جاريث ساوثجيت يكسر بشجاعة كل الأعراف المتعلقة بتدريب المنتخبات، رفض المدرب للأنا الشخصية يمنحه الكثير من التقدير
يكسر جاريث ساوثجيت بشجاعة كل الأعراف المتعلقة بتدريب المنتخبات، رفض المدرب للأنا الشخصية يمنحه الكثير من التقدير.
لم يظهر إلا لاعب واحد فقط في قائمة المدرب جاريث ساوثجيت منذ اليوم الأول له مع المنتخب في 2016 وحتى الآن وهو جوردان هندرسون
لم يظهر إلا لاعب واحد فقط في قائمة المدرب جاريث ساوثجيت منذ اليوم الأول له مع المنتخب في 2016 حتى الآن وهو جوردان هندرسون.
ومن المفاجئ أن أكثر من نصف التشكيلة التي فازت بالمركز الرابع في كأس العالم 2018 لن تتواجد في لقاء الجمعة ضد جمهورية التشيك.
إن الأمر لا يرتبط فقط بالتقييم، ولكنه ينم عن شجاعة تحسب للمدرب.
ساوثجيت يفضل أن يعمل بدون التحالفات التقليدية وولاء مدرب المنتخب للاعبين بأعينهم، كما يحدث دوماً على الصعيد الدولي.
إن ساوثجيت لا يقدم للاعبين أكثر من شرط البقاء في أفضل مستوى كي ينضموا للمنتخب، الغريب أن ما يقوم به الآن يختلف عن سياسة فابيو كابيلو في فترة إدارة المنتخب الإنجليزي.
تستلزم قيادة المنتخبات ثباتا أكبر من الأندية، لأن في الأندية التحديات أكبر وأكثر، ومن ثم أنت في حاجة للأجهز، ولكن في المنتخبات تكون الفرصة للاعبين الأفضل، خاصة حين يتعلق الأمر باللقاءات الرسمية.
إن هندرسون هو اللاعب الوحيد المتبقي من أول قائمة لساوثجيت، بينما ينضم إليه هاري كين وجوردان بيكفورد ورحيم ستيرلينج وهاري ماجواير في التشكيلة التي واجهت تونس في افتتاح مسيرة الأسود في كأس العالم 2018 في روسيا.
في المباراة الماضية، فضل ساوثجيت جادون سانشو على ماركوس راشفورد، ولقد كوفئ بفوز وأداء رائعين من قبل لاعب دورتموند، ولكن ما الذي طلبه راشفورد؟ لقد رفض ساوثجيت الانصياع للأنا الشخصية لمهاجم مانشستر يونايتد، أو لأي لاعب غيره سواء كبيرا أو صغيرا، وهذا أمر يستحق التقدير الكبير.
ولكنه في الوقت نفسه مقامرة، لأنه قد يحتاج يوماً ما للأصدقاء، إلا أن استراتيجيته تقول إنه لا يعبأ بوجود أي صديق.
ساوثجيت محبوب من قبل القاعدة الجماهيرية في إنجلترا لهذا السبب، لقد ظل جمهور المنتخب لسنوات يريد منتخبا يضم أفضل اللاعبين وأجهزهم فنياً، أرادوا خروج الحرس القديم وضخ دماء جديدة.
من اللحظة التي قرر فيها ساوثجيت استبعاد واين روني، بات يعامل اللاعبين جميعهم بالأسلوب نفسه، بغض النظر عن سمعة أو تاريخ أي لاعب، أو حتى تضحياته الشخصية، على سبيل كيلي والكر الذي تحول من ظهير أيمن للاعب وسط مدافع في كأس العالم، مدربون آخرون كانوا سيمنحونه أفضلية خاصة، ولكن على العكس ساوثجيت استبعده، وحتى جيسي لينجارد الذي كاد يقود إنجلترا لنهائي دوري الأمم الأوروبية، لولا تدخل تقنية الفيديو المساعد للحكم، لم ينفعه ما قدمه في شيء.
إن تمثيل منتخب إنجلترا لهو شرف وليس حقا، دوماً هناك متطلبات كبيرة، وضغط متواصل.
نقلاً عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة