لا يزال الموسم في بداياته.. ولكن هذا الفريق الذي نشاهده للريال مختلف بالفعل عن ريال "زيدان".. تعرف على التفاصيل كاملة
لقد نجح ريال مدريد في جذب الاهتمام لعدة أسباب، فلقد اختفت حالة التشاؤم من عدم إبرام تعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية ورحيل زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو.
لا يزال الموسم في بداياته.. ولكن هذا الفريق الذي نشاهده للريال مختلف بالفعل عن ريال "زيدان" وإن كان من الصعب محاكاة نجاح تجربة المدرب الفرنسي في الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات في موسمين ونصف.. فإن المؤكد أن الفريق الحالي للريال يتفوق على الفريق السابق من حيث الأمور الفنية البحتة
وحل محل التشاؤم، حالة تفاؤل وما يمكن تسميته بالمفاجأة المرضية لجماهير الفريق على العروض الكروية الممتعة لكتيبة المدرب جولين لوبيتيجي.
خلال مواجهة روما الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا، نجحت كتيبة لوبيتيجي في سحق ضيفها الإيطالي بعرض هجومي ممتع، كان الملمح الأبرز فيه، وجود 30 محاولة على المرمى، من 12 لاعبا مختلفا، فقط لم يصوب على مرمى الرومان، كيلور نافاس ورفائيل فاران.
لا يزال الموسم في بداياته، ولكن هذا الفريق الذي نشاهده للريال مختلف بالفعل عن ريال "زيدان"، وإن كان من الصعب محاكاة نجاح تجربة المدرب الفرنسي في الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات في موسمين ونصف، فإن المؤكد أن الفريق الحالي للريال يتفوق على الفريق السابق من حيث الأمور الفنية البحتة.
ولنأخذ نظرة كي نعرف ماذا تغير في الريال؟ لو نظرت للمباريات الافتتاحية للموسم الماضي ونظيراتها هذا الموسم ستلحظ تغيرات محورية، إن المولعين بالريال الذين شاهدوا ريال "زيدان" وريال "لوبيتيجي" سيلحظون الفارق الكبير عند مقارنة إحصائيات كل فريق.
في المباريات الأربع الافتتاحية هذا الموسم، استحوذ الريال بشكل كاسح وبنسبة أكبر من الموسم الماضي، وصلت إلى 70% بشكل إجمالي، و79% في مباريات ملعب "البرنابيو" وتحديداً في فوز (2-0) على خيتافي.
وحتى ضد أتلتيك بلباو الأسبوع الماضي وفي غياب كاسميرو استحوذ الريال بنسبة 61 %، بينما كانت أعلى نسبة استحواذ في بداية الموسم الماضي في الفوز (3-0) في ملعب ديبورتيفو لاكورنيا 68 %، بينما كانت أقل نسبة 49.7% في الانتصار (3-1) بملعب ريال سوسيداد.
إن ريال مدريد في عهد لوبيتيجي بات يلعب بشكل يعكس إمكانياته الموجودة فعلياً، وبإمكانك أن ترى ذلك في عدد التمريرات، في الموسم الماضي أجرى ريال مدريد 645 تمريرة في فوز بملعب ريازور، بينما هذا الموسم قاموا بـ723 تمريرة ضد خيتافي و799 تمريرة في لقاء ليجانيس.
إن بيع رونالدو يوضح جزءا من عملية التحول الحاصلة، ولكنه ليس كل شيء، خاصة أن كريستيانو كان موقوفاً في أول 4 مباريات الموسم الماضي، بعد طرده في لقاء السوبر الإسباني ضد برشلونة.
لقد وجدنا حركة الانسيابية بين اللاعبين الهجوميين في الريال في لقاء روما وتحديداً ماركو أسينيسيو وكريم بنزيمة وجاريث بيل، ما أسهم في وضع مدافعي الخصوم تحت الضغط.
لقد أجبر وجود بيل وبنزيمة وإيسكو، لاعب روما دي روسي على ارتكاب خطأ أدى للهدف الأول، لقد لمس لاعبو الريال الكرة 1039 مرة ضد ليجانيس، على مدار اللقاء، بفارق 200 مرة عن أكثر المباريات التي لمس فيها الفريق الكرة الموسم الماضي ضد ديبورتيفو.
إن زيدان نفسه سبق أن اعترف أنه ليس المدرب العظيم تكتيكياً، ومن الانتقادات التي وجهت إليه اعتماده على إرسال الكرات العرضية أكثر من اللعب المفتوح، خاصة ضد المنافسين الأقل فنياً.
وعلى سبيل المثال ضد ليفانتي في "البرنابيو" الموسم الماضي، أرسل لاعبو الريال 37 عرضية بينما في لقاء خيتافي هذا الموسم انخفض الرقم إلى 17، وثانياً نعود إلى كريستيانو وقدراته في ألعاب الهواء، ولكن التغيير ليس فقط بسبب رحيل الدولي البرتغالي، ولكن لأن لوبيتيجي فضل فرض أسلوبه.
وبالنسبة للفرص، فإن الأرقام متقاربة تقريباً، ولكن مع فارق أن نظام لوبيتيجي يعتمد على الاختراق من خلال اللعب المفتوح وليس الكرات العرضية التي تنم عن قلة الأفكار ضد المنافسين الأقل فنياً، وفي النهاية أنهى الريال الموسم الماضي ثالثاً وبفارق 17 نقطة عن برشلونة وهو أمر مخيب.
لقد نجح لوبيتيجي في الاستفاقة من إقالته من تدريب إسبانيا والخسارة في السوبر الأوروبي ضد أتلتيكو مدريد، لتتحول الانتقادات إلى مدح.
حتى الآن، تبقى نتائج الريال رائعة وإيجابية منذ خسارة السوبر، والتي تعود أكثر إلى الأخطاء الفردية، وسيثبت الوقت هل الأسلوب الجديد قادر على جلب الليجا أو دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة توالياً، ولكن حتى لو لم يحدث، فإن الريال الآن أكثر إمتاعاً للجمهور.
نقلاً عن صحيفة "إيفينينج ستاندرد" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة