يوم الشهيد الإماراتي.. بطولات خالدة في اليمن
بطولات خالدة لن ينساها التاريخ.. هذا هو ما قدمته الإمارات لليمن، حين وهب أبناؤها أرواحهم للزود عن أشقائهم ليسطروا بدمائهم إرثا لا ينسى.
وعلى امتداد تراب اليمن، من عدن إلى أبين جنوبا، ومن مأرب والمكلا شرقا إلى الحديدة غربا، سطر شهداء الإمارات أروع المثل في البطولة والفداء.
شجاعة نادرة
وعندما هب الإماراتيون للوقوف بجانب الأشقاء في اليمن، لم يكن موقفا شرفيا، بل كان وقوفا يدرس في الشجاعة والبسالة فتقدموا الصفوف الأولى في المعارك، وقادوا الدبابات والمدرعات الثقيلة.
ووفقا لشهادات الضباط اليمنيين الذين رافقوهم في المعارك، فقد كان القادة قبل الجنود في طليعة الصفوف بالتخطيط والتنفيذ ليقدموا أروع المثل في التضحية والفداء.
أول الشهداء
ولعل أكبر دليل على ذلك، هو الملازم أول عبدالعزيز الكعبي الذي روت دمائه الزكية تراب مديرية خور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن في 16 يوليو/تموز 2015 (27 رمضان)، ليدونه التاريخ بسطور من ذهب كأول شهداء التحالف العربي في "عاصفة الحزم" ضد المليشيات الانقلابية والمشروع الإيراني.
وتحدث رفقاء الشهيد الكعبي، عن ملاحمه، مؤكدين أنه كان من أفضل الضباط الإماراتيين وتقدم الصفوف الأولى منذ معركة رأس عمران، وخلال تنفيذ أول نزول بري في عدن.
وأربكت شجاعة القوات الإماراتية منقطة النظير، التي كانت تتقدم الصفوف الأولى للمعركة وتوزع جنودها على كل مدرّعة، المليشيات الحوثية، خصوصا في معركة تحرير مطار عدن.
تخليد الأسماء وفاء للشهداء
وتخليدا لتضحيات الشهداء أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قرارا جمهوريا بتسمية أحد الشوارع في عدن باسم الشهيد الكعبي ليظل شاهدا على بسالته وتضحيته.
وكذلك أطلق اسمه على المعسكر الذي استشهد على أسواره، كما أقيمت عدد من البطولات الرياضية التي تحمل اسمه تكريما ووفاء له.
وفي مأرب، قدّمت الإمارات شهداء في الهجوم الحوثي الغادر الذي استهدف معسكر صافر، واتضح وجود أيادٍ إخوانية أسهمت في الجريمة بإرسال إحداثيات الموقع للانقلابيين.
كما قدمت الإمارات أيضاً شهيدين في معركة تحرير صرواح بمحافظة مأرب، حيث كانت القوات الإماراتية تقدمت الصفوف الأولى، وكان هدفها الأول هو التوجه نحو صنعاء.
وفي محافظة أبين، قدمت الإمارات 3 من شهدائها أثناء تقدمهم الصفوف الأولى لتحريرها، هم (فاهم سعيد أحمد الحبسي، وجمعة جوه، وخالد عبدالله محمد الشحي).
وتكريما لهم أطلقت السلطات المحلية أسماءهم على 3 من المدارس الثانوية بالمحافظة.
كما قدمت الإمارات أيضاً عددا من الشهداء في معارك تحرير المخا التابعة لمحافظة تعز، والخوخة بمحافظة الحديدة غربي اليمن، والمكلا.
ذكرى يوم الشهيد
ويوم الشهيد هو يوم وطني تعبر فيه الإمارات عن تقديرها لتضحيات شهدائها الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن، وهو بمثابة رد للجميل، وفرصة للتعبير عن الترابط الحقيقي بين الوطن والقيادة والشعب.
وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، قرر أن يكون يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام يوماً للشهيد، تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدّون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة، كما قرر اعتبار هذه المناسبة الوطنية إجازة رسمية على مستوى الإمارات.
وتقام في هذه المناسبة الوطنية، مراسم وفعاليات وطنية خاصة يشارك فيها جميع مؤسسات الدولة، وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها، افتخارا بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المزروعة في نفوس أبناء الإمارات، التي تحلّوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.