أصبحت القمة العالمية للحكومات عنوانا مميزا لريادة الدولة في العمل الحكومي وصناعة المستقبل.
من أبوظبي عاصمة التسامح العالمي، إلى دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي والريادة، ومن زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى أبوظبي في الأسبوع الماضي إلى فعاليات القمة العالمية للحكومات حاليا في دبي. نعم، هذا هو قدر الإمارات منذ تأسيسها بأن يكون دورها أساسيا ومركزيا ورائدا في حوارات العالم، لتلعب دوراً مهماً في العلاقات البشرية والتنموية وتصبح عنواناً للريادة والتميز ونموذجاً يقتدى بها، هدفها الأساسي تعزيز مستقبل البشرية وتحقيق رفاهية الإنسان والتنمية المستدامة.
أصبحت القمة المنعقدة في دبي مركزا لاستشراف المستقبل ومصنعا للأفكار المبتكرة وحاضنة للمبادرات الإنسانية والحكومية التي يمكن أن تستفيد منها الحكومات حول العالم من أجل تحسين حياة مواطنيها وشعوبها، حيث تسعى الإمارات لأن تكون سباقة على الساحة العالمية في تدشين نُظم نقل مبتكرة.
من طرف خيط تميز لا ينتهي تأتي فعاليات النسخة السابعة من القمة العالمية للحكومات كونها التجمع الحكومي الأكبر من نوعه في العالم؛ حيث يشارك فيها هذا العام 140 حكومة مختلفة، بحضور 600 شخصية من سياسيين وصناع قرار وخبراء ورؤساء شركات، لتشهد القمة هذا العام 3 دول كضيوف شرف بدلاً من دولة واحدة كما جرت العادة، لتتميز في هذا العام عن سابقاتها من القمم، فهي قمة مميزة في مظهرها ومضمونها.
وما يميز هذه القمة أنها تعلو بالإنسان وللإنسان، حيث تضع الأفراد كمحور رئيسي وتهدف لترجمة العمل الحكومي إلى مبادرات تحقق الفائدة للإنسانية جمعاء، وتحدث تغييرا ملموسا في واقع الشعوب، من خلال العمل المشترك بين أهم صناع القرار والمفكرين لاستشراف مستقبل الحكومات والشعوب.
أصبحت القمة العالمية للحكومات عنواناً مميزا لريادة الدولة في العمل الحكومي وصناعة المستقبل، إذ إنها تنبثق من دولة الإمارات، البلد الذي ينظر إليه العالم بصفته مختبراً حياً لكل ما هو ريادي وجديد واستشرافي لتشكيل حكومات المستقبل ووظائفها في إطار مشترك بين الجهات الرسمية والخاصة والمؤسسات الدولية المؤثرة، وتمثل كذلك إضافة نوعية لمسيرة الإمارات نحو تحقيق رؤية 2021 والأجندة الوطنية، والوصول إلى مئوية الإمارات 2071، الهادفة لوضع الدولة في صدارة الدول والأمم عالمياً.
تتخذ حكومة دولة الإمارات من التطوير الحكومي منهجاً للإدارة يعتمد على تعزيز الشراكات وتبادل المعارف والخبرات وكذلك مشاركة أفضل الممارسات مع الحكومات ورواد القطاع الخاص من أصحاب التجارب الملهمة حول العالم، وتسعى دائما إلى تحقيق الفائدة منها في إعادة تقييم الخدمات وتشكيل نماذج مستقبلية تمكن المتعامل من تجربة خدمات سلسة ومبسطة.
واستطاعت دولة الإمارات أن تحقق نقلة نوعية على المستويين الإقليمي والعالمي في التحول الرقمي للمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، ويعود ذلك إلى تبني واستكشاف التقنيات الرقمية حول العالم. وكانت حكومة دولة الإمارات قد أطلقت حوارات الخدمات الحكومية منتصف نوفمبر 2018، بحيث يتم تنظيمها بشكل شهري لتستضيف نخبة من المفكرين وأصحاب الخبرة والاختصاص في مجال الخدمات، وذلك من أجل تطوير العمل الحكومي بشكل مستمر وفاعل.
وتجسّد منصة التجربة الحكومية في الإمارات سعي قيادات الدولة إلى توفير أرضية لتطوير آليات دعم عملية الانتقال من مرحلة الخدمات إلى عصر التجربة الحكومية المتكاملة، لتوفير خدمات تعتمد على تكامل الأفكار والابتكارات والخبرات من أجل تعزيز جودة الحياة لمتعاملي المستقبل الذين سيبحثون عن تجربة حكومية متكاملة من حيث الكفاءة والفاعلية وسهولة وسرعة الإنجاز.
في هذه التجربة الرائدة عالميا وضعت دولة الإمارات لنفسها مجموعة من الأهداف التي تعتمد على الانفتاح على التجارب العالمية والابتكار والإبداع، والاستثمار في المدن الذكية وغير ذلك من آليات التحول الرقمي، وهو ما تمثل في مجموعة من الخطط التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية. كما تعد القمة فرصة أساسية أمام الجميع للاستفادة من تجربة الإمارات في هذا المجال بما يخدم أهداف التنمية ورفاهية الإنسان حول العالم.
من العلامات المميزة في خطط توفير الرفاهية الإنسانية الاستراتيجية غير المسبوقة التي أعلنت عنها حكومة دبي للتحول الرقمي الكامل للمعاملات الحكومية بحلول عام 2021. وقد أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية» خلال يناير 2018، وذلك في ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتتحول حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل.
وتهدف الاستراتيجية إلى توفير طباعة أكثر من مليار ورقة لحكومة دبي سنوياً، واستثمار هذه الأموال في جوانب تنعكس إيجاباً على الإنسان وسعادته، حيث تعادل كلفة هذا الكم من الأوراق ميزانية تغذية 4 ملايين طفل جائع حول العالم، وتنقذ 130 ألف شجرة سنوياً، وتعيد للأفراد أكثر من 40 ساعة سنوياً كانت تُقضى في إنجاز المعاملات الورقية ليستثمروها في أمور أكثر أهمية لهم.
تلعب منصة التجربة الحكومية الإماراتية دوراً محورياً في دعم جهود نشر ثقافة استشراف المستقبل، وتعزيز الوعي بأهمية الاستعداد للتحديات والمتغيرات، إلى جانب دعم تنفيذ استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، التي تهدف للبحث عن الفرص وسبل مواجهة التحديات في مختلف المجالات.
لقد أصبحت القمة المنعقدة في دبي مركزا لاستشراف المستقبل ومصنعا للأفكار المبتكرة وحاضنة للمبادرات الإنسانية والحكومية التي يمكن أن تستفيد منها الحكومات حول العالم من أجل تحسين حياة مواطنيها وشعوبها، حيث تسعى الإمارات لأن تكون سباقة على الساحة العالمية في تدشين نُظم نقل مبتكرة.
كذلك تبرز القمة الأهمية الكبيرة والدور المحوري والمركزي الذي تلعبه دولة الإمارات على الصعيدين الدولي والإقليمي، وفق الاستراتيجية الشاملة للقيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتثبت الإمارات دوما أنها سباقة في تحقيق التنمية والرفاهية الإنسانية وتسعى طوال الوقت لتثبيتها والاستفادة من تجارب العالم في هذه المجالات، وتعميم تجاربها الإنسانية ليستفيد منها العالم وتقديم كل الدعم اللامحدود للبشرية في هذا الإطار، لتصبح صناعة المستقبل نموذجا ومنهجاً يدرس في دولة الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة