على أن "الإخوان" تتجه لتكثيف العمل على اللجان بعد فشل المنصات الإعلامية في تحقيق أهدافها بتغيير النظام السياسي، وسقوط مصداقيتها لدى الكثير من مواطني الدول العربية.
ملايين من الحسابات الوهمية
الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي والإرهاب الدولي منير أديب، يقول إن الإخوان تعتمد على عدد كبير من اللجان الإلكترونية، التي تمتلك الآلاف من الحسابات الوهمية في الفضاء الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الهدف من اللجان الإلكترونية محاولة عودة الجماعة والتنظيم من جديد للمشهد، بعد فشله في تحقيق أهدافه، لافتا إلى أنها موزعة على عدد من الدول منها ماليزيا وبريطانيا.
وتابع: "يتم الإنفاق عليها شهرياً نحو 100 ألف دولار، وتتبع إدارتها للقيادات العليا بالتنظيم، والقيادات اتجهت لتلك اللجان بعد فشل وسائل الإعلام في بث سمومهم في الشعوب العربية لوعي تلك الشعوب بالمؤامرات التي يحيكها التنظيم الإرهابي".
سببان
وعن لجوء الإخوان إلى المليشيات واللجان الإلكترونية، رجح منير ذلك إلى سببين أولهما التضييق عليهم من تركيا بعد قرب التصالح مع القاهرة، والثاني عدم امتلاكهم وسيلة إعلامية قادرة على تقديم محتوى جيد يقنع الناس ببرامجهم أو الثورة على النظام السياسي القائم، وفقدان مصداقية تلك القنوات.
وأشار إلى أن الدول التي كانت تدعم الإخوان في السابق بدأت ترصد وتحجم خطاب الإخوان في ظل التقارب مع القاهرة، مشيرا إلى أن ذلك أجبرهم على البحث عن منصات لهم في دول أخرى، وخاصة في أوروبا بالإضافة إلى الاعتماد بشكل أساسي ورئيسي على اللجان الإلكترونية في تحقيق الأهداف التي كانت تحققها المنصات الإعلامية.
تكثيف عمل الكتائب الإلكترونية
واتفق مع أديب، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، هشام النجار، في أن اللجان الإلكترونية قديمة وكانت بالتوازي مع الوسائل الإعلامية ولكن الآن تم تكثيفها.
وأوضح النجار في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان تعتمد على تلك اللجان بشكل رئيسي، لافتا إلى أنها تتكون من منظومة وتوجيه عام وأفكار محددة وآخرين مجندين برواتب.
وأشار إلى أن تلك اللجان تمتلك جماهيرية تستطيع بث شائعات وسموم لها، وتؤثر بشكل كبير على المتعاطفين، والذين لا يمتلكون درجة عالية من الوعي.
مناورة
أما الخبير في حركات الإسلام السياسي، المنشق عن تنظيم الإخوان، إسلام الكتاتني، فيرى أنها مناورة جديدة من الإخوان.
وقال الكتاتني إنها مناورة خاصة بعد تصريح يحي سعد، أحد قيادات جبهة إسطنبول، والذي قال إن الجماعة اعتزلت العمل السياسي على خطى جبهة لندن، مشيرا إلى أن دمج القنوات هو أسلوب تكثيف مع زيادة أعداد اللجان الإلكترونية لتوسيع الانتشار، مرجحا حدوث مشاكل كبرى بعد دمج قناتي "الشعوب وطن".
ولفت إلى أن الإخوان تحاول استغلال الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار بمصر بتكثيف اللجان الإلكترونية وتوحيد وسائل الإعلام بعد سقوطهم في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفشل دعواتهم أمام وعي المصريين.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز