مشروعات إماراتية بالكاريبي.. خدمات كهرباء ومحطة طاقة مقاومة للأعاصير
صندوق الشراكة بين الإمارات ودول الكاريبي أعلن عن تنفيذ مشروع للطاقة المتجددة لتزويد ثلاث قرى نائية في بليز للمرة الأولى بخدمات كهرباء.
أعلن صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول الكاريبي للطاقة المتجددة تنفيذ مشروع للطاقة المتجددة لتزويد ثلاث قرى نائية في بليز للمرة الأولى بخدمات كهرباء حديثة في إطار مهمة تطوير أكبر محطة طاقة متجددة لتوليد الكهرباء في المناطق الريفية على مستوى البلاد.
وتم منح عقد جديد مخصص للأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء لبناء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية الكهروضوئية ووقود الديزل، مزودة بنظام بطارية لتخزين الطاقة للتنفيذ في بليز.
كما أعلن الصندوق عن بدء عمليات إنشاء محطة للطاقة النظيفة مقاومة للأعاصير في أنتيغوا وباربودا وذلك بهدف مساعدتها على التعافي من الآثار المدمرة لإعصار "إيرما" الذي تعرضت له الجزيرة في عام 2017.
جاء ذلك في إطار صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول الكاريبي للطاقة المتجددة البالغ قيمته 50 مليون دولار.
ويعد ذلك أكبر استثمار في مجال الطاقة المتجددة على مستوى المنطقة وهو ثمرة شراكة بين كل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وصندوق أبوظبي للتنمية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".
وأشاد سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية و التعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية بهذه الخطوة التي تسهم في توطيد العلاقات التي تربط دولة الإمارات بدول البحر الكاريبي وترسيخ مكانة دولة الإمارات كواحدة من أكثر دول العالم سخاء في تقديم المساعدات الخارجية.
وأشار إلى أن توقيع اتفاقيات الأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء الجديدة تسهم في دعم تحقيق سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات 2021 والمتمثلة في تعزيز السلام والازدهار على المستوى العالمي.
وقال: "تلعب الطاقة المتجددة دورا رئيسيا في تعزيز أمن الطاقة ضمن الأسواق الناشئة خصوصا في دول الجزر الصغيرة التي تكون عرضة لتبعات التغير المناخي وتسهم هذه المشاريع في ضمان مستقبل أكثر استدامة وتلبية احتياجات سكان بليز، فضلا عن مساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة لجميع فئات المجتمع لا سيما من النساء والشباب".
وقال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية إن مبادرة صندوق الشراكة الإماراتي - الكاريبي لدعم مشاريع الطاقة المتجددة تعتبر من أهم مبادرات الطاقة المتجددة في منطقة البحر الكاريبي التي يمولها الصندوق بالتعاون مع شركائه الرئيسيين وهم وزارة الخارجية والتعاون الدولي وشركة مصدر.
وأشار إلى أن المبادرة تأتي كذلك في إطار حرص الصندوق على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول النامية ومساعدتها على تجاوز التحديات التنموية التي تواجهها في قطاع الطاقة وصولا إلى تنمية اقتصادية مستدامة.
وأضاف: "تدعم المشروعات الممولة من قبل الصندوق حلول الطاقة المتجددة في توفير طاقة مستدامة تلبي احتياجات سكان بليز وأنتيغوا وباربودا، وبالتوازي مع مساهمتها في إحداث تأثير إيجابي على بقية القطاعات الأساسية في البلاد".. لافتا إلى أن هذا النوع من الاستثمارات ستكون له انعكاسات إيجابية سواء على الاقتصاد المحلي أو اقتصادات الدول الشريكة، لاسيما في ظل التأثيرات السلبية التي أحدثها فيروس "كورونا" المستجد على الاقتصاد العالمي.
من ناحيته، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": "يساهم مشروع قرى بليز في إحداث نقلة نوعية في حياة سكان هذه القرى عبر توفير طاقة آمنة والمساعدة في إيجاد فرص عمل وتنمية الكفاءات المحلية.. ونحن في "مصدر" ملتزمون بتسخير خبرتنا الواسعة لتطوير مشاريع طاقة متجددة ضمن منطقة الكاريبي وتزويدها بحلول عملية ودعم جهودها لتحقيق التنمية المستدامة".
