بمثل فرحتنا باحتفال أبناء الوطن بيومنا الوطني فإننا في الوقت ذاته نفرح أضعافًا حين نشاهد غيرنا وهو يشاركنا ذات الحب وإن اختلف الأصل
في السابع من إبريل للعام 1986 ولد بطل قصتنا.. البطل الذي فرض اسمه وقيمته الفنية على خارطة كرتنا المحلية.. النجم الذي تفنن في صناعة الأهداف وإحرازها.
بمثل فرحتنا باحتفال أبناء الوطن بيومنا الوطني، فإننا في الوقت ذاته نفرح أضعافًا حين نشاهد غيرنا وهو يشاركنا ذات الحب وإن اختلف الأصل ومسقط الرأس والهوية
بطلنا اليوم هو المهاري الذي أعاد إلى الأذهان مصطلح “الحريف”، حيث كان بالفعل “حريف” باعتراف منافسيه قبل أنصاره.. بطلنا اليوم تجاوز حدود الإبداع داخل المستطيل الأخضر وتجاوزه ليصبغ حياته كلها باللون “الأخضر”.. بطلنا اليوم هو ابن السيليساو “إلتون جوزيه” برازيلي الجنسية حساوي الهوى وشرقاوي الهوية.
ولأنه حالة خاصة استرعت اهتمامي منذ أعوام، فقد تعمدت أن أطرح موضوعه تزامنًا مع يوم الوطن.. فبمثل فرحتنا باحتفال أبناء الوطن بيومنا الوطني، فإننا في الوقت ذاته نفرح أضعافًا حين نشاهد غيرنا وهو يشاركنا ذات الحب وإن اختلف الأصل ومسقط الرأس والهوية.. وهو أمر يدعو للمزيد من الفخر والاعتزاز بلا شك.
لن تتعبوا كثيرًا في معرفة أسباب هذه المقدمة؛ فبمجرد تصفحكم لحسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”؛ فإنكم ستوقنون حتمًا كيف وصلت حالة العشق لهذا الرجل، التي امتدت لعائلته الكريمة التي تسابق أفرادها في ليلة الاحتفال باليوم الوطني في المدرجات بحمل شعاراتنا وصور قادتنا، بل تجاوز الأمر ذلك، حيث استمعت واستمتعت كغيري بسماع ومشاهدة ابنه وهو يردد السلام الوطني السعودي، وكأن أصوله نبعت من نخيل الأحساء وعيونها وسواقيها.
ليس للحب حدود.. وليس للاحترام حواجز.. وليس للعشق هوية.. فصاحبنا الذي ولد في “بالميرا دوس إيندوس” في ولاية الأغواس لم تمنعه المسافات ولم تعيقه اللغة، ولم يعطله الانتماء عن الاعتراف والتعبير عن عشقه ووفائه لهذا الوطن الكبير، واحترامه لكل ما هو “سعودي”.
لم يكن لإلتون أو عائلته لأن يصلوا لهذا الحال من الهيام والتغني بالسعودية، لو لم يكن هناك تعامل حسن من أناس عاصرهم إلتون جوزيه وعائلته.. لم يكن لهذا الرجل أن يبادرنا بشعور الحب والتهاني في كل المناسبات الدينية والوطنية، لولا أنه تعايش مع سعوديين أوفياء نقلوا أفضل نماذج الاحترام والتعايش لهذا البرازيلي وأبنائه.
أجزم أن إلتون هو واحد من الملايين الذين يدينون بالحب والاحترام لوطننا وقيادته وشعبه وكل مكوناته.. ولن ألومهم؛ فما يمثله وطني من ثقل نوعي في العالم بشكل عام وللمسلمين والعرب بشكل خاص يجبر “العقلاء” على احترامه واحترام كل ذرة تراب في أرضه الطاهرة المباركة.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..
نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة