سد "إليسو" بتركيا يغرق تراث 12 ألف عام في "حسن كيف"
البحيرة الاصطناعية نتجت عن مشروع سد "إليسو" لتوليد الكهرباء على نهر دجلة وقد تبتلع مدينة حسن كيف الواقعة جنوب شرق تركيا
تحوم الشكوك حول إمكانية بقاء مدينة حسن كيف التركية، التي ظلت مأهولة لمدة 12 ألف عام، بعدما غمرتها مياه بحيرة صناعية نتجت عن مشروع سد "إليسو" الذي أقيم مؤخرا.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير مصور نشرته الإثنين، أن البحيرة الاصطناعية نتجت عن مشروع سد "إليسو" لتوليد الكهرباء على نهر دجلة، مشيرة إلى أنها قد تبتلع مدينة حسن كيف الواقعة جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
وأوضحت الصحيفة أن سد "إليسو" الضخم، ثاني أكبر سد في تركيا، يُبنى على مجرى نهر دجلة، رغم الاحتجاجات والمخاوف من تشريده الآلاف وتسببه في نقص المياه بدول المصب، خاصة العراق.
وأضافت أن سكان المدينة يجرى نقلهم إلى مدينة حسن كيف الجديدة، مشيرة إلى نقل القطع الأثرية التاريخية إلى خارج المدينة.
وبدأت أعمال إنشاء السد ومحطة الطاقة الكهرومائية التابعة له عام 2006، والمدينة الآن على بعد أسابيع من التعرض للتدمير رغم نضال السكان ونشطاء البيئة لإنقاذها، كما أمهل النظام التركي السكان فرصة حتى 8 أكتوبر/تشرين الأول لإخلائها.
فكرة تصميم مشروع السد خرجت للنور في الخمسينات، لكن ظل محل خلاف وبرزت محاولات لتحجيمه ووقفه باللجوء للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بذريعة أنه سيضر بالتاريخ الثقافي للبلاد، لكنها باءت بالفشل.
ومن المتوقع أن يولد 4200 جيجاوات من الكهرباء سنويا لكن بتكلفة باهظة، وسط توقعات بإغراق 199 مستوطنة في المنطقة، وآلاف من الكهوف التي صنعها البشر، ومئات من المواقع التاريخية والدينية.
وحذر النشطاء من تشريد نحو 80 ألف نسمة، فضلا عن الضرر الذي سيلحق بالبيئة الطبيعية، موضحين أن التنوع البيولوجي سيتعرض لمعاناة، وأن أعمال إنشاء السد ستهدد فصائل عدة معرضة للخطر.