هناك بعض المرجفين الذين يسعون إلى النيل من دور دولة الإمارات المستمر في إنقاذ اليمن من فوضى الانقلاب الحوثي ودعم القيادة الشرعية اليمنية. وفي كل مرة يخسر المرجفون وتنتهي حملاتهم المغرضة، لأن الجميع على اطلاع بحجم تضحيات الدولة وجهودها الإغاثية التي أدت إل
هناك بعض المرجفين الذين يسعون إلى النيل من دور دولة الإمارات المستمر في إنقاذ اليمن من فوضى الانقلاب الحوثي ودعم القيادة الشرعية اليمنية. وفي كل مرة يخسر المرجفون وتنتهي حملاتهم المغرضة، لأن الجميع على اطلاع بحجم تضحيات الدولة وجهودها الإغاثية التي أدت إلى دحر الحوثيين واستعادة المحافظات اليمنية الأكبر مساحة في جنوب وشرق اليمن، وتتواصل حالياً عمليات الرمح الذهبي لتأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي وحرمان أي تطفل إيراني معادي محتمل من استخدام الشريط الساحلي اليمني.
ولا يحتاج الدور الإماراتي إلى شهادات، لأن الواقع الميداني والحضور الإنساني للإمارات يحكي بوضوح عن وفاء أبناء زايد وصدقهم في بذل الجهود لمساعدة الأشقاء اليمنيين على إنهاء الانقلاب والعودة إلى الحياة الطبيعية لكي يصل الخير إلى جميع اليمنيين، وتفرض السلطة الشرعية هيبتها وحضورها.
إن الذين لا يحبون الخير للشعب اليمني، ويريدون أن يتحكموا بمستقبله للإبقاء عليه تحت سيطرة الخرافات والتطرف والأيديولوجيات المنقرضة هم مَن يشككون في الدور الإماراتي، ويروجون للأوهام ولا يتعاملون مع حقائق الواقع بتفكير منطقي. ولا شك أن للمتاجرين بالشعارات الدينية دورا في صناعة كوارث اليمن، والغريب أن الحوثيين يلتقون مع الإخوانيين في رفض التفكير العقلاني ومقاومة بناء اليمن الجديد، لأنهم يعتبرون أن تبني سياسة منفتحة تقود اليمن إلى السلام والتنمية سوف يقوض فرصهم في خداع اليمنيين بالشعارات التي لا تعالج مريضاً ولا تشبع جائعاً ولا تفتتح فصلاً دراسياً ولا تضيء مصباحاً في الظلام الدامس الذي ورثه اليمن من الحوثي وصالح.
إن الإمارات عندما هبّت بإخلاص لإنقاذ اليمن، لم تقم بذلك من أجل أن تتلقى إملاءات أو أن تُقابَل جهودُها بالنكران والحماقات، كما أنها لا تطلب ولا تتمنى سوى أن تتكلل جهود دعم الشرعية بالتفات المسؤولين اليمنيين إلى كل ما يخدم مصلحة اليمن ومستقبله، وأن يتم تجنيب اليمن المراهنة على الأيديولوجيات الميتة، فقد مضى الزمن الذي كانت فيه المنطقة العربية منقسمة ما بين يوتوبيا القومية العربية ونظيرتها الإسلاموية بشعاراتهما المستهلكة، وفي النهاية لم تنجح أحلام القومية في تحقيق الحد الأدنى من التكامل العربي، كما لم ينتج المحور السلفي الراديكالي سوى المزيد من التطرف والركود الحضاري. ويمكن القول إن محور القومية ومحور السلفية قد حصلا على فرص عديدة وكانت النتيجة فاشلة لكلا المحورين. ولكي ينطلق اليمن نحو مستقبل مشرق بعد أزمته الطويلة، يجب أن يتعامل المسؤولون اليمنيون مع المستجدات بعقلانية وانفتاح يراعي مبدأ المصالح المتبادلة.
إن مصلحة الإمارات والخليج بشكل عام تقتضي دعم الاستقرار في اليمن كجزء من الأمن الجيوسياسي للجزيرة العربية، تضاف إلى ذلك مصلحة إماراتية استراتيجية مستحقة تتطلب التصدي للتغول الإيراني وحرمانه من محاولات السيطرة على منطقة القرن الأفريقي والساحل الغربي للبحر الأحمر. كما أن مصلحة اليمن تتطلب القضاء على التغول الحوثي الإيراني واستعادة الاستقرار وبسط نفوذ دولة يمنية قوية. ومن مصلحة اليمن كذلك إعادة تأهيل موانئه وتشغيلها وتطويرها. وبالتالي فالنصيحة الذهبية للقيادة اليمنية الشرعية هي أن تفعّل التفكير المنطقي تجاه المستقبل الآتي بعيداً عن العواطف والإسقاطات الماضوية. لأن منطق إدارة الدولة في العصر الحديث يتلخص في العبارة الشهيرة التي قالها تشرشل: لا توجد عداوة دائمة ولا صداقة دائمة، بل توجد مصالح دائمة.
وبما أن المصالح هي التي تدوم وليس الصداقات أو العداوات، فعلى المعنيين في اليمن المقارنة بلغة المصالح بين ما تقدمه الإمارات لليمن وما يمكن أن تحصل عليه اليمن من إيران! وبالتأكيد لن تمنح إيران لليمن سوى الشعارات وكل ما من شأنه تحويل ظروف اليمن إلى مادة للاستهلاك الإعلامي في الإعلام الإيراني. فإيران ليست التي بنَت سد مأرب بل الإمارات، وإيران لم ولن تقدم لليمن ما يعادل 1% من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات.
نقلا عن صحيفة الاتحاد
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة