"الغطاس".. احتفالات إيمانية مسيحية سرها "القلقاس" و"القصب"
عيد الغطاس، هو عيد من الأعياد السيدية، التي تتعلق بأحداث خاصة بالسيد المسيح، فهو ذكرى تعميد السيد المسيح بنهر الأردن.
بعد 12 يوماً من احتفالات الكنيسة المصرية بعيد الميلاد المجيد، يأتي عيد الغطاس، وهو ذكرى معمودية السيد المسيح بنهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان.
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية ومسيحو الشرق بعيد الغطاس، في يوم محدد وثابت من كل عام، وهو اليوم الحادي عشر من شهر طوبة، وفقاً للتقويم القبطي.
ما هو عيد الغطاس؟
عيد الغطاس، هو عيد من الأعياد السيدية، التي تتعلق بأحداث خاصة بالسيد المسيح، فهو ذكرى تعميد السيد المسيح بنهر الأردن.
ويعمد الطفل على يد أحد الكهنة، بإنزاله في مياه مباركة ومقدسة، رمزاً لعماد المسيح في المياه المقدسة قديماً، ويحدد موعد المعمودية للطفل على أساس نوعه، فإذا كان الطفل ذكر يعمد بعد 40 يوماً من الميلاد، أما إذا كان المولد أنثى، يعمد بالمياه بعد 80 يوماً من موعد الميلاد، وهو جزء من استكمال الإيمان الأول بالعقيدة المسيحية، حتى يطلق عليه البعض في السنوات الأخيرة مصطلح "التنصير" ما يشير إلى أنه طقس وسر هام يجب أن ينفّذ بعد ميلاد الطفل، ويرتدي الطفل أو الطفلة زياً محدداً مطرزاً بخامات بسيطة وذات ألوان بيضاء.
موعد احتفال العيد
قديماً وفي القرون الأولى الميلادية، كانت احتفالات المعمودية هي نفس احتفالات عيد الميلاد المجيد، نظراً لأن الآباء الأوائل بالكنيسة ظنوا أن معنى عيد الغطاس وعيد الميلاد واحد.
ومع حساب التقويم واختلاف مواعيد احتفال عيد الميلاد المجيد بين الكنيسة الشرقية والكنيسة بالغرب، انفصلت احتفالات العيدين، فأصبح عيد الغطاس هو 11 طوبة الذي يتوافق مع 19 يناير/ كانون الثاني، أما عيد الميلاد هو 29 كيهك الذي يوافق مع 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.
أسماء العيد
وللعيد أكثر من اسم، فيطلق عليه اسم عيد "الغطاس" منذ زمن طويل، كما يسمى باسم "الإبيفانيا" وهي كلمة يونانية تستخدم في حالة زيارة شخصية مهمة لأي احتفال، كما يطلق على العيد مسمى قبطي قديم هو "الثيؤفانيا".
وفي مصر القديمة أطلق عليه "عيد الأنوار"، حيث كان يستخدم الشمع لإنارة المعمودية، وعقب إقامة قداس عيد الغطاس كان يُقدم الحضور على الغطس في مياه نهر النيل، احتفالاً بالعيد، وفي بعض الكنائس الكبرى كانت تقيم مكاناً للمعمودية كبيراً يشبه مغطس للمياه، وكان ينزل الحضور إلى المغطس احتفالاً وتباركاً.
مظاهر الاحتفال
وللأعياد السيدية، الأعياد الخاصة بحياة السيد المسيح، احتفالات مميزة وطقوس معينة تقيمها الكنيسة المصرية من كل عام. فيقام قداس عيد الغطاس ليلة 11 طوبة من كل عام، بقراءة صلوات من العهد القديم، مع مزامير وصلوات من كتاب "صلوات اللقان" كصلاة الاغتسال من الخطايا، وقديماً كانت تنار مصابيح وشموع وفوانيس أثناء احتفالات الكنيسة ابتهاجاً بحلول عيد الغطاس.
كما أن اليوم الذي يسبق عيد الغطاس يصوم المسيحيون اليوم بأكمله حتى نهاية قداس الغطاس، ويطلق عليه يوم "برامون".
أما بالنسبة للأكلات الخاصة بالعيد، فاعتاد المسيحيون المصريون تناول بعض الأكلات المميزة فيه، فنبات "القلقاس" هو أهم الأكلات التي يتم تناولها بالعيد، هو يرمز للمعمودية، حيث يحتوي على مادة سامة هلامية، تتحول إلى مادة مغذية في حالة غسلها بالمياه ووضعه بماء الطهي، وهو معنى يشير إلى كيفية أن المياه تظهر ذنوب وخطايا أي شخص.
كما يعد "القصب" نباتاً أساسياً يتم تناوله في العيد، فطبيعة زراعته في الأماكن شديدة الحرارة، ونموه بشكل مستقيم، يشير إلى تحمل الروح ونقاوتها بعد طقس المعمودية، خاصة أن القصب يمر بمراحل نمو مختلفة، ولونه الأبيض يشير إلى سمو روح الطفل بعد أن ينزل إلى الماء أثناء التعميد.