خبير دولي: نقل سفارة أمريكا للقدس يتعارض مع التاريخ والجغرافيا والدين
الأمين العام المساعد الأسبق للأمم المتحدة لصحيفة "لوتون"السويسرية حدث اليوم انتهاك للقانون الدولي ويتعارض مع التاريخ والجغرافيا والدين.
أكد الأمين العام المساعد الأسبق للأمم المتحدة مارسيل بوازار، المدير التنفيذي لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (جنيف)، أن إجراء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس انتهاك جديد للقانون الدولي، وخطوة جديدة تفقد الأمم المتحدة مصداقيتها، حسب ما نقلت صحيفة "لوتون" السويسرية.
- ترامب والقدس.. كيف نسف دبلوماسية 7 عقود في 15 دقيقة؟
- أمريكا والقدس.. 4 مراحل بدأت بالتدويل وتنتهي بتسليمها لإسرائيل
وأشار بوازار الأكاديمي السويسري المستشرق إلى أنه هناك أماكن مقدسة، لها دلالات تتعلق بالجغرافيا والدين والتاريخ، من بينها القدس، مؤكداً أن ذلك القرار يتعارض مع تلك العوامل.
وضع القدس في ضوء التاريخ
ولفت بوازار إلى أن القدس لها دلالة رمزية قوية، مشيراً إلى مكانتها الخاصة في الأديان السماوية الثلاثة.
وأوضح المسئول الأممي السابق أنه خلال الفترة الأولى من بعثة النبي محمد صلى المسلمون نحو القدس، ثم انتقلت القبلة إلى مكة المكرمة.
وفي المسيحية، ارتبط اسم القدس بالأرض المقدسة، حيث تمثل لهم دلالة روحانية خاصة، لكونها الأرض التي عاش فيها عيسى عليه السلام.
وتاريخياً، منذ عصر الفراعنة للمصرين القدماء، أي منذ أكثر من 4 آلاف عام، فإن القدس كان يحكمها زعماء يتمتعون بميزات سياسية وكهنوتية، يتبعون للفرعون المصري، والذي كان اسمها الأصلي "أورشليم" أي" مدينة السلام".
ولفت الأكاديمي السويسري إلى أنه "على الرغم من توالي الغزاة على تلك المدينة إلا أنه على مر العصور لم تتخذها أي دولة عاصمة لها، بل ظلت مدينة مقدسة لها خصوصية دينية".
وفي بداية العصر المسيحي امتدت أبعاد تلك المدينة الاستراتيجية على شواطئ البحر المتوسط على نهر الأردن، ومصر إلى سوريا، وكان تسمى فلسطين، وفي القرن السابع الميلادي دخلتها الفتوحات الإسلامية وأطلقوا عليها اسم عربي "مدينة القدس الشريف".
وفي عام 1517 غزت الدولة العثمانية القدس، وأصبحت جزءاً منها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ثم وضعت تحت وصاية عصبة الأمم قبل أن تتولى بريطانيا إدارتها، حتى أبرمت بريطانيا وعد بلفور، وأعلنت إسرائيل فلسطين دولة عام 1948.
وضع القدس في القانون الدولي
ثم رصد المسئول الأممي التاريخ الحديث والوضع القانوني لتلك المدينة، مشيراً إلى أن حرب يونيو/حزيران 1967 غيرت الوضع، واحتلت إسرائيل الجانب الشرقي من القدس، في انتهاك سافر للقانون الدولي، مشيراً إلى أن القدس لها وضع قانوني منفصل عن إسرائيل وبقية الأراضي المحتلة.
ووفقاً للقرار 194 للأمم المتحدة فإن "منطقة القدس، بما في ذلك البلدية الحالية للقدس والقرى والبلدات المحيطة يجب أن تُمنح معاملة خاصة ومنفصلة عن بقية فلسطين، وأن توضع تحت سيطرة فعالة للأمم المتحدة".
وفي عام 1980 أعلن الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس المحتلة "موحدة وغير قابلة للتجزئة" عاصمة مزعومة لها، الأمر الذي ضرب بجميع قرارات الأمم المتحدة عرض الحائط.
وجراء تلك الخطوة لم تعترف بها دول العالم، إلا أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل الاعتبارات التاريخية والدينية والثقافية والجغرافية والقانون الدولي، التي تؤكد جميعها أن إسرائيل ليست لديها الحق في اعتبار القدس عاصمة أبدية لها، مشيراً إلى أن تلك الخطوة تقوض من عملية السلام الدولي.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز