أسعار الطاقة و"جونسون" يضربان اليورو والإسترليني.. الدولار الرابح
تأثرت أسواق العملات اليوم الأربعاء بالعديد من العوامل، أبرزها أسعار الطاقة وتمسك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالسلطة.
وفي الوقت الذي تكبدت فيه العملة الأوروبية خسائر كبيرة، وتراجع الإسترليني، ظل الدولار هو الرابح الأبرز.
قفز الدولار إلى أعلى مستوياته في 20 عاما اليوم وهبط اليورو إلى مستوى قياسي جديد لم يبلغه منذ عقدين بعدما ألقت مخاوف من ارتفاع أسعار الطاقة ونقص محتمل في الإمدادات بظلالها على اقتصاد منطقة اليورو.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية، فوق 107، بينما انخفض اليورو إلى ما دون 1.02 دولار، وكلاهما لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول 2002.
وزاد مؤشر الدولار 0.544% بينماانخفض اليورو 0.87% إلى 1.0177 دولار.
الإسترليني يهبط
سجل الجنيه الإسترليني أدنى مستوى له فيما يزيد على عامين مقابل الدولار اليوم مع تشبث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالسلطة على الرغم من استقالة وزراء بارزين بحكومته.
وقال محللون إن الجنيه الإسترليني يتحرك في الغالب بسبب المخاوف الاقتصادية من حدوث ركود عالمي، وليس الاضطرابات السياسية في بريطانيا.
وبحلول الساعة 1500 بتوقيت جرينتش، انخفض الجنيه الإسترليني 0.41% مقابل الدولار ليبلغ 1.19100 دولار بعد أن وصل في وقت سابق إلى 1.18770 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ مارس/أذار 2020.
وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل اليورو 0.31% إلى 85.570 بنس بعد أن سجلت العملة الأوروبية الموحدة أدنى مستوى لها منذ ديسمبر كانون الأول 2002 بسبب المخاوف المتعلقة بأسعار الطاقة.
الغاز الروسي
ورفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار الغاز الطبيعي قائلا إن استعادة تدفقات الغاز الروسية بالكامل عبر خط أنابيب نورد ستريم1 لم تعد تمثل الاحتمال الأكثر ترجيحا.
وقالت شركة إكوينور اليوم الأربعاء إن حقول النفط والغاز التي تضررت من إضراب في قطاع النفط النرويجي من المتوقع أن تعود للعمل بكامل طاقتها خلال يومين.
ويتوقع المحللون ارتفاعا سريعا في أسعار النفط مع استمرار نقص الإمدادات.
وانخفض اليورو إلى أدنى مستوى له مقابل الفرنك السويسري منذ أن تخلى البنك الوطني السويسري عن وضع سقف لعملته في 2015.
ونزل اليورو أمام الفرنك السويسري 0.6% إلى أدنى مستوياته في سبع سنوات عند 0.9879 فرنك.
وارتفع الين الياباني بنسبة 0.16% إلى 135.67 ين للدولار، وفقا لرويترز.
وقال بنك اليابان المركزي إنه لن يوقف إجراءات التحفيز النقدي لاحتواء التضخم الناتج عن ارتفاع أسعار الوقود والمواد الخام الذي يرجع إلى الأزمة الأوكرانية ومن المرجح أن يكون مؤقتا.
وفيما يتعلق بالعملات المشفرة،ارتفعت بتكوين 0.12% إلى 20191.98 دولار.
وأوضحت فيونا سينكوتا المحللة لدى مجموعة "سيتي إندكس" أن "المخاوف المتزايدة من حصول ركود تدفع اليورو إلى الانخفاض فيما الدولار يرتفع".
وأضافت أن الصرّافين يراهنون على أن الاحتياطي الفدرالي سيواصل رفع أسعار الفائدة لإبقاء التضخم تحت السيطرة.
وتابعت أن "بيانات مؤشر مديري الشراء المنشورة (الثلاثاء) في أوروبا، أظهرت خطر حدوث تباطؤ في النمو نهاية الربع الثاني".
وبالإضافة إلى ذلك، تباطأ نمو النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بشكل حاد في يونيو/حزيران في القطاع الخاص، وبلغ أدنى مستوياته في 16 شهرا، وفق مؤشر حُسب على أساس استطلاعات شركات ونشرته وكالة "إس أند بي غلوبل".
وقال نيل ويلسون المحلل لدى "ماركتس.كوم" إنه في منطقة اليورو "يبدو أن الركود حتمي" مضيفا أن "اليورو في وضع سيّئ" و"ما لم يتصرف البنك المركزي الأوروبي سيتأثر سعر الصرف قريبا".
وتلقي أزمة الطاقة بظلالها على العملة الموحدة.
وأكّد تريفور سيكورسكي المحلل لدى "إنرجي أسبكتس" في تقرير "الارتفاع الحاد في أسعار الغاز والكهرباء يشكل خطرا كبيرا على دخول اقتصاد الاتحاد الأوروبي في ركود في وقت أبكر مما كان متوقعا".
من جانبه، أوضح غيّوم دوجان المحلل لدى "وسترن يونيون" أن هناك خطر حدوث "نقص في إمدادات الطاقة" وأن الأسر، مع انخفاض القوة الشرائية بسبب تكاليف الطاقة المرتفعة، ستخفّض الطلب عليها.
ومنذ بداية العام، ارتفع سعر الغاز في السوق الأوروبي الرئيسي، الهولندي "تي تي اف"، بنسبة 150% تقريبا ليصل إلى 176,01 يورو لكل ميجاوات ساعة الثلاثاء.