تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية أعمال الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ COP27.
وتأتي المشاركة كبيرة من قادة وزعماء العالم والخبراء، بهدف إيجاد حلول لإنقاذ كوكب الأرض من مخاطر ارتفاع الانبعاثات الحرارية، بالإضافة إلى تأكيد التزام الدول السابقة تعهداتها، وتحويلها إلى نتائج ملموسة.
وقد ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وفد الدولة المشارك في مؤتمر المناخ COP27، والذي وصل إلى أكثر من 70 من الجهات الحكومية والخاصة، ما يعكس اهتمام الإمارات الكبير بالعمل المناخي، وفي دلالة على عمق العلاقات الإماراتية-المصرية الصادقة، والتي تُوِّجت مؤخرًا بالاحتفال بمرور 50 عاما على تأسيسها، حيث تستمر خصوصية العلاقة في العمل بملف مواجهة التغير المناخي، في مساعٍ إماراتية لدعم الجهود المصرية لإنجاح المؤتمر.
ستتيح مشاركة الإمارات بمؤتمر المناخ الاستعداد لاستضافة مؤتمر COP28 في مدينة "إكسبو" بدبي، مع ربط مخرجات الدورة الحالية بالدورة القادمة العام المقبل، عبر تكثيف العمل الدبلوماسي والتعاون ما بين الدول، لإرساء الأرضية المناسبة لإنجاح COP28، من خلال التركيز على فرص التنمية الاقتصادية للدول كافة، بما فيها الدول النامية، حيث من المتوقع أن تُجرى عملية تقييم لمدى التزام الدول مخرجات "اتفاق باريس للمناخ"، والذي يستهدف تقليص الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى إبراز السجل الإماراتي المناخي الفاعل نحو الاستدامة.
يتزامن مؤتمر المناخ COP27، الذي تستضيفه مصر، مع تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة، بدءا من تأثيرات وباء كورونا، والحرب الروسية-الأوكرانية، التي أعادت استخدام الوقود الأحفوري بسبب أزمة الطاقة، ما سيؤثر في استراتيجيات خفض الانبعاثات، في ظل عدم التزام بعض الدول الصناعية سياساتِ الحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، والتأثير في المناخ، خصوصا في أفريقيا -الأكثر تضررًا- والتي تحتاج بحسب "مؤتمر كوبنهاجن عام 2009" إلى 100 مليار دولار سنويا، كدول نامية، لتعويض الأضرار الناجمة عن التلوث البيئي.
وتحتاج أفريقيا إلى نحو 190 مليار دولار بين 2026-2030، للوصول إلى مستهدفات الطاقة النظيفة، بينما يحتاج العالم إلى نحو 4 تريليونات دولار سنويا حتى عام 2030، للوصول إلى أهداف الطاقة النظيفة.
وفرضت تحديات التغيرات المناخية على المجتمع الدولي الاهتمام بقضايا البيئة والمناخ، وأصبحت تتصدر أجندات الحكومات الوطنية، ولقاءات القادة، مهما كانت الأعباء المالية، فالهدف الأسمى هو حماية كوكب الأرض.
لذلك، تبنَّت العديد من دول العالم "اتفاقية باريس للمناخ"، التي تحث على الحد من تزايد درجات الحرارة عالميا، وباتت الدول الفاعلة تعطي الأولوية للتدابير الاستراتيجية لمواجهة تغير المناخ.
فاتورة مواجهة تغير المناخ ستكون كبيرة جدا على الدول كافة، خصوصًا النامية، أو التي تعاني صراعاتٍ وحروبًا، ما يعكس الاهتمام الكبير من قادة العالم نحو ملف التغير المناخي، والإصرار على الخروج بنتائج إيجابية من مؤتمر COP27، لمساعدة الدول النامية لمواجهة تداعيات هذه التغيرات، وتأكيد التزام الدول تعهداتها في المؤتمرات السابقة.
للإمارات سجل إنجازات مميز في العمل المناخي، وهو ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، خلال مؤتمر COP27، بأن النفط والغاز في بلاده من الأقل كثافة في الكربون عالميا، وأن الإمارات كانت الأولى إقليميا في طرح مبادرات للحياد المناخي بحلول عام 2050.
يترقب العالم مخرجات مؤتمر COP27 باهتمام بالغ، وذلك لتوحيد المواقف الدولية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي، والحضور السياسي الكبير لصناع القرار سيُسهم إيجابا في قنص حلول تخدم الاتفاقيات السابقة، مع وضع الدول النامية في سقف الأولويات لإنقاذ الكوكب من المخاطر البيئية على البشرية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة