تومي روبنسون.. لماذا يريد إيلون ماسك إطلاق سراحه؟
واصل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، والمقرب من الرئيس الأمريكي تدخله في السياسة البريطانية بالدعوة للإفراج عن تومي روبنسون.
ودعا ماسك في تغريدة على منصة إكس للإفراج عن روبنسون، الشخصية البارزة في أقصى اليمين، في أحدث مواقفه المرتبطة بشؤون دول أخرى، التي لم تخل من الانتقادات لرئيس الوزراء كير ستارمر، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وفي سلسلة منشوراته عبر منصة "إكس"، قال ماسك إن روبنسون موقوف في السجن الانفرادي لأنه قال الحقيقة ويجب أن يتم إطلاق سراحه.
ولقيت مواقف ماسك ترحيبا لدى أقصى اليمين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن سياسيين يمينيين بارزين مثل الهولندي خيرت فيلدرز.
ويمضي روبنسون الذي يعد أحد أفراد الهوليجان، مثيري الشغب في كرة القدم، ويفاخر بصدور إدانات جنائية بحقه، عقوبة السجن 18 شهرا إثر سلسلة مخالفات متعلقة بازدراء المحكمة.
واكتسب روبنسون شعبية واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعدما قاد لأعوام حملات مناهضة للمسلمين والهجرة.
من هو تومي روبنسون؟
روبنسون، البالغ من العمر 42 عاما، هو أحد أبرز النشطاء اليمينيين في أوروبا، اسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، عمل كمهندس طائرات متدرب وسباك، لكنه برز في عام 2009 كقائد لـ"رابطة الدفاع الإنجليزية" (EDL)، حيث نظم احتجاجات مناهضة للمسلمين في جميع أنحاء بريطانيا، وحاز على دعم مجموعات مشجعي كرة القدم، لكن روبنسون انفصل عن الرابطة في عام 2013، وواصل تنظيم تجمعات مناهضة للإسلام والهجرة جذبت الآلاف.
لماذا سُجن تومي روبنسون؟
واجه روبنسون العديد من المشاكل القانونية منذ أوائل العشرينيات من عمره، بسبب أعمال الشغب في الملاعب الإنجليزية، أما معظم إداناته الأخيرة فتتعلق بما يصفه هو بـ"سعيه لقول الحقيقة" عن أنشطة المهاجرين المسلمين في بريطانيا، حيث أدين مرتين بمحاولته تصوير المتهمين أثناء دخولهم إلى مباني المحاكم، في انتهاك لقوانين الخصوصية.
وفي عام 2021، خسر دعوى تشهير رفعها لاجئ سوري مراهق يُدعى جمال حجازي، حيث أُمر بدفع تعويض قدره مائة ألف جنيه استرليني، لكن روبنسون أعلن إفلاسه وادعى أنه لا يستطيع الدفع، وفرضت المحكمة أمرًا قضائيًا عليه بمنعه من تكرار الادعاءات الكاذبة، لكنه فعل ذلك مرة أخرى في الفيلم الوثائقي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا انضم إيلون ماسك إلى حملة "حرروا تومي روبنسون"؟
تم حظر روبنسون من تويتر (إكس حاليا) في 2018 بسبب انتهاكه قواعد المنصة المتعلقة بخطاب الكراهية، ولكن ماسك أعاد حسابه بعد شرائه الشركة وإعلانه عن نفسه مدافعا عن حرية التعبير.
يمتلك روبنسون الآن 1.1 مليون متابع، ويعيد ماسك نشر أفكاره بانتظام، بما في ذلك عندما ألقى روبنسون وماسك باللوم على السلطات البريطانية في أعمال الشغب المناهضة للهجرة الصيف الماضي.
وجاءت منشورات ماسك لدعم روبنسون هذا الأسبوع بعد مراجعة مستقلة خلصت إلى أن الوكالات الحكومية المحلية في بلدة أولدهام بإنجلترا تركت الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي.
وعلى الرغم من أن هذه الحوادث كانت حالات قديمة تعود إلى عام 2005، فقد ألقت قناة "جي بي نيوز" اليمينية باللوم على حزب العمال الحاكم، مشيرة إلى أن الوزيرة جيس فيليبس رفضت مؤخرا طلبا لإجراء تحقيق حكومي إضافي في "عصابات الاستغلال" في أولدهام.
نفوذ ماسك
وسع ماسك من علاقاته مع شخصيات يمينية في أوروبا، حيث تربطه صلات وثيقة مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني. كما أعرب عن تأييده لحزب "البديل من أجل ألمانيا AfD" أقصى اليمين قبل الانتخابات في ألمانيا.
وقبيل عيد الميلاد التقى ماسك السياسي البريطاني اليميني البارز نايجل فاراغ في منتجع مارالاغو المملوك لدونالد ترامب.
وقال فاراغ إنه يجري محادثات مع ماسك لتقديم تبرعات لحزبه "إصلاح المملكة المتحدة"، مما دفع إلى دعوات لإصلاح عاجل لقوانين التبرعات السياسية في بريطانيا. ومع ذلك فإن دعوة ماسك للإفراج عن روبنسون قد تشكل عقبة لمحاولات الحزب النأي بنفسه عن أقصى اليمين في بريطانيا.
aXA6IDMuMTQxLjMyLjI1MiA= جزيرة ام اند امز