الأندية البيئية في مدارس عدن.. حصص لغرس الجمال
"العلم في الصغر كالنقش في الحجر".. تؤكد هذه العبارة أن الغرس الثقافي للقيم والمعتقدات يكون عميقاً، إذا حدث في وقت مبكر من عمر الإنسان.
ويبدو أن هذه العبارة جذبت القائمين على شؤون البيئة والنظافة في مدينة عدن اليمنية، فاتخذوها شعارًا لغرس حب البيئة وحماية المحيط من كل ما قد يسبب له الضرر، منعًا لانعكاس هذه التأثيرات على حياة البشر.
صندوق النظافة وتحسين المدينة في عدن، بادر مؤخرًا إلى إحياء تجربة "تأسيس وإنشاء نوادٍ بيئية داخل مدارس المدينة"؛ لزرع قيم الحفاظ على البيئة عند طلاب المدارس الصغار، وغرس مبادئ المحبة لكل ما هو جميل في محيطهم.
مشروع الأندية البيئية هذا، يعود بجذوره إلى نحو ربع قرن، بحسب حديث مسؤولة قسم النشاط في إدارة التوعية البيئية بصندوق النظافة وتحسين المدينة في عدن، بشرى العقربي، لـ"العين الإخبارية".
وتشير إلى أن الاهتمام بالتوعية البيئية بدأ منذ عام 1995، في مدارس محافظة عدن من خلال تأسيس "أندية أنصار البيئة" بشكل محدود، ثم توسعت حاليًا لتشمل جميع مدارس المحافظة.
وتُعرّف العقريي "النادي البيئي المدرسي" بأنه عبارة عن مجموعة من الطلاب والطالبات في كل مدرسة من مدارس عدن، يعملون ضمن مجموعات في إطار مدارسهم؛ للوصول إلى هدفٍ مشترك متمثل بحماية بيئتهم ومواردها الطبيعية من الأضرار التي تحدق بها.
ويتم ذلك من خلال تنفيذ أنشطة بيئية يشرف عليها أحد المعلمين، ويرأس النادي أحد الطلاب وينوبه آخر، وعادةً يقسم أعضاء النادي البيئي إلى عدة مجموعات بحسب الحاجة وأهمها: مجموعة النظافة، وأخرى للتشجير، وثالثة للإعلام.
وتطرقت مسؤولة الأنشطة في إدارة التوعية البيئية إلى واجبات ومهام النادي البيئي الذي تم تأسيسه في كافة المدارس، حيث يقوم بالإشراف على نظافة الفصول الدراسية والحمامات والممرات وساحات المدرسة.
حملات نظافة رمزية
وكذا، تنظيم حملات نظافة رمزية في السواحل والحدائق والشوارع العامة؛ تهدف إلى توعية أفراد المجتمع بالمحافظة على نظافة المدينة، والتخفيف من الجهود المضنية التي يبذلها عمال النظافة.
كما تضم أنشطة النادي البيئي زراعة الأشجار والأزهار، وريّها وإرشاد الطلاب بكيفية التعامل معها والحفاظ عليها من العبث داخل المدرسة وفي الشوارع والحدائق العامة.
ولم تغفل بشرى العقربي الإشارة إلى محاربة أندية البيئة لظاهرة حرق المخلفات وإطارات السيارات، والتي درج على ممارستها بعض الأطفال في شوارع عدن خلال المناسبات الدينية والوطنية؛ نتيجةً لما ينتج عنها من غازات سامة تلوث الهواء، وتتسبب بأمراض خطيرة منها سرطان الرئة، والإضرار بالجهاز التنفسي.
كما لفتت إلى أن من مهام النادي البيئي؛ محاربة بعض الظواهر الضارة بصحة الطلاب، مثل تناول الأطعمة المكشوفة أمام بوابات المدارس، ومكافحة استخدام أضرار الأكياس البلاستيكية في حفظ الأطعمة والمشروبات الساخنة.
غرس قيم المحبة والجمال
ومن الأنشطة الإعلامية والتوعوية -بحسب العقربي- تنفيذ برامج توعوية عبر الإذاعة المدرسية والمطبوعات الطلابية، كالمجلات الحائطية وتنفيذ المسابقات ومعارض لرسم الفنون البيئية، والمحافظة على المياه من الهدر، والاستفادة من المياه قليلة التلوث في ري الأشجار.
بالإضافة إلى تنظيم الزيارات التعليمية للمواقع البيئية والمحميات الطبيعية والمراكز والهيئات البحثية، والمشاركة بفاعلية في الاحتفالات والمعارض خلال المناسبات البيئية في المدارس.
وتهدف كل تلك الأنشطة، كما تقول العقربي؛ إلى غرس قيم المحبة والجمال في نفوس الطلاب، وتبني مسؤولية خدمة بيئتهم، وتقليل الأضرار التي قد تتسبب بها ممارسات وسلوكيات سلبية، يقوم بها المجتمع بقصد أو دون قصد.
يذكر أن الأنشطة البيئية وتأسيس نوادي متخصصة، يتم بالتنسيق بين إدارة الأنشطة في وزارة التربية والتعليم اليمنية، وإدارة التوعية البيئية في صندوق النظافة وتحسين المدينة في عدن.