الدولة تسهر ليل نهار على متابعة حقوق المقيمين بشكل عام، لا المواطنين فقط، والعمالة الوافدة على وجه الخصوص.
قالها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "نطمئن الجميع بأن عملية توفير الغذاء في دولة الإمارات مستدامة والأمن الغذائي أولوية قصوى بالنسبة للدولة".
وأكد مجدداً على ما قاله في بداية أزمة وباء كورونا حول تأمين الغذاء والدواء لكل مواطن ومقيم على أرض الدولة، ومعبراً عن موقفه الإنساني الريؤي الذي بات قدوةً للشعوب والدول على امتداد الكرة الأرضية.
كما باتت عبارته الشهيرة "لا تشلون هم" شعاراً وجدانياً ووجودياً يمثّل نقطة أمان واطمئنان وسط بحر الوباء المتلاطم الأمواج، هذا الوباء الذي أنهك استراتيجيات وموارد الطوارئ في أعظم الدول واضعاً كبريات الاقتصادات العالمية في خانة العجز، وخاصة في ظل عجز فاضح في المجال الطبي والصحي والغذائي والدوائي.
نحن في الإمارات تربينا على القيم التي غرسها فينا المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وأبناء زايد حفظهم الله، وتعودنا على اقتسام اللقمة بيننا وبين الإخوة المقيمين في بلدنا الطيبة.
ومع تأكيد سموّه على استدامة توفير الغذاء، استوقفتنا عبارة جديدة نكتبها بحروف من ذهب على صفحة المجد وجبين التاريخ، عبارة "أنّ الإسراف في الخير مبروك، ونحنا نباركه" مختزلاً كل القيم الأخلاقية للرسالات والديانات، ومعبراً عن موقف الإمارات الريادي في الأعمال الإنسانية وتقديم العون للدول والمجتمعات التي تعاني الأمرّين في مواجهة وباء كورونا في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البشرية.
بشكل أو بآخر، خطر في بال كثيرين مما استمعوا باهتمام وإمعان إلى كلمة سموّه، ودعوته إلى الإسراف في عمل الخير دون سواه، خطر في بالنا ما يعانيه الفقراء والضعفاء وأصحاب الدخل المحدود على مستوى العالم من صعوبات في تأمين الغذاء في هذه الظروف بالذات، لتأتي كلمة سموّه بارقة أمل وباعثة خير وعطاء يتجدد كما في كل أزمة تحلُّ، منذ أزمة كساد صناعة اللؤلؤ قبل النفط، والأزمات المالية العالمية المتلاحقة، وتقلُّب أسعار النفط، والأزمات السياسية الإقليمية والعالمية وغيرها، يُختبر صبر الإماراتيين واقتدارهم على التضامن والتكاتف العالمي لا المحلي فقط، فنحن في الإمارات تربينا على القيم التي غرسها فينا المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، وأبناء زايد حفظهم الله، وتعودنا على اقتسام اللقمة بيننا وبين الإخوة المقيمين في بلدنا الطيبة والتي يشكلون فيها مجموعاً لا يقل عن سبعة ملايين ونصف، يعيشون فيها مكرّمين متمتعين بكامل حقوقهم الإنسانية في العمل والحياة والتعبير والعيش الكريم.
ولا بد ختاماً، من الإشارة إلى أن الدولة تسهر ليل نهار على متابعة حقوق المقيمين بشكل عام، لا المواطنين فقط، والعمالة الوافدة على وجه الخصوص والتي تستفيد بشكل رئيسي من جهود القيادة الرشيدة في ضمان استدامة الغذاء والدواء، كما تعمل على توفير المساعدات الطارئة للأسر المحتاجة داخل الدولة، عبر الهلال الأحمر الإماراتي والمبادرات المجتمعية الكثيرة التي شهدتها الدولة في الوضع الراهن، وكأن لسان حالنا يقول: "يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنتَ ربُّ المنزل".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة