كاتب موالٍ للنظام: إدارة أردوغان تفتقر للكفاءة وتمارس الظلم
تركيا تشهد أزمات على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية وصلت أبعادها لعزلة خارجية تعيشها أنقرة.
قال كاتب تركي مقرب من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان إن الإدارة التركية لم تعد تتمتع بالكفاءات، وإن معدلات الظلم زادت بشكل كبير.
جاء ذلك على لسان عبدالرحمن ديليباق، في مقال له بصحيفة "يني عقد/العقد الجديد" الموالية للنظام، الأحد، سلط خلاله الضوء على مساوئ الحكم في عهد أردوغان.
وأكد ديليباق أن من يحكمون تركيا بعيدون عن الإخلاص، فهم لا يتمتعون بأي كفاءة أو أهلية للإدارة.
وتابع "لقد زاد الظلم وبلغ مداه، وأغلب هؤلاء لا يصغون لأحد، ولا يرون بأعينهم، ويصمون آذانهم، ولديهم قلوب لا يفقهون بها".
وأوضح الكاتب التركي أن "الرشوة استشرت في جميع القطاعات، ولم يعد هناك مكان للقيم وانسلخ كل شيء عن مساره الطبيعي، وأصبح المسار سيئًا سيؤدي بسالكيه إلى ما هو أسوأ".
وتشهد تركيا منذ فترة أزمات على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية، وصلت أبعادها سياسيًا لعزلة خارجية تعيشها أنقرة بسبب سياساتها الخارجية القائمة على مبدأ تأجيج الصراعات بدول المنطقة كسوريا وليبيا.
واقتصاديًا وصلت الأزمة إلى درجة تفشي الفقر بين معظم المواطنين؛ إذ ارتفعت معدلات البطالة والتضخم، فضلًا عن أسعار المنتجات، بسبب السياسات الخاطئة التي يتبناها الحزب الحاكم بزعامة أردوغان، وفشله في انتشال البلاد من كبوتها الاقتصادية.
الأسباب نفسها التي دعت الكاتب المذكور إلى توجيه سهام النقد للحزب الحاكم، رغم قربه منه، هي نفسها التي دفعت قياديين داخل الحزب ومؤسسين له إلى توجيه انتقادات لأردوغان وحزبه، قبل أن ينشقوا عنه بعدما وجدوا إصرارًا من النظام على السير بالبلاد في نفق مظلم داخليًا وخارجيًا.
ويشهد حزب العدالة والتنمية منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا العاصمة، أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات التي شهدتها صفوف الحزب، استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، في 13 سبتمبر/ أيلول، الماضي، قائلا إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول المنصرم، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس، رجب طيب أردوغان.
ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء، علي باباجان، من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وكشف باباجان خلال لقاء تلفزيوني مؤخرًا عن أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في يناير/كانون الثاني الجاري.
وتأتي كل هذه التطورات في وقت يفقد فيه العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
ويوم 14 ديسمبر قالت صحيفة "يني جاغ" نقلا عن بيان للنيابة العامة بالمحكمة العليا، إن 114116 عضوًا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط؛ اعتراضًا على سياساته.
وجاء في البيان أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
كل هذه التطورات كانت سببًا في تعالي الأصوات التي ألمحت في تركيا إلى عقد انتخابات مبكرة، وذلك على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها منذ فترة، وتداعياتها المختلفة كارتفاع معدلات التضخم، والبطالة، والأسعار لأرقام غير مسبوقة.
وأدت هذه الأوضاع أدت بدورها إلى تدني شعبية أردوغان وحزبه، وكذلك فقد ثقة الناخبين به، بحسب استطلاعات الرأي التي تم الإعلان عن نتائجها مؤخرًا.