ثقافة الإمارات تتحدى قيود كورونا بـ"الواقع الافتراضي"
الإمارات أعلنت العديد من المبادرات لدعم المبدعين العاملين بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في مواجهة التحديات التي فرضها كوفيد- 19
قدم قطاع الثقافة في دولة الإمارات نموذجاً إبداعيا ساهم في كسر القيود التي فرضها فيروس كورونا المستجد "كوفيد19"، واستفاد القطاع من تطور قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية في تسخير "الواقع الافتراضي" للمحافظة على زخم المشهد الثقافي.
ويبدو أن الجائحة التي اجتاحت العالم في طريقها إلى تغيير العديد من القطاعات والأنشطة حول العالم، ولن يكون المشهد الثقافي بعيداً عن تلك التغييرات في ظل الفرص والمزايا التي تتيحها الحلول الذكية والرقمية، وهو ما قد يشكل نقلة جديدة في المشهد الثقافي الذي لم يكن قد حسم موقفه قبل الجائحة بين الوفاء لأنماط الثقافة التقليدية، وبين وسائط الحداثة ومتطلباتها.
وتجاوب المشهد الثقافي في الإمارات مع المتغيرات الاستثنائية التي فرضتها الظروف الحالية بشكل مرن وسريع، حيث أجرت العديد من الجهات المعنية توسعات متسارعة في جهود تعزيز المحتوى الثقافي الرقمي وتسهيل وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، من خلال المكتبات الرقمية والزيارات الافتراضية للمتاحف وصالات العرض السينمائية، وصولا إلى عقد ورش العمل وجلسات الحوار الثقافية والفنية عن بعد.
وأعلنت الإمارات عن العديد من المبادرات لدعم المبدعين العاملين بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في مواجهة التحديات التي فرضها كوفيد- 19، حيث أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة برنامجا وطنيا يستهدف تقديم منح مالية للأفراد المستقلين والشركات الناشئة، ورواد الأعمال في مجالات قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية لمساعدتهم على الصمود وتجاوز الأزمة.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات ينفذ البرنامج بإشراف الوزارة وبالتعاون مع الشركاء الثقافيين في الحكومات المحلية والمؤسسات الإبداعية والصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية للشركات، حيث سيقوم الصندوق باستقطاب المساهمات عبر المنصة الذكية وتوجيهها للمستحقين من المشاركين.
وحفل المشهد الثقافي في الإمارات منذ مطلع العام الجاري بالكثير من الأنشطة والفعاليات التي أقيمت عن بعد، وفي مقدمتها "شهر القراءة" الذي تحتفي به الإمارات في مارس/ آذار من كل عام، حيث شهد هذا العام إطلاق مبادرات أسهمت في توفير أكبر قدر من المحتوى المعرفي الإلكتروني وجعلت الكتاب في متناول الجميع على مدار الساعة، الأمر الذي لاقى ترحيبا واسعا من مختلف الشرائح الاجتماعية.
وخلال شهر القراءة 2020.. أطلقت "مكتبة اتحاد الإمارات" في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حزمة من الخدمات لإتاحة الفرصة لكل الباحثين والراغبين في الوصول إلى المعلومات عن بعد من خلال البوابة الإلكترونية للمكتبة التي تضم أكثر من 5 ملايين مصدر رقمي متنوع.
وفي إبريل/ نيسان سلمت إمارة الشارقة في حفل عقد عبر التسجيل المرئي، راية العاصمة العالمية للكتاب إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور، بعد عام كامل على تتويجها باللقب الثقافي الأرفع عالميا، والذي نظمت خلاله أكثر من ألف فعالية جمعت المسرح والسينما والفن، واحتفت بكبار رموز الأدب المحلي والعربي والعالمي، في الوقت الذي تحولت فيه شواطئ الإمارة إلى مكتبات يرتادها السياح وأبناء المجتمع المحلي.
ومع تأجيل فعاليات "القمة الثقافية أبوظبي" 2020 إلى العام القادم، نظمت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بالتعاون مع منظمات ثقافية عالمية، تجربة بث مباشر حصري للقمّة الثقافية أبوظبي عبر قناتها على اليوتيوب.
ويعد الإعلان عن الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية 2020 من أبرز الفعاليات الثقافية الافتراضية التي شهدتها الإمارات، حيث أقامت الجائزة حفل تكريم افتراضيا يوم 16 أبريل/ نيسان الماضي كما كان مقرراً سابقا، كما تعاونت الجائزة مع صالون الملتقى الأدبي في سلسلة من الندوات الافتراضية مع الفائزين في الجائزة، حيث حاورت عضوات الملتقى وضيوفهن الفائزين بفروع الجائزة.
وبدورها قدمت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي سلسلة من الفعاليات الافتراضية، ضمن ما سمته فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فيما أطلق متحف اللوفر أبوظبي مبادرات رقمية جديدة تقدم للجمهور جولات إرشادية افتراضية ومقاطع فيديو وأخرى صوتية، بجانب مجموعة من الأنشطة التي يمكن تنزيلها والاستمتاع بها في المنزل.
ويأتي ذلك في أعقاب فوز الإمارات بعضوية المجلس التنفيذي باليونسكو في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الأمر الذي عكس مدى ثقة المجتمع الدولي في الجهود التي تقودها الإمارات في المجالات الثقافية والتربوية والعلمية.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA== جزيرة ام اند امز