"بيئة أبوظبي" و"بكين للجينوم" يبحثان صوْن التنوّع البيولوجي النباتي
الجانبان يتفقان على ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا عزل الصفات الوراثية للنباتات المحلية، وإجراء التسلّسل الجيني وتخزينه ضمن بنوك الجينات.
بحثت هيئة البيئة في أبوظبي مع معهد بكين للجينوم، سبل التعاون ضمن مجال المحافظة على التنوّع البيولوجي النباتي.
وتداول الجانبان آخر مستجدات علم الجينوم وتقنياته في مجال حفظ التسلّسل الجيني إلى النباتات، واستخدامها في عمليات التأهيل البيئي للموائل الطبيعية المتدهورة، ورفع كفاءة إنتاجها.
كما اتفقا على ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا عزل الصفات الوراثية للنباتات المحلية، وإجراء التسلّسل الجيني وتخزينه ضمن بنوك الجينات، مثل مركز المصادر الوراثية النباتية، الذي تعكف الهيئة على إنشائه حالياً.
وناقش الطرفان سبل تبادل المعرفة والخبرات، وإطلاع الهيئة على أفضل الممارسات عملياً وتقنياً، بما يخدم دولة الإمارات ويعزّز من استدامة مواردها الطبيعية.
جاء ذلك خلال اجتماع الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام بالإنابة لهيئة البيئة في أبوظبي، مع الدكتور رين وانج، المستشار الخاص لرئيس معهد بكين للجينوم، أكبر منظمة للجينوم على مستوى العالم.
وعُقِد اللقاء في مقرّ "بيئة أبوظبي"، حيث اطّلع دكتور وانج على الجهود المختلفة التي تبذلها الهيئة لِصون التنوّع البيولوجي النباتي في الإمارة.
وأوضحت الدكتورة شيخة سالم الظاهري أن الهيئة منذ تأسيسها تعمل بكافة إمكاناتها بغية ضمان صون واستدامة هذا التنوّع، مشيرةً إلى إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بتسجيل وتوثيق الأنواع النباتية المحلية في أنحاء الإمارة كافة، سواء داخل المحميات الطبيعية البالغ عددها 13 محمية برية، وتغطي ما مساحته 15% من أبوظبي، أو خارجها، إذ تم رصد وتسجيل 436 نوعاً نباتياً طبيعياً في الإمارة منها أربعة أنواع بحرية.
وتطرقت الظاهري إلى التحديات التي تتعرّض لها الأنواع النباتية في الإمارة، وتتمثّل عموماً في التغيّرات المناخية، والرعي الجائر، والاحتطاب، إلى جانب الجمْع العشوائي واستنزاف المياه الجوفية كماً ونوعاً، وتملُّح البيئات وغياب التجدُّد الطبيعي.
ودفعت هذه التحديات بالهيئة إلى وضع خططٍ تستهدف صون تلك الأنواع، وخصوصاً المهددة منها، حيث تم إعداد تلك الخطط لكل من الغاف والسمر والسلم والغضا، ومجموعة من النباتات المهمة في جبل حفيت، كالنخيل القزم والأوركيد والسرخسيات والخنصور.
من جهته، أبدى الدكتور وانج إعجابه بالأعمال التي تجريها الهيئة في مجالات صون التنوّع البيولوجي عموماً، مؤكداً على ضرورة المضي قدماً في استخدام التقنيات الحيوية الحديثة، وعمليات البحث الجيني لِما لها من فوائد عدّة على النباتات ككُلّ.
وقال: "إن الفرصة متاحة الآن حتى تصبح الإمارات من الدول الرائدة والسبّاقة في تطبيق هذا المجال عملياً، والبدء باستخدام عمليات تخزين وحفظ التسلّسل الجيني للنباتات المحلية، ومن ثمّ ضمان استعمالها في عمليات التأهيل البيئي للموائل الطبيعية المتدهورة، ورفع كفاءة إنتاجها".