إيلون ماسك.. كيف أصبح أقوى رجل غير منتخب في العالم؟
يتمتع إيلون ماسك الآن بنفوذ سياسي غير مسبوق، حيث يستغل علاقته مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب للتأثير على سياسات الولايات المتحدة والدول الأخرى.
فبينما يهاجم ستارمر (زعيم حزب العمال البريطاني) ويتدخل في الانتخابات الألمانية، يبدو أن "الصديق الأول" للرئيس المنتخب ترامب قد أصبح لاعبًا رئيسيًا في السياسة الأوروبية والدولية، ما يثير أسئلة حول أهدافه ودوافعه، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ماسك، الذي يدير شركات عالمية كبرى مثل تسلا وسبيس إكس، وجد نفسه في مركز السياسة الأوروبية بفضل دعمه المستمر للأحزاب والحركات المناهضة للمهاجرين والتي تتبنى أجندات يمينية متشددة.
تدخله في ألمانيا
على سبيل المثال، أثار ماسك الجدل عندما أعلن دعمه العلني لحزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD)، وهو حزب من أقصى اليمين يعارض الهجرة ويصنفه العديد من الألمان كتهديد للديمقراطية الليبرالية.
وكتب ماسك مقال رأي في صحيفة ألمانية وصف فيه الحزب بأنه "آخر أمل" للبلاد. كما انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز، داعيًا إلى استقالته بعد حادثة قتل وقعت في سوق عيد الميلاد، والتي نفذها مهاجر سعودي.
هذا التدخل أثار غضب الأحزاب الرئيسية في ألمانيا، التي اتهمت ماسك بمحاولة التأثير على الانتخابات الفيدرالية المقبلة.
دوره في السياسة البريطانية
في المملكة المتحدة، أصبحت تدخلات ماسك المتكررة مصدرًا للإحراج والقلق السياسي، حيث انتقد ماسك حكومة كير ستارمر (زعيم حزب العمال) وقال إن "الشركات الكبرى تتهرب من الاستثمار في بريطانيا".
كما دعا إلى إجراء انتخابات عامة جديدة في المملكة المتحدة، مما أثار حفيظة الحكومة الحالية.
واستخدم منصته "إكس" لتشجيع الأحزاب المناهضة للمهاجرين، مثل حزب "الإصلاح"، بل هناك شائعات عن تقديمه دعمًا ماليًا كبيرًا لهم.
تأثير ترامب على السياسة الأوروبية من خلال ماسك
من الواضح أن عودة ترامب إلى السلطة أعطت ماسك دفعة كبيرة لتوسيع نفوذه في السياسة الأوروبية.
فبينما يركز ترامب على أجندته "أمريكا أولاً"، يعزز ماسك مواقف مماثلة في أوروبا، بدعم التيارات اليمينية المناهضة للهجرة والعولمة. وكان أبرز هذه الخطوات:
1. تشجيع الأحزاب اليمينية:
دعم ماسك الأحزاب التي تعارض سياسات الهجرة والاندماج، مما أثار قلقًا واسعًا في دول مثل ألمانيا وإيطاليا.
وفي ألمانيا، أثارت تعليقاته حول حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD) قلقًا خاصًا نظرًا للحساسية التاريخية للبلاد تجاه أحزاب أقصى اليمين.
2. الضغط على الحكومات الأوروبية:
يستخدم ماسك استثماراته الضخمة في أوروبا – مثل مصنع تسلا العملاق في ألمانيا – كوسيلة للتأثير على الحكومات. وينتقد السياسات التي يعتبرها معادية للأعمال، مما يضع القادة الأوروبيين في موقف حساس، حيث يخشون فقدان استثمارات شركته الهائلة.
3. تعزيز علاقة ترامب بماسك:
ترامب، الذي يرى في ماسك حليفًا قويًا، يشجع هذا التدخل في السياسة الأوروبية كجزء من جهوده لتعزيز التيارات الشعبوية عالميًا.
وتمنح العلاقة بينهما ماسك مستوى من النفوذ على القرارات السياسية الأوروبية، إذ يتردد القادة الأوروبيون في معارضة ماسك خشية إغضاب الإدارة الأمريكية الجديدة.
ما الذي يدفع ماسك للتدخل في أوروبا؟
قد يكون هذا التدخل مدفوعًا بعدة عوامل:
1. رؤية شخصية: يعتقد ماسك أنه يستطيع "إصلاح" العالم، سواء من خلال تقليل الهجرة أو مكافحة ما يسميه "الفيروس الواعي".
2. أهداف تجارية: تعزيز مصالح شركاته، خاصة في دول مثل ألمانيا وإيطاليا حيث يمتلك استثمارات كبيرة.
3. تعزيز نفوذه السياسي، إذ يرى ماسك نفسه كفاعل عالمي يمكنه التأثير على السياسات الوطنية والقارية لتحقيق رؤيته الخاصة.
تأثير هذه العلاقة على أوروبا
• الانقسام السياسي: أدت تدخلات ماسك إلى تفاقم الانقسامات السياسية داخل البلدان الأوروبية.
• زيادة نفوذ الأحزاب اليمينية: دعمه لأحزاب أقصى اليمين يعزز من قوتها في الانتخابات.
• تحديات للسيادة الوطنية: الحكومات الأوروبية تجد نفسها مضطرة للتعامل مع ضغوط مباشرة من ماسك، مدعومة بعلاقاته مع ترامب.
من خلال شراكته مع ترامب، أصبح إيلون ماسك لاعبًا قويًا في السياسة الأوروبية، مما يثير أسئلة حول تأثير الأفراد الأثرياء غير المنتخبين على الديمقراطيات.
ولكن مع تصاعد الانتقادات، يبقى السؤال: هل تستطيع أوروبا حماية نفسها من هذه التدخلات دون خسارة استثمارات ماسك المهمة؟
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuNjgg جزيرة ام اند امز