ينجح المجلس الوطني حين يمثل كل عضو دولة الإمارات وشعبها العزيز الكريم، لا الإمارة أو القبيلة أو الحي
نجاح المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي السابع عشر الوشيك، بعد الانتخابات، ونجاحه في المطلق يستوجب شروطاً أنتجتها التجربة، واتصل بعضها بالدستور واللائحة، النجاح لا يأتي مصادفة أو اعتباطاً، لا بد من العمل معاً في ضوء الواقع، وفي أفق استشراف مستقبل الإمارات والعمل على تحقيقه، مع وعي الصعوبات إن وجدت والسعي نحو تجاوزها.
ينجح المجلس الوطني عندما يعمل كل عضو فيه بضمير مخلص، مكرساً خبراته لإنجاح المسار، وناذراً حياته كلها للمجلس، وذلك حين يتصرف العضو، منتخباً ومعيناً، باعتباره مسؤولاً عن نجاح تجربة كبيرة يتبناها الوطن بأجمعه، لا عابر سبيل.
عطفاً على ذلك، ينجح المجلس الوطني، حين يسعى العضو من أعضائه إلى العمل الحقيقي الذي يخدم الإمارات، وحين لا يجعل غاية حلمه الشرف، بين قوسين، والوجاهة، ولقب «سعادة»، و«البشت»، الشرف الكبير خدمة الوطن
وينجح المجلس الوطني عندما يحاول العضو العارف أن يعرف أكثر وينمي ذاته، وحين يعمل غير العارف على تنمية ذاته ابتداء، مهم جداً أن يعترف غير العارف بحدود ما يعرف، فهذا الاعتراف خطوة أولى نحو المعرفة والتغيير، وهذا الاعتراف، في حد ذاته، فضيلة.
وينجح المجلس الوطني حين يكون لكل عضو فيه دور معلوم مرسوم، وحين تتوزع الأدوار، خصوصاً ضمن تشكيل اللجان، وفق الاختصاصات العلمية والتجارب العملية، وحين يراعى جانب التنوع لدى اختيار الأعضاء في الانتخاب أو التعيين، نحن نحتاج في المجلس إلى قانونيين وأكاديميين وأطباء ومهندسين وتجار وإداريين وغيرهم، نحن نريد مجتمعاً مصغراً داخل المجلس.
وينجح المجلس الوطني حين يمثل كل عضو دولة الإمارات وشعبها العزيز الكريم، لا الإمارة أو القبيلة أو الحي.
عطفاً على ذلك، ينجح المجلس الوطني، حين يسعى العضو من أعضائه إلى العمل الحقيقي الذي يخدم الإمارات، وحين لا يجعل غاية حلمه الشرف، بين قوسين، والوجاهة، ولقب «سعادة»، و«البشت»، الشرف الكبير خدمة الوطن.
وينجح المجلس الوطني حين يؤدي النائب الأول للمجلس والنائب الثاني أدوارهما كاملة غير منقوصة، وأن يتيح لهما الرئيس ذلك، وكذلك هيئة المكتب التي يجب أن تقوم بالمطلوب منها وفق الأنظمة المرعية دون تدخل من الرئيس أو سواه إلا لدى مخالفة الأنظمة المرعية.
وينجح المجلس الوطني عندما يعمل العضو بعيداً عن «الشخصنة»، وينتقد بعيداً عن «الشخصنة»، ويتقبل النقد من دون «شخصنة».
وينجح المجلس الوطني حين يتوازن بين شغله الداخلي وشغله الخارجي، فلكل جانب حقه.
وينجح المجلس الوطني حين لا يكون رأيه وكأنه «طبق الأصل» لرأي الحكومة، فما لهذا خلق المجلس. المجلس يختلف و«يشاكس» ويضيف في الإطار المعلوم لحماية تنميتنا ومكاسب شعبنا ومكانة دولتنا.
وينجح المجلس الوطني عندما تقوم كل إدارة فيه بواجباتها كاملة، وحين يوفر لأعضائه البيئة البحثية الملائمة.
وينجح المجلس الوطني عندما يحضر الوزراء جلساته أكثر، لا في مناقشة مشاريع القوانين أو المواضيع العامة فقط، وإنما أيضاً في الأداة البرلمانية «سؤال إلى وزير». حضور الوزراء مهم، وعلى الأعضاء عدم الاكتفاء بالردود المكتوبة، وإن كان ذلك يكفي قانوناً. نحن أمام مرحلة الاستحقاقات الكبرى ولا بد من استخدام «السقف» في حده الأعلى.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة