إيران لن تتوقف عن تخفيف هذا الضغط الإعلامي والسياسي عبر افتعال المشكلات لإرباك المشهد العالمي حول سلاحها النووي المحتمل.
ليس هناك شك في أن أمريكا تستبعد فكرة الحرب، ولكنها تبقي على قواتها في الخليج لأنها لا تعلم متى تغير الرأي تجاه إيران وفي أي مرحلة يمكن أن تتخذ واشنطن قرارا بالحرب المباشرة ضد إيران. جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي يقول إن بلاده سوف تزيد من الضغط على إيران إلى أن تقرر إيران التخلي عن برنامجها النووي .
هذه هي النظرية السياسية المؤكدة والوحيدة والتي سوف تعيشها المنطقة ربما حتى منتصف العام 2020، فأمريكا تتقن إحكام فرض العقوبات على إيران بحسب الخطط والمسارات. السؤال الأهم يقول: ما هو مدى التفاؤل لدول المنطقة، كي نتوقع أن هذه العقوبات الاقتصادية يمكنها تغيير الموقف الإيراني، فمن الجانب النظري إيران لا يمكنها تحمل المزيد من العقوبات الاقتصادية، وهناك تناسب طردي بين مقدار الضغط الأمريكي وبين استجابة إيران لعقد اتفاق نووي جديد.
ما يجري على الساحة الخليجية حول إيران يمنحنا أدلة واضحة بأن امتلاك إيران للسلاح النووي يتبلور بشكل تدريجي ليصبح خطًّا أحمر بالنسبة للعالم كله وليس لأمريكا ودول الشرق الأوسط، وخاصة أن إيران تهدد بالتلاعب في بنود اتفاقها النووي القديم خمسة زائد واحد.
في الجانب السياسي هناك اختلاف متعمد في شرح المفاهيم حول السلاح النووي، فإيران تقول إنها لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، في الوقت الذي يصرح سياسي عن قائد الحرس الثوري الذي يحاول نسف النظرية الأمريكية حول رغبة إيران بامتلاك سلاح نووي بقوله: "العالم كله يعلم أن إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي"، وهو يعاكس النظرية الأمريكية التي تؤكد أن إيران تسعى فعليا لامتلاك سلاح نووي.
إيران لن تتوقف عن تخفيف هذا الضغط الإعلامي والسياسي عبر افتعال المشكلات لإرباك المشهد العالمي حول سلاحها النووي المحتمل، وخاصة أن طهران تسعى إلى توسيع الهوة بين أمريكا وأوروبا لصالح مشروعها النووي، وتحاول طهران أيضا جر روسيا إلى مسار تنافسي مع أمريكا في الخليج.
ما يجري على الساحة الخليجية حول إيران يمنحنا أدلة واضحة بأن امتلاك إيران السلاح النووي يتبلور بشكل تدريجي ليصبح خطا أحمر بالنسبة للعالم كله وليس لأمريكا ودول الشرق الأوسط، وخاصة أن إيران تهدد بالتلاعب في بنود اتفاقها النووي القديم خمسة زائد واحد.
ما يمكن استنتاجه من سياق الأحداث والتاريخ، أن الضغط الاقتصادي وإن نجح بنسبة كبيرة مستقبلا، فهو بحاجة إلى مهام موازية يمكن لأمريكا أن تقوم بها، بل قد يتوجب عليها القيام بضربات عسكرية نوعية تبرر من خلالها إيران استجابتها للجلوس إلى طاولة المفاوضات. الإصرار الأمريكي بأن تتخلى إيران عن سلاحها النووي لا يمكن التأكد من أنه سوف يحدث، فالضغط الاقتصادي يصاب بمتلازمة الضربات العسكرية النوعية للتمهيد السريع لقبول فكرة التفاوض المباشر، وهذا ما أتوقعه على الأقل عبر سياق الأحداث القائم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة