إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مشروع "المريخ 2117"، في اليوم الختامي للدورة ا
إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مشروع "المريخ 2117"، في اليوم الختامي للدورة الخامسة من أعمال القمة العالمية للحكومات التي اختتمت أعمالها في دبي في الرابع عشر من فبراير الحالي، بمشاركة 138 دولة، وأهم 6 منظمات دولية، وكبريات شركات التقنية العالمية، جاء ليحمل رسالة عالمية بثّتها دولتنا الحبيبة الإمارات للبشرية جمعاء، وعلى مساقات وصعدٍ عديدة.
فالحديث عن مائة عام من الابتكار العلمي والإنجاز المعرفي لا يأتي من فراغ، هكذا عوّدتنا قيادتنا الرشيدة التي تنتهج الصدقية والتخطيط الاستراتيجي منهجاً وفعلاً يومياً في القيادة والحكم، والحديث عن خطة المائة عام، والتي لم يتم الإعلان عن تفاصيلها العلمية الدقيقة، هو حديثُ علمٍ وفكرٍ وإنتاج معرفي لا تتسع صفحات الصحف ولا مساحات الإعلام للخوض في تفاصيله ذات الصلة بالكيفية والآلية والمنهجية والغايات، فالدولة التي أبهرت العالم في ثلاثة عقود بمنجز ثلاثمائة عام بمقياس الحضارة والتطور والبنية التحتية والعمران والثقافة والمعرفة، ستبهر العالم مجدداً في العام 2117 بمنجز مئات الأعوام علمياً ومعرفياً وتقنياً، ليكون لنا في سطح المريخ مدنٌ تنتمي إلى منجز الحضارة الإنسانية وتعكس شراكتنا العلمية والإنسانية في الكشف العلمي واستكشاف الفضاء بل واستيطان الكواكب والسكن فيها.
تؤمن الإمارات بأن موارد الحاضر ومنجزات المستقبل ليست ملكاً لنا، بل لأبنائنا الذين لهم كل الحق في أن يتنعّموا بثمار حضارة عربية بريادة إماراتية
والحديث عن مائة عام من الابتكار العلمي والإنجاز المعرفي لا يأتي برؤية ضبابية تمارسها دول عديدة في العالم بهمة "مائة عام من العزلة" عبر غرقها في أتون الصراعات المذهبية والعرقية والطائفية، وابتعادها عن الصراط القويم في السعي لصالح رفاه شعوبها وسعادة الإنسانية، وشاهدنا على ذلك ما أكّد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أن المشروع "يسعى لتقديم مساهمات علمية للمعرفة البشرية، ودولة الإمارات أصبحت جزءاً من حراك بشري لاستكشاف الفضاء، كما أن من أهدافه القريبة المدى تطوير قدرات ومهارات وكفاءات أبناء الإمارات، بينما تكمن الأهداف البعيدة المدى في قيادة طموح بشري قديم للوصول لكواكب جديدة".
وهنا لا يمكن لنا إلا أن نتوقف طويلاً عند مساقين اختزلهما حديث سموّه في مفردات قليلة وافية: الأول مرتبط بتقديم مساهمة علمية للمعرفة البشرية، وهذا الجهد ليس وليد اللحظة، بل هو نتاج مسبار الأمل، بل نتاج الأمل الإماراتي الذي رأيناه مشعاً ببريق العزيمة والإصرار في عيني المغفور له بإذن الله والدنا الشيخ زايد رحمه الله، والمساق الثاني مرتبط بتطوير قدرات ومهارات وكفاءات أبناء الإمارات، وكلنا ندرك الرهان الذي وضعته قيادتنا الحكيمة على الشباب الإماراتي ليكون قائد مسيرة التطور والتقدم العلميين والمعرفيين.
والحديث عن مائة عام من الابتكار العلمي والإنجاز المعرفي ما هو إلا رسالة تحفيز همم وتصويب مسار، لا للإمارات التي لم تخطئ الصواب يوماً بحمدٍ لله وفضلٍ منه، بل للإنسانية جمعاء وهي تنشغل عن مستقبلها بماضيها، وعن استكشاف المريخ بأسباب داحس والغبراء وولاية الفقيه ومرجعية المرشد العام والخليفة المستبد بالذبح والسبي.
إنها رسالة الإمارات إلى العروبة الشقيقة والإنسانية الصديقة، كي تنهض من كبوتها، وتخرج من بحار الدم التي أغرقتها فيها أنظمة مستبدة وأحزاب وولاءات عديدة، وانتماءات لا تعرف الوطن ولا الوطنية، رسالةٌ إماراتية تؤمن بأن موارد الحاضر ومنجزات المستقبل ليست ملكاً لنا، بل لأبنائنا الذين لهم كل الحق في أن يتنعموا بثمار حضارة عربية بريادة إماراتية، تسعى خلال مائة عام وربما أقل، إلى أن ترفع راية المجد على سطح المريخ.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة