غزة وفلسطين.. خارطة إماراتية لسلام مستدام
خارطة طريق ترسمها دولة الإمارات نحو سلام مستدام تبدأ بوقف حرب غزة، والالتزام بمسار يقود لحل الدولتين، في رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار.
خارطة تأتي ضمن رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على المدى القصير والبعيد، بمشاركة إماراتية وتعاون إقليمي ودور أمريكي رئيسي، كشفت عنها ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي.
وحددت الهاشمي في تلك الرؤية أهدافا لتحقيق السلام وإنهاء أزمة غزة، عبر طرق ووسائل محددة، يتم تنفيذها وفقا لمراحل وأولويات تقود كل منها للأخرى، حتى يتحقق الهدف العام،شش وهو إحلال الأمن والاستقرار والسلام بالمنطقة عبر حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأحد أبرز محاور تلك الرؤية لإنهاء أزمة غزة هو إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من حكومة فلسطينية بقيادة رئيس وزراء جديد ذي كفاءة عالية ومصداقية واستقلالية، تتولى مهام محددة في غزة لترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية بها.
أهداف عامة
الهدف العام الأسمى لتلك الرؤية هو "إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
وترى دولة الإمارات أن تحقيق هذا الهدف -كما أوضحت الهاشمي- يأتي عن طريق ما يلي:
- حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
- الالتزام بمسار سياسي يقود إلى تحقيق حل الدولتين.
- إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن مع دولة إسرائيل، وفق الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي.
- تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع المأساوي الحالي في قطاع غزة.
ووفق هذه الرؤية، ترى دولة الإمارات أن إحلال الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ينطلق من حل مستدام وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي كهدف نهائي.
وبينت أن التوصل إلى هذا الحل المستدام لن يأتي إلا (على المدى القريب) عبر الاتفاق على مسار سياسي يقود إلى تحقيق حل الدولتين.
وهذا المسار السياسي سيقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وأمن مع دولة إسرائيل، وفق الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي.
وبالتوازي مع المسارات السياسية، تشدد دولة الإمارات على تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع المأساوي الحالي في قطاع غزة.
إنهاء أزمة غزة.. محددات ومهام
بخصوص إنهاء أزمة غزة، تتضمن الرؤية الإماراتية، محددات على المدى القريب والبعيد، وهي:
• عدم العودة إلى الوضع القائم في غزة ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي هذا الصدد، شدّدت الهاشمي على أنّ دولة الإمارات ترى أنّ العودة إلى الوضع المأساوي الذي كان سائدا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لا يمكن أن يحقق ما يصبو إليه الفلسطينيون والإسرائيليون والجميع من سلام مستدام.
• تشكيل حكومة فلسطينية تتوفر فيها معايير وصفات محددة وهي:
- حكومة فلسطينية بقيادة رئيس وزراء جديد ذي كفاءة عالية ومصداقية واستقلالية.
- تعمل تلك للحكومة بشفافية وفقا لأعلى المعايير الدولية.
- تكون تلك الحكومة على استعداد للتعامل مع الإصلاحات الضرورية لمواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وتحقق تطلعاته المشروعة في الاستقلال وبناء الدولة والتنمية والاستقرار.
- تكون تلك الحكومة قادرة على تحمل مسؤولية إعادة بناء غزة.
بعد توفر تلك المحددات والأطر، تنتقل الرؤية الإماراتية بشكل أكثر تفصيبلا، لمراحل وسبل إنهاء الأزمة:
المرحلة الأولى:
ترى دولة الإمارات أنّ إحلال الاستقرار والأمن في الأرض الفلسطينية وعموم المنطقة يبدأ من:
-وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
-إطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن.
المرحلة الثانية.. بعثة دولية مؤقتة
قالت الهاشمي أيضا إنّ ترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية ينبغي أن يبدأ من:
- إنشاء بعثة دولية مؤقتة بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية (السابق الحديث عنها).
وحددت الرؤية الإماراتية عددا من المهام لتلك البعثة الدولية المؤقتة وهي:
- تحقيق الاستجابة الفعالة للأزمة التي يكابدها سكان القطاع.
- العمل على إرساء القانون والنظام.
- وضع أسس لحكومة مؤهلة تمهد الطريق لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل سلطة فلسطينية شرعية واحدة.
دور إسرائيل
نجاح تنفيذ تلك الرؤية يتطلب -أيضا- التزامات من جانب إسرائيل.
وفي هذا الصدد، شددت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، على ضرورة أن تقوم إسرائيل، باعتبارها سلطة الاحتلال، بدورها في تحقيق هذه الرؤية الدولية وفقا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان.
وحددت الرؤية تلك الالتزامات بما يلي:
- إنهاء حصار غزة، "إذ لا يمكن إعادة بناء غزة إذا استمرت في العيش تحت الحصار".
- عدم عرقلة جهود السلطة الفلسطينية، حيث لا يمكن إعادة بناء غزة إذا لم يُسمح للسلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها فيها.
- أن تتوقف إسرائيل عن حجب تمويلها.
- ضرورة وقف بناء المستوطنات والعنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
التعاون الدولي.. والتزامات أمريكا
كما بيّنت الهاشمي أنّ دولة الإمارات تؤمن بأهمية تضافر الجهود من قبل الشركاء الإقليميين والدوليين والعمل الجماعي المتناسق لصوغ مستقبل يسوده السلام والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة.
وفي هذا الإطار، شددت على أهمية قيام واشنطن بدور محوري وفاعل في هذه المساعي، سواء في مرحلة تعافي غزة أو في الجهود المبذولة لإحياء آفاق السلام.
وشددت على أن هذا الدور أمرٌ لا غنى عنه إلى جانب ما تقوم به دول المنطقة.
كما أكدت أن "الالتزام الأمريكي الصلب والصريح بتحقيق حل الدولتين، ودعم الإصلاحات الفلسطينية، من ركائز نجاح مهمة البعثة الدولية".
دور إماراتي بارز
شددت الهاشمي على التزامات إماراتية لدعم فلسطيني بشكل عام وغزة بشكل خاص، وتنفيذ تلك الرؤية الجديدة بشكل أخص وهي:
- دولة الإمارات ستواصل دعمها الإنساني الحثيث للشعب الفلسطيني.
- الإمارات على استعداد للقيام بدورها كجزء من جهد مستدام لحل الصراع على أساس حل الدولتين بالشراكة مع الجهات المعنية الإقليمية والدولية، فمثل هذا الجهد يجب أن يكون شاملا، لأن السلام يصب في المقام الأول في مصلحتنا جميعا، في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
وفصلت الهاشمي الدور الإماراتي الإنساني البارز لدعم قطاع غزة الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم تدخر دولة الإمارات جهدا في مدّ يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتقديم المبادرات لغوثهم سواء برا أو بحرا أو جوا.
وبلغة الأرقام، نقلت دولة الإمارات، خلال الأشهر العشرة الماضية، 38,180 طنا من الإمدادات العاجلة إلى القطاع عبر 8 بواخر، و1243 شاحنة و334 رحلة جوية من ضمنها 50 عملية إسقاط جوي.
ويأتي هذا الدعم الإنساني - كما توضح الهاشمي- في إطار :
- الالتزام الإماراتي التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني.
- توجيهات القيادة الإماراتية بتوفير المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة للقطاع.
- التزام دولة الإمارات بالاستمرار في العمل الحثيث والقيام بدور قيادي وريادي مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لمضاعفة الجهود اللازمة لدعم المساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية.
ملحمة إنسانية
منذ بدء الحرب، كثفت دولة الإمارات جهودها الإنسانية لدعم وإغاثة أهالي قطاع غزة تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وشملت جهود دولة الإمارات تسيير جسر جوي لتوصيل المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية.
كما أقامت 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك وفرت وشغلت الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
وأعلنت دولة الإمارات، استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.