رُغم تصاعد خطير للعمليات العسكرية ودخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى مناطق في شرقي مدينة رفح الفلسطينية، لا يزال المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح الفلسطينية صامداً يقدِّم خدماته العلاجية لأبناء قطاع غزة.
وعلى مقربة من خط النار، وقف الأطباء والعاملون في المستشفى يؤدون واجبهم الإنساني في إطار جهود دولة الإمارات للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني ودعم المنظومة الصحية في القطاع، التي تواجه ظروفاً استثنائية صعبة.
خدمات طبية متكاملة
يضم المستشفى، الذي تم تدشينه في ديسمبر/كانون الأول 2023، أقساماً جراحية متخصصة لإجراء مختلف أنواع العمليات، بما في ذلك جراحة الأطفال وجراحة العظام وجراحة الأوعية الدموية، إلى جانب غرف عناية حثيثة للبالغين والأطفال، وقسم تخدير، وعيادات تخصصية تشمل مختلف التخصصات الطبية.
وإضافة إلى ذلك، يوفر المستشفى خدمات الأشعة المقطعية والسينية، والصيدلية، ومختبراً مجهزاً بأحدث الأجهزة الطبية لإجراء مختلف أنواع التحاليل والفحوص.
كادر طبي مؤهل
ويتولى فريق طبي إماراتي مؤهلٌ وذو خبرة عالية الإشراف على المستشفى، بالإضافة إلى متطوعين طبيين من مختلف أنحاء العالم، وذلك في إطار عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لتقديم العون والمساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
وحتى نهاية أبريل/نيسان 2024، كان المستشفى قد أجرى 1517 عملية جراحية كبرى ودقيقة، وتعامل مع أكثر من 18 ألف حالة طبية، بدءاً من الإسعافات الأولية وصولاً إلى تقديم الرعاية والعناية الحثيثة.
الأمل للمصابين
ومنذ 28 أبريل 2024، بدأ المستشفى تقديم خدمة تركيب الأطراف الصناعية للمصابين الذين فقدوا أطرافهم خلال الأحداث في قطاع غزة.
وخصص المستشفى 61 طرفاً صناعياً ليتم تركيبها على مراحل، مع توفير التأهيل الحركي والنفسي للمصابين.
عمليات جراحية معقدة
وسجل المستشفى إنجازات كبيرة على صعيد إجراء العمليات الجراحية المعقدة، وعلى سبيل المثال، نجح فريق الأطباء فيه في استئصال ورم يزن 5 كيلوغرامات من بطن مريض يعاني منذ سنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية خطيرة.
10 سيارات إسعاف
وفي إطار عملية "الفارس الشهم 3"، دخلت 10 سيارات إسعاف مجهزة بجميع المعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري ضمن جهود دولة الإمارات في دعم متطلبات القطاع الصحي في غزة.
وتأتي هذه المبادرة السريعة نتيجة الحاجة الماسة لسيارات الإسعاف بعد تضرر معظم السيارات العاملة في القطاع لنقل الجرحى والمصابين من سكان غزة.
وتخدم هذه السيارات المستشفى الميداني الإماراتي وغيرها من المنشآت الصحية للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين ودعم المنظومة الصحية في قطاع غزة التي تواجه ظروفاً استثنائية حرجة.
نموذج إنساني مشرف
ويُعد المستشفى الميداني الإماراتي في غزة نموذجاً إنسانياً مشرفاً على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الظروف الصعبة.
ويواصل المستشفى تقديم خدماته العلاجية بشكلٍ متواصل، ساعياً للتخفيف من معاناة المرضى والمصابين، ومنحهم الأمل في حياة أفضل.