العصا البيضاء.. مبادرات إماراتية لمكافحة العمى ودعم المكفوفين بالعالم

يحل، الأربعاء، اليوم العالمي للعصا البيضاء، في وقت يجني فيه العالم ثمار مبادرات الإمارات الملهمة لمكافحة العمى وتمكين المكفوفين.
مبادرات عابرة للحدود والقارات، تأتي ضمن رسالتها الإنسانية لإعادة الأمل والبصر للمحتاجين حول العالم، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وتمكينهم من ممارسة حياتهم باستقلالية وكرامة.
ويحيي العالم 15 أكتوبر/ تشرين الأول اليوم العالمي للعصا البيضاء من خلال عدة أنشطة وفعاليات تساعد على إبراز الدور الحيوي للعصا البيضاء كرمز عالمي للاستقلال، ونشر الوعي بحقوق المكفوفين ودمجهم داخل المجتمع وبث التوعية والتثقيف وإرشاد الأفراد بكيفية التعامل وتقديم المساعدة للكفيف.
ويعتبر هذا اليوم رسالة واضحة للمجتمعات لاتباع قواعد التعامل مع المكفوفين، وتقديم المساعدة لهم في الطريق، أو في المرافق العامة، لتشجيعهم على الانخراط في المجتمعات بشكل واسع .
والعصا البيضاء هي أداة يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر للتنقل بأمان واستقلالية، حيث تساعدهم على استشعار العوائق في الطريق وتنبيه الآخرين إلى وجودهم، وتُعد رمزًا عالميًا للاستقلال والقدرات لدى المكفوفين.
مبادرة الشارقة الخيرية
وتزامنا مع اليوم العالمي للعصا البيضاء، أكدت جمعية الشارقة الخيرية، استمرار جهودها في تنفيذ حملات مكافحة العمى التي تهدف إلى فحص مرضى العيون والتكفل بإجراء العمليات الجراحية ضمن رسالتها الإنسانية لإعادة الأمل والبصر للمحتاجين.
وكانت الحملة قد انطلقت عام 2007 لتتحول إلى واحدة من أبرز المبادرات الصحية التي تنفذها الجمعية إذ تم خلالها إجراء 14,974 عملية جراحية لعلاج أمراض العيون المختلفة منها إزالة المياه البيضاء والزرقاء وزراعة العدسات وعلاج الالتهابات المزمنة إضافة إلى توزيع نظارات طبية وأدوية مجانية للحالات البسيطة.
وقال الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية إن مشروع مكافحة العمى يعد من أكثر المشاريع تأثيراً في حياة الناس لأنه يعيد إليهم أبسط حقوقهم في الرؤية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي، موضحاً أن الحملة لا تقتصر على تقديم العلاج فقط بل تتضمن كذلك برامج توعوية وفحوصات ميدانية مجانية للكشف المبكر عن أمراض العيون في المناطق الفقيرة في نيبال وبنغلاديش ومصر وكمبوديا وإثيوبيا والنيجر وبوروندي والكونغو إلى جانب السودان وسريلانكا والهند وتايلاند والبوسنة وبنين والكاميرون وزيمبابوي وقيرغيستان.
وأوضح أن تنفيذ الحملة يتم بالتعاون مع فرق طبية تطوعية تضم نخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين الذين يجوبون القرى والمناطق النائية لتقديم الفحوصات والعلاج والعمليات الجراحية في بيئة طبية متكاملة، مشيراً إلى أن هذه الجهود أسهمت في إنقاذ آلاف الحالات التي كانت مهددة بفقدان البصر.
فريق عين العالم
يأتي هذا فيما يواصل "فريق عين العالم" الذي يعمل تحت مظلة مدينة دبي الإنسانية تحقيق تأثير حقيقي في مجال مكافحة العمى القابل للعلاج، وجعل النور حقاً لكل إنسان، وذلك من خلال جهوده المتواصلة وشراكاته المتعددة لعلاج وتحسين النظر لآلاف المرضى حول العالم خاصة في المناطق الفقيرة والنائية.
و"فريق عين العالم" تأسس في ديسمبر 2009 كمبادرة طبية إنسانية متخصصة في مكافحة العمى، حيث تمكن منذ انطلاقه من إجراء أكثر من 125 ألف عملية عيون في مناطق نائية بعدة دول حول العالم.
نور دبي.. مبادرات رائدة
على صعيد ذي صلة، أعلنت قبيل أيام مؤسسة "نور دبي" - العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية- بالتعاون مع مؤسسة "شويترامس" الدولية ، إنجاز الدورة الأولى من جراحات إزالة المياه البيضاء في دولة سيراليون.
تضم الدورة التي أقيمت بالتنسيق مع وزارة الصحة في سيراليون، برنامجا شاملا للتوعية بمرض المياه البيضاء"الساد" لمدة ثلاث سنوات وذلك في إطار الجهود المشتركة بين جميع الأطراف للحد من العمى الذي يمكن تجنبه.
وقبيل عدة شهور، أعلنت مؤسسة "نور دبي الخيرية"، في إبريل/ نيسان الماضي عن توسيع نطاق خدماتها ليشمل منطقة آسيا الوسطى، وذلك من خلال تنفيذ أول مخيم علاجي متخصص في مكافحة العمى بجمهورية أوزبكستان.
وتأتي هذه الخطوة الرائدة بالتعاون الوثيق مع حكومة أوزبكستان، في خطوة تعد الأولى من نوعها بين الحكومة الأوزبكية ومؤسسة خيرية إماراتية في المجال الصحي.
واستهدف المخيم العلاجي الذي امتد من 25 مارس إلى 19 أبريل 2025، مناطق تفتقر للخدمات الصحية التخصصية في كل من العاصمة "طشقند" ومدينتي "سمرقند" و"بخارى".
يُذكر أن "نور دبي"، المنضوية تحت مظلة "مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، كانت قد بدأت نشاطها في العام 2008 كمبادرة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمساهمة الإيجابية في مجال مكافحة العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم، ومن ثم تحوّلت بتوجيهاته في عام 2010 إلى مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تسعى للقضاء على مسببات الإعاقة البصرية عالمياً.
القضاء على العمى في النيجر
وفي إنجاز هام للجهود الإنسانية الإماراتية، تمكنت جمهورية النيجر مطلع العام الجاري من وقف انتشار عدوى مرض العمى النهري، كأول دولة أفريقية تُحقق هذا الإنجاز الصحي التاريخي.
ويعتبر القضاء على داء العمى النهري من نتائج الدعم الإماراتي لجمهورية النيجر الصديقة، من خلال صندوق "بلوغ الميل الأخير" كمبادرة عالمية رائدة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لتسريع القضاء على مرضين من الأمراض المدارية المهملة، وهما مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي (الخيطيات)، واللذان ينتشران في قارة أفريقيا وجمهورية اليمن الشقيقة.
تعليم المكفوفين في إثيوبيا
أيضا ضمن جهود الإمارات الرائدة لدعم حقوق المكفوفين، أعلنت دولة الإمارات فبراير/ شباط الماضي تخصيص مبلغ 220 مليون درهم (60 مليون دولار) لتطوير المدارس ودعم الاحتياجات التعليمية للطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية في جميع مناطق إثيوبي، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتأتي هذه المبادرة التي تشرف عليها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، بالتعاون مع جمهورية إثيوبيا ، وتحت رعاية مؤسسة إرث زايد الإنسانية، استكمالاً للنجاح الذي حققته مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين في أديس أبابا، والتي جرى افتتاحها في مايو/أيار 2024.
وتمثل هذه المبادرة خطوة مهمة في تطوير البنية التحتية التعليمية والبرامج المصممة للطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.
وبالشراكة مع مدرسة الشيخة فاطمة بنت مبارك للمكفوفين، ستسهم المدارس الجديدة التي تم الإعلان عنها في إنشاء شبكة عبر إثيوبيا لتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم الشامل.
ويضمن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز البنية التحتية التعليمية في إثيوبيا، أن يتمكن كل طالب يعاني من ضعف البصر، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية والاقتصادية، من الازدهار في بيئة تعليمية داعمة تمكّنه من الإسهام بشكل فاعل في المجتمع.
أول حديقة للمكفوفين بمصر
أيضا، افتتحت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم في مايو/أيار الماضي ، أول حديقة ترفيهية في مصر مخصصة بالكامل لذوي القدرات والهمم في مركز شباب 15 مايو.
تضم الحديقة تجهيزات ذكية وتفاعلية مصممة خصيصاً لفئة المكفوفين، مثل المسارات الحسية الإرشادية، والخرائط بلغة برايل، والألعاب الصوتية واللمسية، ولوحات ذكية تعزز الإدراك الحسي.
ويأتي تدشين الحديقة الجديدة ضمن خطة لإنشاء 10 حدائق ترفيهية نموذجية على مستوى الجمهورية خلال عام 2025، تُعزز الدمج المجتمعي وتحسين جودة الحياة في إطار برنامج "جسور أمل القابضة" الذي تنفذه مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة المصرية، وبرعاية ودعم من شركة القابضة ADQ.
مصحف البصيرة في المغرب
وفي الشهر نفسه، وزعت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر في دبي 646 نسخة من "حقيبة مصحف البصيرة لفاقدي البصر" على عدد من المؤسسات والجهات المعنية برعاية أصحاب الهمم بالمملكة المغربية الشقيقة في إطار استراتيجيتها الرامية إلى دعم وتمكين أصحاب الهمم.
جاءت هذه المبادرة بالتعاون مع شركة همم للخدمات التعليمية لتوزيع نسخ من "حقيبة مصحف البصيرة" على أصحاب الهمم في العاصمة المغربية الرباط ومدينة الدار البيضاء من منتسبي جمعية سواعد الخير الوطنية لتنمية الشخص المعاق وجمعية تضامن الكفيف والمبصر والجمعية الوطنية للمكفوفين ومعهد المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين ممن يجيدون القراءة على طريقة "برايل" لإعانتهم على سماع وتدبر القرآن الكريم.
وأوضحت المؤسسة أن المصحف الذي يحمل اسم " مصحف البصيرة" تم انتاجه بالتعاون مع شركة ماليزية ويضم فهرسا بطريقة "برايل" وقلما إلكترونيا صوتيا يتيح لفاقدي البصر اختيار الآيات والاستماع لها ويوفر إمكانية الاستماع للتلاوة بأصوات مشاهير القرّاء ومعرفة معاني الكلمات وأسباب النزول ونصوص أخرى متنوعة.