وفيما يخص مشروع جزيرة أنتيغوا وباربودا، أكد أن من شأن هذا المشروع المعقد من الناحية الهندسية، إعطاء دفعة مهمة لاقتصاد جزيرة أنتيغوا وباربودا في هذه الأوقات الصعبة، ومساعدتها على تحقيق أهدافها للتنمية المستدامة.
وقال الرمحي: "سيجسد مشروع باربودا مدى أهمية دور الطاقة المتجددة في تسريع النمو الاقتصادي وتحقيق فوائد ملموسة للمجتمعات المحلية مثل تقليل اعتمادها على وقود الديزل مرتفع الثمن، وتوفير فرص العمل، وتعزيز المهارات وبناء القدرات.. وعلاوة على ذلك، يجسد هذا المشروع أهمية التعاون بين عدة دول لتحقيق هدف مشترك يتمثل في تقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المحتاجة والعمل من أجل بناء عالم أفضل".
وقال فرانك مينا، وزير الخدمات العامة والطاقة والمرافق العامة في بليز: "أتوجه بالنيابة عن شعب وحكومة بليز بالشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة على ما تقدمه من مساهمات كريمة ودعم كبير".
وأكد: "أن الوزارة ماضية في التزامها بدعم جميع الجهود الرامية إلى مكافحة التغير المناخي والقضاء على الفقر بين الجنسين ومختلف المجموعات العرقية والشرائح الاجتماعية.. ومن شأن هذه المحطة الهجينة مساعدة الحكومة على تحقيق أجندتها لعام 2030 الخاصة بتوفير حلول طاقة نظيفة والتمكن من توفير الكهرباء للجميع".
وقال روبن ييروود، وزير مسؤول عن ملف الطاقة في أنتيغوا وباربودا: "يمثل هذا المشروع فرصة قيمة لتوفير مصدر مهم للطاقة الشمسية في دولة باربودا وفق أسس تدعم جهودنا لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة".
وأوضح: "يعكس في الوقت نفسه التزام كل من دولة الإمارات، وأنتيغوا وباربودا، ونيوزيلندا، وشركائنا في صندوق مجموعة الكاريبي للتنمية (كاريكوم) بالعمل على تطوير مشاريع طاقة مقاومة للظروف المناخية الصعبة".
وأضاف ييروود: "يقدم هذا المشروع المبتكر لباقي الجزر والمجتمعات في هذه المنطقة مثالا مهما على كيفية تطوير مشاريع طاقة متجددة تتماشى مع الجهود العالمية لمكافحة أزمة التغير المناخي".
يجري تطوير مشروع باربودا بتمويل مشترك من دولة الإمارات ونيوزيلندا وصندوق مجموعة الكاريبي للتنمية، وبتنفيذ من شركة مصدر.
وتم استكمال أعمال تمهيد الموقع وتقييم التأثير على الشبكة والدراسات الجيوتقنية لهذا المشروع الذي سيدعم جهود جزيرة أنتيغوا وباربودا للتعافي بشكل مستدام وتوفير فرص عمل جديدة.
وتقود "مصدر" عملية تصميم وتنفيذ المشروع، الذي سيساهم عند استكماله في تحقيق هدف أنتيغوا وباربودا المتمثل في توفير 15% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ويتضمن المشروع إنشاء محطة طاقة تعمل بالديزل بقدرة 800 كيلووات ومحطة طاقة شمسية كهروضوئية هجينة بقدرة 720 كيلووات/ للذروة.
كما يزود المشروع بنظام بطارية بطاقة استيعابية تبلغ 863 كيلووات/ساعة لتخزين فائض الطاقة الكهربائية الذي يتم توليده.
يهدف صندوق "الإمارات- الكاريبي" للطاقة المتجددة إلى إقامة مشروعات في 16 دولة كاريبية ضمن 3 دورات تمويلية وذلك للمساعدة في الحد من تكاليف الحصول على الطاقة، وتوفير الطاقة على نطاق أوسع، وتعزيز قدرتها على مواجهة الظروف المناخية.
وفي مارس/آذار 2019، تم في إطار هذه المبادرة تدشين مشاريع طاقة نظيفة في كل من جزر الباهاما، وبربادوس، وسانت فنسنت وغرينادين.