لتصبح دولة الإمارات عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب صاغت قوانين صارمة لنشر العدل واحترام الآخر والمساواة بين الجميع
تبوأت دولة الإمارات مكانة رائدة في الحفاظ على كرامة الإنسان والتعايش مع المذاهب والعقائد الدينية بتوفير جميع متطلبات الإنسان مع أخيه الإنسان في المواطنة، وفي تأمين مقومات المعيشة الكريمة، وفي مجالات الأمن والأمان وتأمين السكن والصحة والمساواة الاجتماعية والحياة الإنسانية الرغيدة، وهذه المقومات الحياتية قلَّ نظيرها في معظم دول العالم.
لهذا ليس التشديد والمتابعة والتحرك عالمياً في دعوة الإمارات على الدوام إلى السلم والسلام مجرد صدفة، إنما هي دعوة إنسانية عالمية تنطلق من الإرث الحضاري الذي ترسخه على الدوام في عالم يستوجب الاتصاف بمحبة الآخرين، واتقاءً لما تسببه الضغائن والأحقاد ومن باب العقلانية والسلامة العامة
ولقد حظيت الإمارات باهتمام عالمي، لِما لها من دور كبير في مساهمتها بشكل فعال في مجالات الحريات الدينية، وذلك لتعزيز ثقافة السلام والتعايش بين الأديان، ونشرها ثقافة التسامح على مستوى العالم خلال المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في الإمارات أرض التسامح، حيث أشاد البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بدور الإمارات ونهجها في التسامح قائلاً: "بسبب بعد النظر وحكمة قادة الإمارات تحولت الصحراء إلى مكان مزدهر ومضياف"، مشيراً إلى أن "الصحراء التي كانت حاجزاً عسيراً ومنيعاً صارت مكاناً للقاء بين الثقافات والديانات".
وفي إطار التنسيق بين المؤسسات الناشطة في المجتمعات المسلمة شكلت اتفاقية تأطير التعاون المشترك الموقعة بين الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والشيخ صالح مجييف المفتي العام لجمهورية الشيشان، يوم السادس والعشرين من شهر يونيو/حزيران تطوراً كبيراً نحو مراقي السلم والسلام وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك في المجتمعات المسلمة، والتعاون مع شركاء الوطن من مختلف العقائد والأديان والمذاهب الدينية والفلسفية، والتنسيق في عدة مجالات؛ منها تعزيز جوهر الإسلام ومقاصده العليا، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين مما أصابها من آثار الأفعال السيئة التي قامت بها الجماعات المتطرفة التي اختطفت الإسلام لتحقيق أهداف سياسية هدامة.
ولعل إطلاق وتأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في ختام المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة في أبوظبي عام 2018م خطوة رائدة لتعزيز دور المسلمين ونشر ثقافة السلام والتسامح، عبر مواجهة كل أشكال التطرف، والعمل على التقريب بين الحضارات والأديان، واستحضار توصيات مختلف المؤتمرات والندوات التي عقدتها المنظمات الدولية والإسلامية حول موضوع المجتمعات المسلمة.
ولتصبح دولة الإمارات عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، صاغت قوانين صارمة لنشر العدل واحترام الآخر والمساواة بين الجميع، وجرّمت الكراهية والعصبية والفرقة والاختلاف، وكانت سباقة للانخراط في اتفاقيات ومعاهدات دولية لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب. وفيما يخص الشعائر الدينية احتضنت عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة طقوسهم الدينية في حرية تامة ودون أدنى قيود، ومنحت الأراضي المجانية لغير المسلمين بهدف تسهيل إنشاء وبناء دور العبادة، وفي هذا السياق قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "نريد لدولة الإمارات أن تكون المرجع العالمي الرئيسي في ثقافة التسامح وسياساته وقوانينه وممارساته، لأن التسامح يزيدنا قوةً ومنعةً ويرسخ مجتمعاً إماراتياً عالمياً وإنسانياً".
ولهذا ليس التشديد والمتابعة والتحرك عالمياً في دعوة الإمارات على الدوام إلى السلم والسلام مجرد صدفة، إنما هي دعوة إنسانية عالمية تنطلق من الإرث الحضاري الذي ترسخه على الدوام في عالم يستوجب الاتصاف بمحبة الآخرين، واتقاءً لما تسببه الضغائن والأحقاد ومن باب العقلانية والسلامة العامة، فالإنسان الشهم لا يحب سياسة القتل للقتل ووقائع الحرب للحرب، وبعيداً عن لغة الافتراس والمناجزة والمكابرة ينبغي تحقيق الأمن والأمان واحترام الأديان، ذلك ما تصبو إليه الإمارات في نشر رسالة السماء في الأرض هذه الرسالة المبنية على الرأفة والمحبة والتسامح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة