تعتبر دولة الإمارات واحدة من الدول الرائدة في مجال الإعلام على مستوى المنطقة، حيث شهدت تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة.
ويلعب الإعلام الإماراتي دورًا حيويًا في تعزيز الوعي المجتمعي، من خلال تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مما يسهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعلم.
وأكد عبدالله بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، «أن دولة الإمارات تولي الاستثمار في الكوادر الشابة أهمية كبيرة، إيمانًا منها بأنهم المحرك الرئيس لترسيخ مسيرة التنمية المستدامة في مختلف المجالات، ومن ضمنها الإعلام»، وذلك خلال اجتماع مع مجموعة من طلبة الإعلام الإماراتيين.
حيث أوضح أهمية الإعلام الوطني ودوره في بناء الوعي المجتمعي ودوره في تحقيق الأهداف الوطنية، وأن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل يعتبر الإعلام وسيلة في تنمية المجتمعات وتوجيهها نحو مستقبل أفضل، ويساهم في تعزيز القيم الوطنية وداعم لمسيرة التنمية المستدامة.
كما حث رئيس المكتب الوطني للإعلام، الشباب على أهمية الإعلام في دعم الشباب الإماراتي الإعلامي في بناء مستقبل إعلامي مسؤول وهادف ويخدم قضايا المجتمع والوطن.
حيث يعتبر الإعلام أداة قوية للتثقيف ونشر المعرفة في الإمارات، يتم استخدام وسائل الإعلام المختلفة، مثل التلفزيون، والإذاعة، والصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي، لنشر المعلومات والوعي حول القضايا الاجتماعية المهمة. على سبيل المثال، وتناول موضوعات مثل الصحة العامة، والتعليم، والتنوع الثقافي، وحقوق الإنسان بشكل دوري، مما يساهم في تعزيز الوعي المجتمعي.
وتقوم المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات بإنتاج محتوى يهدف إلى تثقيف الجمهور حول مختلف القضايا، مثل أهمية الحفاظ على البيئة، والتسامح، والابتكار. من خلال برامج توعوية ومبادرات مجتمعية، يتمكن الإعلام من الوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع، مما يعزز من تأثيره في بناء الوعي.
وتعتبر قيم التسامح والتعايش من القيم الأساسية التي تسعى دولة الإمارات إلى تعزيزها في مجتمعها المتنوع.
وقد لعب الإعلام الإماراتي دورًا بارزًا في نشر هذه القيم من خلال تغطية الفعاليات الثقافية والدينية، وتنظيم الحملات الإعلامية التي تسلط الضوء على أهمية الاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
كما تسعى وسائل الإعلام الإماراتية إلى تقديم نماذج إيجابية من التعايش السلمي بين مختلف الجنسيات والثقافات، مما يعزز من فهم الأفراد لقيم التسامح وضرورة قبول الآخر. وقد أسهمت هذه الجهود في جعل دولة الإمارات نموذجًا يحتذى به في مجال التعايش السلمي.
وشهدت السنوات الأخيرة ازدهار وسائل الإعلام الاجتماعي، والتي أصبحت منصة رئيسية للتواصل ونشر المعلومات. تلعب هذه الوسائل دورًا كبيرًا في تعزيز الوعي المجتمعي، حيث يمكن للأفراد التعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم بشكل مباشر.
وفي دولة الإمارات، يتم استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لنشر الوعي حول القضايا الاجتماعية، مثل مكافحة التنمر، وتعزيز الصحة النفسية، والترويج للفعاليات المجتمعية. كما تسهم الحملات الرقمية في الوصول إلى فئات الشباب، مما يعزز من مشاركتهم في القضايا المجتمعية.
على الرغم من النجاحات التي حققها الإعلام الإماراتي في تعزيز الوعي المجتمعي، إلا أنه يواجه بعض التحديات. من بين هذه التحديات، انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة على وسائل الإعلام الاجتماعي. يتطلب ذلك من المؤسسات الإعلامية تعزيز مصداقيتها من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة.
كما أن هناك حاجة إلى تطوير مهارات الإعلاميين في التعامل مع القضايا الحساسة، وضمان تقديم محتوى يتسم بالموضوعية والحيادية. يتطلب ذلك استثمارًا في التدريب والتطوير المهني للعاملين في المجال الإعلامي.
في الختام، يمكن القول إن الإعلام الإماراتي يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي المجتمعي من خلال تقديم محتوى تثقيفي يساهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعلم. من خلال التركيز على قيم التسامح والتعايش، واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، يمكن للإعلام أن يسهم بشكل فعال في تشكيل وعي الأفراد وتعزيز المشاركة المجتمعية.
مع استمرار التحديات، يبقى الأمل في أن تستمر المؤسسات الإعلامية في تطوير استراتيجياتها لتعزيز دورها في بناء الوعي المجتمعي، مما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات لمستقبل مستدام ومزدهر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة