رؤية الإمارات وحل الدولتين.. وزير خارجية تركيا يشيد ويوضح
أشاد برؤية الإمارات معتبرا أنها «نموذج» بالمنطقة، واصفا علاقات تركيا معها بـ«الجيدة للغاية»، ومؤكدا تطابق الرؤى خصوصا بشأن قضية فلسطين.
ملفات عديدة توقف عندها وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، تطرق خلالها إلى ملامح السياسة الخارجية لبلاده، بما فيها مع دولة الإمارات.
كما عرج على حرب غزة، نافيا «تصورات خاطئة» حول دعم أنقرة لحركة حماس، مشددا على أن بلاده لا تدعم سوى القضية الفلسطينية.
واعتبر الوزير التركي، في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية»، أنه من الضروري تطبيق حل الدولتين بأسرع ما يمكن، من أجل أمن الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن أجل أمن المنطقة بأسرها.
«نموذج»
وخلال المقابلة، قال فيدان إن "العلاقات مع الإمارات جيدة للغاية.. لدينا مجالات تعاون جدية في مجالات الاستثمار المتبادل والتجارة والتعاون التكنولوجي".
وأضاف أن "المشاورات بين تركيا والإمارات مستمرة حول إدارة الأزمات في المنطقة، خاصة حول الأزمات في أفريقيا، مثل الصومال والسودان وليبيا".
وتابع: "لدينا تبادل مكثف للآراء، نحن نفكر بنفس الطريقة في العديد من القضايا، بما في ذلك قضية فلسطين، نحن نبحث سبل حل جميع هذه الأزمات معا".
ووصف رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة المتعلقة بالتنمية والتكنولوجيا بـ"الممتازة"، مشيرا إلى أنها "أصبحت نموذجا للعديد من الدول في هذه المنطقة".
وقال الوزير التركي: "نتحدث الآن عن الإمارات العربية المتحدة التي تعمل في الذكاء الاصطناعي وترسل رواد الفضاء، إنها حقا دولة تسهم بشكل كبير في المنطقة واقتصادها".
غزة وحماس
في معرض حديثه عن غزة، وصف فيدان الحرب المستمرة بالقطاع بـ"الخنجر المغروز في قلب العالم"، مشيرا إلى دور تركيا في تقديم كل الدعم الممكن لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار.
واعتبر أن الأمريكيين والغرب متفقون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجنب اتخاذ خطوات في سياق الوصول لاتفاق يضع حدا للحرب.
وعزا فيدان ذلك لأن "وقف إطلاق النار في فلسطين لا يتوافق مع الأهداف السياسية لنتنياهو".
وأضاف: "اليوم حماس موجودة، وغدا قد تظهر منظمة أخرى، المسألة هي ما سيكون عليه مستقبل المقاومة الفلسطينية، نحن في تركيا ننظر إلى الموضوع من هذه الزاوية".
وبالنسبة لفيدان، فإن "هناك بعض التصورات الخاطئة حول أننا ندعم حماس بشكل كبير، نحن لدينا قضية واحدة فقط ندعمها وهي القضية الفلسطينية المُحقة".
حل الدولتين
فيدان تحدث أيضا عن مرحلة ما بعد حرب غزة، محذرا من أنه "إذا لم نقم بتطبيق حل الدولتين الآن، فستنشب في المستقبل حرب غزة الرابعة، أو حرب الضفة الغربية الخامسة أو حرب القدس السابعة".
وشدد على ضرورة أن "نتعلم من الأحداث ونطبق حل الدولتين بأسرع ما يمكن، هذا مهم لأمن الإسرائيليين وأيضا لأمن الفلسطينيين، في الواقع، يجب القيام بذلك من أجل أمن المنطقة بأسرها".
وفي تعقيبه على معارضة حل الدولتين خوفا من صعوبة القدرة على تطبيقها، قال: "إذا مُنح الفلسطينيون دولة، فإننا يمكن أن نتحدث مع الدول الإسلامية، ومع الدول الأخرى".
وأشار إلى أن "هذه الدول وبما فيها تركيا مستعدة، للمشاركة في النهوض بهذه المسؤولية لضمان بقاء هذه الدولة واتفاق السلام، ليست لدينا أي مشكلة في هذا".
العلاقات العربية
وبخصوص السياسة الخارجية، وتحديدا مع العرب، قال فيدان إن "العلاقات التركية مع الأشقاء العرب وصلت إلى مستوى ممتاز، من الطبيعي أن تكون هناك خلافات، لكن الدول الناضجة يجب عليها أن تدير هذه الخلافات بنضج ضمن إطار استراتيجي محدد".
وبشأن تطبيع العلاقات مع سوريا، أوضح أن "الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب عن استعدادنا لبدء أي نوع من الحوار على أي مستوى، بما في ذلك مستوى الرئاسة، لحل المشكلات القائمة بيننا".
وتابع: "لقد أجرينا منذ عام 2017 محادثات عبر قنوات متعددة، وكانت هناك أوقات شهدنا فيها فوائد لذلك، الآن علينا تحويل هذه الحالة المؤقتة إلى حالة أكثر ديمومة، أكثر من نصف السوريين يعيشون حاليا خارج البلاد. يجب أن يتمكن هؤلاء من العودة إلى بلادهم بأمان".
وعن ترتيبات الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تركيا، قال فيدان: "تحضيراتنا تسير بشكل جيد، أي أننا في مراحل استكمال التحضيرات سيكون لدي إن شاء الله زيارة إلى القاهرة في بداية شهر أغسطس/آب المقبل".
وأضاف: "سنجتمع هناك مع نظيرنا المصري الجديد (بدر عبدالعاطي)، ونقوم بتحضيرات الاجتماع بين الزعيمين. كما تعلمون، لقد زار رئيس جمهوريتنا القاهرة، والآن سنستضيف الرئيس السيسي في أنقرة إن شاء الله".
وعن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، قال الوزير التركي إنها جيدة خصوصا التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، مؤكدا تبادل الآراء بين الدولتين حول الأزمات الإقليمية.
وفي ليبيا، أكد رغبة أنقرة في "إعادة إحياء دولة ليبيا المستقلة المتحدة التي يتوحد فيها الشرق والغرب"، مؤكدا وجود علاقات لبلاده مع الغرب والشرق في ليبيا.
ولفت إلى أن "مصر لديها مخاوف محقّة تتعلق بأمن الحدود هناك، ويجب معالجتها.. وبالتالي، لمصر اهتمام أيضا بليبيا، تماما كما أن لدينا اهتماما بحدودنا مع سوريا".
وقال: "نحن نتواصل مع مصر، ونتواصل مع الإمارات، ونتحدث مع قطر، ونجتمع معا لنبحث كيف يمكن تحقيق سلام دائم ووحدة وطنية في ليبيا بمشاركة من الأمم المتحدة أيضاً".
إيران وأوكرانيا
وفي معرض رده عن سؤال حول تنامي أذرع إيران في المنطقة، قال فيدان إن "تركيا لا تدعم تدخل أي دولة في المنطقة بأي شكل يتعدى الشراكة الطبيعية، نحن بالطبع لا ندعم هذه الأنواع من السياسات بغض النظر عن الدولة التي تقوم بها".
وتابع: "لهذا السبب لدينا فكرة جادة حول إنشاء هيكل للتعاون الأمني الإقليمي في المنطقة. إذا زاد التعاون الإقليمي، وزدنا من الثقة والاطمئنان بين الدول الإقليمية، فلن يبقى هناك نقاط ضعف في المنطقة".
وبخصوص حرب أوكرانيا، أكد فيدان "وجود جهود ومساع تركية لفعل ما يلزم بخصوص وضع حد للحرب الأوكرانية.
وحذر من أن "المأساة الإنسانية في أوكرانيا كبيرة جدا، يجب أن نقول كفى لهذا الدمار وهذا الموت.. يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ زمام المبادرة في هذا الشأن".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز