الإمارات والذكاء الاصطناعي.. رحلة تحول نحو جيل رقمي مسؤول
بـ8 أهداف، تستعد الإمارات لدخول المستقبل مسلحة بضمانات تؤمن مسارها في ضوء المتغيرات المتسارعة والمتطلبات العالمية المختلفة.
"نريد للذكاء الاصطناعي أن يكون حاضرا في حياتنا وخدماتنا الحكومية" بهذه الكلمات أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أبريل/نيسان الماضي، اعتماد مجلس الوزراء استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي 2031.
سياسة تحدد الخطوط العريضة لجعل دولة الإمارات رائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي خلال أكثر من عقد، والسعي لتطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية للدولة.
رحلة تحول بدأتها الإمارات منذ نحو عقدين، وتمضي على طريقها من أجل تحقيق رؤيتها وتطلعات شعبها عبر مشاريع وخطط واضحة نحو مئوية الدولة 2071.
استراتيجية شكلت شارة انطلاق نحو "مرحلة جديدة تعتمد فيه قطاعاتنا وبنيتنا المستقبلية على الذكاء الاصطناعي"، كما قال محمد بن راشد الذي أكد أن دولة الإمارات تعتبر من الدول الأكثر استعدادا للمتغيرات التكنولوجية، وتسعى لتوفير بنية تحتية مستقبلية لتحسين أسلوب الحياة ولسعادة الناس".
وتابع، بالمناسبة نفسها، أن "الإمارات اليوم أكثر استعدادا للمستقبل.. وأكثر تفاؤلا بأجيالنا القادمة.. وبحياة أكثر ذكاء وسهولة".
نحو مستقبل آمن
بـ8 أهداف، تستعد الإمارات لدخول المستقبل مسلحة بضمانات تؤمن مسارها في ضوء المتغيرات المتسارعة والمتطلبات العالمية المختلفة.
وتشمل الاستراتيجية الوطنية مبادرات وتوجهات ترمي لتوظيف الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في تطوير مجالات حياتية حيوية تعتبر حجر الزاوية في الوجود الإنساني ورفاهة المواطنين وسعادة المجتمع.
أما الأهداف، فتتوزع بين ترسيخ مكانة الدولة كوجهة للذكاء الاصطناعي وزيادة تنافسيتها في القطاعات ذات الأولوية عبر تطوير الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، واعتماده في مجال خدمات المتعاملين وتحسين مستوى المعيشة وأداء الحكومة.
الاستراتيجية ترمي أيضا إلى استقطاب وتدريب المواهب على الوظائف المستقبلية، وتوفير البنية التحتية الأساسية الداعمة، بصورة تتحول فيها إلى ما يشبه منصة اختبار للذكاء الاصطناعي.
مجموعة متكاملة من الموارد المخصّصة لتسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، مع التركيز على الهدف الطموح لدولة الإمارات في أن تصبح شريكا رائدا في الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة على مستوى العالم.
أول جامعة بالعالم للذكاء الاصطناعي
باعتبارها من الدول السباقة والرائدة في الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، شكل إعلان الإمارات، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تأسيس "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، تجسيدا لريادة الدولة في هذا المجال.
الجامعة تعتبر الأولى من نوعها للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتحمل اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انسجاما مع رؤيته لإطلاق المبادرات الهادفة لتطوير المعرفة والتفكير العلمي.
الجامعة تقدم نموذجا أكاديميا وبحثيا جديدا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتسخيرها في خدمة البشرية، في مسار يمهد لدخول الإمارات الجيل التالي للرقمنة بأكبر الضمانات وبتعامل مجتمعي مسؤول مع المتغيرات التكنولوجية.
للذكاء الاصطناعي وزارة في الإمارات
في 2017، شهدت الإمارات تعديلا وزاريا شمل استحداث وزارة للذكاء الاصطناعي، واللافت أن وزيرها كان دون الثلاثين، تشجيعا للشباب على المضي نحو المستقبل مسنودا بقيادة تؤمن بقدراته وتدعمه.
وزارة جديدة جاءت تحفيزا للتغيير واستعدادا للمرحلة المئوية المقبلة في مسيرة بلد يرسم مرحلة جديدة عنوانها مهارات المستقبل بأنامل أجياله، حتى يكون على كامل الاستعداد لمواكبة موجة الذكاء الاصطناعي القادمة.